• استراتيجيات عمل ولاية الفقيه الإيرانية

    تتصدر إيران “الإرهاب المنظم” في العالم، وتطال أذرعها الدول العربية والإسلامية، في ظلّ نفوذ “خفي” تمارسه مؤسسات الدولة الرسمية من أجهزة مخابرات ومؤسسات دبلوماسية، ومؤسسات ثقافية غير حكومية، تعمل لصالح ولاية الفقيه الرامية إلى إيجاد الإمبراطورية الفارسية  الإيرانية عاملة في نشر “التشيع” في دول العالم الإسلامي، لا سيما الفقيرة منها، ضاربة على وتر الفقر والحاجة والجهل في سبيل ذلك.

    مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية بصدد إصدار تقريره السنوي  الموسع بعنوان “استراتيجيات ولاية الفقيه الإيرانية تجاه الوطن العربي والعالم الإسلامي”، وهو أحد أهم  المشاريع الكبرى للمركز في عام 2016 .

    آثر مركز أمية أن يستبق الزمن ريثما يتم إنجاز التقرير، ليضع بين يدي قرائه جزءاً أولياً مكثفاً من التقرير، يوجز فيه المرئيات والنتائج التي خرج بها تقريره.

    وركّز الموجز في قسمه الأول على استراتيجية إيران تجاه الدول العربية، وشمل  (السعودية، الكويت، البحرين، سورية، العراق، لبنان، الأردن، فلسطين، مصر، الجزائر، المغرب، السودان، موريتانيا).

    أما القسم الثاني تتبع فيه الجهاز الدبلوماسي الإيراني وأغطيته الاستخبارية والثقافية وطريقته في اختراق المؤسسات الحكومية والمنظمات الإسلامية، وكيفية تسلل إيران داخل الدول لاحتواء أهم الشخصيات والتحرك على بعض الرموز لتجنيدهم.

    وخصص القسم الثالث للحديث عن خطط ولاية الفقيه وأساليب عملها تجاه كل من تركيا وأندونيسيا وولاية كيرالا الهندية.

    ساهم في إعداد هذه الدراسات نخبة من الباحثين والمفكرين وذوي الاختصاص بالشأن الإيراني، حرصوا على توخي الدقة والموضوعية في عرض الوقائع وتحليل الأفكار، وصولاً إلى نظرة تكاملية لفهم واستيعاب غايات ومرامي الاستراتيجية الإيرانية والكشف عن أسباب نزعتها العدوانية تجاه الدول العربية والإسلامية.

    معلومات الكتاب:

    العنوان: استراتيجيات عمل ولاية الفقيه الإيرانية في الوطن العربي والعالم الإسلامي (المرئيات والنتائج).

    التأليف: نخبة من المؤلفين والمفكرين والمختصين بالشأن الإيراني

    الناشر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

    تاريخ الإصدار : 2016

    القياس : 14× 20 سم

     عدد الصفحات: 212 صفحة

    الكتاب على موقع المركز 

  • الإصدار الرَّابع للمركز تحت عنوان: ورقاتٌ في التَّفكير الاستراتيجي

    أصدر المركز المغاربيُّ للدِّراسات كتابه الرَّابع وهو تحت عنوان: “ورقاتٌ في التَّفكير الاستراتيجي”، والكتاب من تأليف نخبةٍ متميِّزة من روَّاد التَّفكير الاستراتيجي في العالم الإسلامي، وهم:

    الأستاذ الدُّكتور “سيف الدِّين عبدالفتَّاح”.

    والأستاذ المهندس “محمَّد الحمداوي”.

    والدُّكتور “حسين القزاز”.

    ومن تقديم الشَّيخ “ونيس المبروك” رئيس المركز المغاربي للدِّراسات.

    وهذه الورقات لا تتناول التَّفكير الذي هو سلوكٌ تلقائيٌّ، وعمليَّةٌ عفويَّةٌ يقوم به كلُّ عاقلٍ في تحليل وفهم ما يجري حوله، وإيجاد الحلول لما يُقابله من تحدِّياتٍ، إنَّما تتناول نمطاً عزيزاً من أنماط التَّفكير، وهو ما يُطلق عليه اليوم “التَّفكير الاستراتيجيُّ”، وهو ذلك التَّفكير المتعدِّد الزَّوايا، ينظر للقضايا بفهم سوابقها الماضية، وسياقها الحاضر، ولِحاقها المستقبل، متخلِّصاً من هيمنة اللَّحظة الآنيَّة، منطلقاً لرسم السِّياسات، ووضع البرامج والتَّدابير؛ لمعالجة المآل المتوسِّط والبعيد.

    فهو ليس تفكيراً تنفيذيَّاً يتعامل مع اللَّوائح والنُّظم لتسيير العمل وإدارة المشاريع، وليس تفكيراً مخبريَّاً موضعيَّاً يتعامل مع الحالات القارَّة، ولا تفكيراً ماضويَّاً يتناول مفاصل التَّاريخ بالتَّحليل والاعتبار.

    لقد بات هذا النَّمط من التَّفكير “عِلماً” من العلوم التي تُدرَّس في أرقى المؤسَّسات، وأضحى شرطاً من شُروط النَّجاح المؤسَّسي، في الوقت الذي انحسر دور هذا العلم في مؤسَّساتنا الحكوميَّة والأهلية، بل ربَّما غاب الوعي به وبأهمِّيَّته.

    وقد تشرَّف “المركز المغاربيُّ للدِّراسات” في إسطنبول، بإصدار هذا الكتاب الذي تناول بعض الأبعاد المعمَّقة لهذا النَّمط من التَّفكير، وأوَّل هذه الأبعاد: البُعد الأكاديميُّ المعمَّق المتَّصل بنظر
    يَّة المقاصد، وهي تلك الورقة التي تقدَّم بها الأستاذ الدُّكتور “سيف الدِّين عبد الفتَّاح”، وهو المفكِّر المعروف، وأستاذ العلوم السِّياسيَّة، وكانت ورقته تحت عنوان: (التَّفكير الاستراتيجيُّ والتَّغيير “صياغةٌ مقاصديَّةٌ للسِّياق الحضاري”).

    وثانيها: البُعد الفكريُّ التَّنظيميُّ الهيكليُّ، وهي الورقة التي قدَّمها أحد روَّاد الحركة الإسلاميَّة المعاصرة في المغرب العربيِّ، وهو الأستاذ “محمَّد الحمداوي”، رئيس حركة التَّوحيد والإصلاح المغربيَّة سابقاً، ومنسِّق مجلس شورى الحركة، وورقته كانت تحت عنوان: (خارطة التَّفكير الاستراتيجيِّ في بناء العلاقة بين الدَّعويِّ والسِّياسيِّ).

    ثمَّ تُوِّجت هذه الورقات بورقةٍ ثالثةٍ، تناولت مقاربةً حول مآل حركة المجتمعات فيما بعد ثورات الرَّبيع العربي، في ضوء هذا اللَّون من التَّفكير الاستراتيجيِّ، للأستاذ الدُّكتور “حسين القزاز” ، وهو وأحد كبار المستشارين في مشروع النَّهضة المصري، ومؤسِّس “مركز إنسان للدِّراسات”، وهذه المقاربة كانت تحت عنوان: (أفكار حول منهجيَّة التَّفكير في مسارات الإصلاح والتَّغيير).

    ولـمَّا كانت هذه الورقات تُمثِّل عصارة فكرٍ وفيضاً من تجارب هؤلاء الأعلام، كتبها أصحابها بإيجازٍ واختصارٍ؛ ولذلك فإنَّها لا تُؤتي أُكلَها إلَّا لِمَن تدبَّرها بِرَوِيَّةٍ وقرأها بِتُؤَدَةٍ.

     

    المصدر: المركز المغاربيُّ للدِّراسات.

  • التعافي الاقتصادي في سورية: خارطة الفاعلين وتقييم السياسات الراهنة

    كثر الحديث مؤخراً عن عملية إعادة الإعمار في سورية، بحيث أصبحت إحدى أهم الملفات المتناولة من قبل المعنيين بالشأن السوري. لكن يبدو من الأهمية بمكان؛ في إطار الإحاطة بمدى توفر مقومات هذه العملية؛ ضرورة تلمس مدى نضوج المرحلة الأولى لها والمتمثلة بالتعافي الاقتصادي المبكر، حتى نتمكن من المحاكمة المنطقية لمدى القدرة على المضي قدماً في إعادة الإعمار. وفي هذا السياق يأتي هذا المخرج البحثي من مركز عمران للإضاءة على واقع التعافي الاقتصادي وتفكيك هذه المرحلة من جوانب عدة، والإحاطة بمدى التقدم المنجز فيها.
    وقدم تم تناول ذلك من خلال العناوين التالية:

    السياق السياسي للتعافي المبكر في سورية.

    1. التعافي الاقتصادي المبكر في سورية: التحديات والأولويات.
    2. الاقتصادالسياسي للتعافي المبكر في سورية.
    3. التعافي المبكر في سورية: دراسة تقييمية لدور وقدرة النظام السوري.

    المقاربة التركية للتعافي الاقتصادي المبكر في سورية: دراسة حالة منطقة درع الفرات

  • التقدير الاستراتيجي (100): تداعيات الأزمة الخليجية على القضية الفلسطينية

    تقدير استراتيجي (100) – تموز/ يوليو 2017. 

    ملخص:

    تمس الأزمة الخليجية القضية الفلسطينية بطرق مباشرة وغير مباشرة، نظراً لوجود أبعاد مرتبطة بمواقف دول الحصار لقطر من تنظيمات ”الإسلام السياسي“، ومواقفها من مسار التسوية السلمية، والمقاومة الفلسطينية، ومواقفها من إيران، وكذلك مواقفها من الإعلام والسياسات الإعلامية القطرية.

    وثمة رغبة إسرائيلية قوية في الاستفادة من الأزمة في تطبيع علاقاتها مع دول الخليج قبل الوصول إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية؛ وفي اللعب على وتر ”محاربة الإرهاب“ وعلى وتر مواجهة النفوذ الإيراني للظهور كشريك طبيعي لهذه الدول؛ مع سعي إسرائيلي لتقليص نفوذ حماس وقوى المقاومة، وقطع الطريق على إيران في استثمار الأزمة.

    ويبدو السيناريو الكارثي المرتبط بشن دول الحصار لحرب ضدّ قطر احتمالاً مستبعداً لأسباب عديدة. وما يزال السيناريو الديبلوماسي هو الأقرب للتحقق عن طريق إيجاد تسويات مقبولة في النهاية لهذه الأطراف، ويكون ثمنها بعض التنازلات القطرية، والتي قد تحتمل بعض الخسائر لقوى المقاومة الفلسطينية، خصوصاً مع تصاعد الدور الأمريكي الغربي في حلّ الأزمة. ولذلك فعلى قوى المقاومة أن تبذل ما بوسعها لإفشال محاولات وضعها على ”قوائم الإرهاب“، ومحاولة إعادة ترتيب أوراق القوة لديها، مع تجنب الدخول في أي اصطفافات حاسمة لصالح أي من أطراف الأزمة؛ والدعوة إلى الحل السياسي بين ”الأشقَّاء“ العرب.

    أولاً: مقدمة:

    لم تكن الأزمة الخليجية التي انفجرت بين ثلاث دول خليجية (السعودية، والإمارات العربية، والبحرين) ومعها مصر يوم 5/6/2017 مُنبتَّة الصلة عن أزمات سابقة عرفها مجلس التعاون الخليجي وجرى سحب سفراء فيها، وكان بعضها معلناً، كما في سنة 2002 وفي سنة 2014، وبعضها كان صامتاً يمكن تلمُّسه من خلال فتور العلاقات بين بعض دول مجلس التعاون أو رفض إنشاء مزيد من الإجراءات التكاملية بين دول المجلس، ويتمحور جوهر هذه الأزمات حول أربعة أبعاد رئيسية يَمسُّ كل منها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الموضوع الفلسطيني، وتتمثل في الآتي:

    1. حدود العلاقة الخليجية مع إيران، وهذه العلاقة مع إيران لها بعدان، هما: السياسة الإيرانية تجاه الدول العربية بشكل عام من ناحية، والسياسة الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية من ناحية ثانية.

    2. حدود العلاقة الخليجية مع تنظيمات ”الإسلام السياسي“، وخصوصاً جناح الإخوان المسلمين، حيث تنظر دول خليجية محددة (السعودية والإمارات بشكل خاص) إلى أن الإخوان المسلمين يشكلون التنظيم الأكبر حجماً والأكثر خبرة سياسية في العالم العربي، وأن هذا التنظيم يسعى لتولي السلطة في الدول العربية، وقد كان دوره السياسي بارزاً وبأشكال مختلفة في مصر، وتونس، والمغرب، وفلسطين، والأردن، وسورية…إلخ. وهو ما يعني —من وجهة نظر السعودية— احتمال انتقال تأثير هذا التيار للمجتمع الخليجي، خصوصاً السعودي، وهناك جذور تاريخية وبنية مجتمعية خليجية قابلة للإنصات للأدبيات السياسية لهذا التنظيم، وهو ما ينطوي، بناء على هذا الفهم، على احتمال ”القفز على السلطة في هذه الدول الخليجية خصوصاً في السعودية“. ومن هنا لا بدّ من وأد هذا التيار. ولما كانت القوى الفلسطينية الأكثر نشاطاً في الصراع مع ”إسرائيل“ ذات صلة تاريخية بالإخوان المسلمين، فإن ظلال الأزمة الخليجية امتدت لتصيب هذه التنظيمات، وخصوصاً حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

    3. حدود سياسة الحريات الإعلامية الخليجية وفي قلبها السياسة التحريرية لقناة الجزيرة القطرية. إذ ترى دول الخليج (خصوصاً السعودية والإمارات) أن قناة الجزيرة تمثل منبراً ”تحريضياً“، وأنه الأكثر تعبيراً ضمنياً عن توجهات الإخوان المسلمين، ناهيك عن أنه يتجاوز الكثير من السياسات التحريرية الإعلامية التقليدية التي اعتاد عليها الإعلام العربي، وهو ما يشكل ”خضاً“ للمياه الراكدة في اتجاهات الرأي العام العربي، وبدا أثر ذلك كله خلال الفترة الممتدة من بداية الثورات والتغيرات العربية مع نهاية 2010 إلى الآن، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه السياسة التحريرية للجزيرة تجعل من الموضوع الفلسطيني مادة رئيسية لها.

    4. مركزية الدور السعودي في القرار السياسي في مجلس التعاون الخليجي: منذ أن نشأ مجلس التعاون الخليجي سنة 1981 كرد فعل على قيام الثورة الإيرانية سنة 1979، كانت السعودية ترى فيه أداة للجم تداعيات الثورة الإيرانية في الخليج، وبأن الدور السعودي يجب أن يكون مركزياً، في هذا المجال، بحكم الثقل السعودي في الإقليم الخليجي. وبعد الإعلان عن المبادرة العربية لتسوية القضية الفلسطينية سنة 2002، والتي كانت السعودية مهندسها الرئيسي، تعزز الإحساس السعودي بمركزية دور المملكة في صياغة التوجهات الاستراتيجية العربية بشكل عام وليس الخليجية فقط، وهو ما اصطدم بنوع من ”القلق“ بين دول خليجية محددة أبرزها قطر، وعزوف عُماني عن مجاراة النزعة المركزية السعودية، مضافاً إليه قدر من الحرج الكويتي من هذه النزعة. ولما كان الموضوع الفلسطيني يشكل أحد أهم ملامح الاستراتيجيات العربية (بغض النظر عن جدواها) فإن السعودية رأت ضرورة تطويع الموضوع الفلسطيني لصالح توجهات أخرى، وهو ما لم يَرُق لعدد من دول الخليج أو الدول العربية الأخرى.

    ثانياً: التصور الإسرائيلي للأزمة الخليجية:

    من الضروري فهم العلاقة الإسرائيلية الخليجية ومن منظور تاريخي ومعاصر لفهم الموقف الإسرائيلي من الحصار الخليجي المصري لقطر ومن ملابسات الأزمة الخليجية، وتتمثل هذه العلاقة الخليجية الإسرائيلية في جوانبها العامة في الآتي:

    1. العلاقات الخليجية الإسرائيلية (علاقات السعودية والإمارات العربية مع ”إسرائيل“):

    يمكن اعتبار سنة 1990 نقطة تحول في الجهود الأمريكية لتقريب دول مجلس التعاون الخليجي من ”إسرائيل“. ولعل انتقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار/ مايو 2017 من السعودية مباشرة لـ”إسرائيل“ في رحلته الأخيرة للخليج يمثل جزءاً من علاقات خليجية إسرائيلية ”صامتة“. وتتجلى هذه العلاقات في عدد من المؤشرات مثل ظهور شخصيات أكاديمية سعودية ذات صلات سابقة بالأجهزة الأمنية السعودية في ”إسرائيل“، وما ذكرته صحيفة هآرتس عن مشاركة الإمارات العربية في مناورات عسكرية مع ”إسرائيل“ والولايات المتحدة ودول أوروبية في اليونان. وقبل ذلك بعام شاركت الإمارات في مناورات أخرى مشتركة مع ”إسرائيل“ ودول غربية في نيفادا في الولايات المتحدة، كما أن ”إسرائيل“ فتحت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 مكتباً ديبلوماسياً في أبو ظبي تحت ظل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وذكرت بلومبرج بيزنس ويك Bloomberg Businessweek في شباط/ فبراير 2017 أن هذا المكتب يمكن أن يقوم بدور السفارة لتعميق العلاقة بين ”إسرائيل“ وبقية دول الخليج. كما أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل Times of Israel إلى سلسلة لقاءات سرية سعودية إسرائيلية [1]؛ ناهيك عن أن قسم وسائل الاتصال في وزارة الخارجية الإسرائيلية بدأ منذ فترة في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر…إلخ)، حيث أنشأ سفارة ”افتراضية“ virtual embassy لـ”إسرائيل“ في كل دولة خليجية (اسمها السفارة الافتراضية في دول الخليج) منذ 2013. ويتم التواصل مع أفراد في الخليج من خلال هذه السفارة الافتراضية التي يديرها السفير الإسرائيلي ييغال بالمور. ويتم في عمليات التواصل هذه التشجيع على العلاقات التجارية —عبر طرف ثالث— وهو ما جعل حجم التبادل التجاري (عبر طرف ثالث بين الخليج و”إسرائيل“) يصل إلى نحو نصف مليار دولار طبقاً لتقديرات يتسحاق غال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تل أبيب في حوار له مع صحيفة فايننشال تايمز [2] .

    2. العلاقات القطرية الإسرائيلية:

    من المعروف أن العلاقات التجارية بين ”إسرائيل“ وقطر بدأت في سنة 1996 وبحضور الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز والذي عاد لزيارة قطر سنة 2007. وعلى الرغم من إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي سنة 2008 إلا أن قطر استقبلت في سنة 2013 وفداً تجارياً إسرائيلياً. وفي سنة 2008 التقى وزير الدفاع الإسرائيلي حينها إيهود باراك مع الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني في سويسرا خلال مؤتمر دافوس، كما التقت الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني أمير قطر سنة 2008 في مؤتمر للأمم المتحدة، وقامت ليفني بزيارة الدوحة في السنة نفسها، والتقت بعدد من المسؤولين القطريين. كما أبدت قطر ترحيبها بمشاركة ”إسرائيل“ في مباريات كأس العالم 2022 في قطر في حالة تأهلها رياضياً، وأسهمت قطر في بناء استاد رياضي بالاتفاق مع ”إسرائيل“ في مدينة سخنين الفلسطينية في أراضي 1948، ناهيك عن التواصل بين الطرفين لترتيب سبل إيصال المساعدات القطرية لقطاع غزة في ظلّ الأزمة المصرية مع حماس. وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن قطر أسهمت في ترتيبات وقف إطلاق النار بين حماس و”إسرائيل“ في غزة. كما تشير مصادر إسرائيلية إلى دورٍ قطري في ترحيل عدد من يهود اليمن ونقلهم لـ”إسرائيل“ سنة 2013 [3] .

    وفي المقابل أبدت “إسرائيل” قدراً من الامتعاض من دعم قطر لحماس، وحقّ حماس في المشاركة في النظام السياسي الفلسطيني، وجهودها لفك الحصار عن قطاع غزة، وفي إعادة إعمار القطاع. حيث يُعدُّ الموقف القطري من أكثر المواقف العربية تقدماً في دعم القضية الفلسطينية. ولعل أكثر المنتقدين لهذا الدور القطري هو وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان.

    ولكن ما علاقة الأزمة الخليجية بكل ذلك من المنظور الإسرائيلي؟

    تنظر ”إسرائيل“ للأزمة (طبقاً لأغلب توجهات محلليها والذي يمكن اعتبار التقرير الذي صدر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي INSS في جامعة تل أبيب الأكثر وضوحاً وعمقاً بينها) [4] من زاويتين، هما انعكاسات الأزمة الخليجية على حماس من ناحية، وعلى إيران من ناحية أخرى على النحو التالي:

    1. اعتبار الأزمة من وجهة النظر الإسرائيلية مؤشراً على تصدع الجبهة ”الُسُنية“ في مواجهة إيران، لذا فإن ”إسرائيل“ تشجع بل وتضغط على الإدارة الأمريكية للعودة للوساطة لكي لا ينفرط هذا العقد المواجه لإيران. وترى ”إسرائيل“ أن الوساطة الأمريكية التي عرضها ترامب على أمير قطر في حزيران/ يونيو 2017 يجب أن تنجز عدداً من الأهداف أهمها (من المنظور الإسرائيلي) ما يلي:

    أ. أن الوساطة الإمريكية يجب أن تُربط بتقليص دعم قطر ”لحماس تحديداً“، وهو ما يزيد من الضغوط المالية على غزة، ويجعلها أكثر قابلية للقبول بعودة السلطة الفلسطينية إليها، ونسخ نموذج الضفة الغربية (خصوصاً التنسيق الأمني في قطاع غزة) وهو الأمر الذي تحبذه كل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر.

    ب. قطع الطريق على إيران لاستثمار الأزمة القطرية، لأن الضغط المستمر على قطر سيقود لدفع قطر نحو روسيا وإيران بل وسورية والعراق. وهو ما يتضح في فتح المجال الجوي الإيراني لقطر، وإرسال الأغذية، واستقبال مسؤولين إيرانيين من مستوى رفيع في العاصمة القطرية.

    ج. في المقابل، هناك رغبة لدى أطراف إسرائيلية بأن يكون هناك دور قطري في ”تكييف“ مواقف حماس. كما أن إبعاد قطر (طبقاً للتقارير الإسرائيلية) لبعض قيادات حماس من الدوحة مؤشر على أن الضغط على الدوحة قد يعرقل المسار التدريجي الهادئ في التراجع القطري عن دعم حماس [5] .

    2. ترى ”إسرائيل“ أن رأب الصدع في مجلس التعاون الخليجي مهم للغاية، لضمان استمرار دعم المعارضة السورية، التي بدأت ظلال الأزمة الخليجية تمتد نحوها، و”إسرائيل“ تريد امتداد الأزمة السورية لأطول فترة ممكنة.

    3. تلمح الدراسات الإسرائيلية في معرض التحليل للأزمة إلى أن هناك أبعاداً شخصية فردية بين القيادتين القطرية والسعودية، مما يحتاج لدراية ديبلوماسية عالية لمعالجتها، ولا بدّ من توظيف هذه الحساسيات الفردية بشكل يخدم الأهداف الإسرائيلية.

    4. من جهة أخرى، فإن الأزمة الخليجية تشكل فرصة مهمة لاستنزاف دول الخليج سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ومدخلاً للابتزاز الأمريكي الغربي لأطراف الأزمة؛ وبالتالي يمكن توظيفها إسرائيلياً في تطبيع العلاقات مع ”إسرائيل“ كمدخل للرضا الأمريكي، وكجزء من صراع النفوذ مع إيران.

    ثالثاً: سيناريوهات الأزمة الخليجية وانعكاساتها من المنظور الفلسطيني:

    يمكن تحديد سيناريوهات الأزمة الخليجية في السيناريوهات التالية:

    1. السيناريو الكارثي:

    ويتمثل هذا السيناريو في استمرار التعقيد في الأزمة بشكل يدفع كل طرف نحو مزيد من الإجراءات العقابية للطرف الآخر، وصولاً لمرحلة المواجهة العسكرية لا سيّما أن 20% من مبيعات السلاح في العالم ذهبت سنة 2015–2016 إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتضاعف حجم مشتريات السلاح الخليجي خلال الفترة من 2011–2016 [6] .

    لكن هذا السيناريو سيؤدي لخسائر مادية تجعل استمرار الدعم المادي لفلسطين يتراجع بقدر كبير من ناحية، كما سيلقي بظلال قاتمة للغاية على أولوية القضية الفلسطينية في نشاط الديبلوماسية العربية. غير أن أسوأ تطور في هذا السيناريو أن تستثمر ”إسرائيل“ حالة الحرب هذه من خلال تنافس الأطراف الخليجية المتصارعة على استرضاء ”إسرائيل“ كجسر لتوظيف اللوبي اليهودي في الدوائر الأمريكية لجر الموقف الأمريكي لصالح هذا الطرف أو ذاك. وسيكون ذلك مدخلاً لـ”إسرائيل“ لتطبيع العلاقة مع دول عربية أكبر، خصوصاً أن هناك توجهاً إسرائيلياً متزايداً نحو تسوية تقوم على أساس أولوية التطبيع العربي بأوسع قدر ممكن مع ”إسرائيل“ على حساب أولوية تسوية الموضوع الفلسطيني. إذ تبدو ”إسرائيل“ على ثقة من أن مكانة القضية الفلسطينية تراجعت في ”الوجدان والحساب العقلي“ السياسي لدى شريحة واسعة من المجتمع العربي، وعليه فهي ترى أن الباب أصبح أكثر قابلية لتوسيع ظهورها في العواصم العربية. وهو ما يعني أنها ستجعل التفاوض على التطبيع معها يسبق تحديد ماهية التسوية الفلسطينية، وبالتالي تحقيق المزيد من الخلل في موازين القوى بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي، مما يعني الاستمرار في تهويد الضفة الغربية وحلّ الصراع لاحقاً على حساب الجوار العربي.

    معوقات حدوث هذا السيناريو:

    يبدو أن احتمال هذا السيناريو (الحرب) ما زال ضعيفاً، ولا أحد يستطيع تقديم إجابة قطعية بأن الحرب ستشتعل أم لا تشتعل، فقد يغير حدث ما وغير متوقع أو طارئ المسارات كلها (مثل حدوث صراع على السلطة في إحدى دول الحصار لقطر). لذا فإن الإجابة عن احتمال اشتعال الحرب يبقى ضمن نظرية الاحتمالات ”العقلانية“، وما زال المشهد الخليجي يشي بأن احتمالات إعلان الحرب على قطر ما تزال ضعيفة ومستبعدة. وقد تأخذ طابع ما يسمى ”ديبلوماسية عرض العضلات“ مثل إرسال القوات من قبل دول الحصار قريباً من حدود قطر، أو إرسال المزيد من القوات التركية لقطر، أو القيام بمناورات حربية على الحدود أو قبالة الشواطئ القطرية، أو خرق المجال الجوي لقطر؛ دون الوصول لمرحلة الغزو العسكري الذي يبدو مستبعداً للأسباب التالية:

    أ‌. عدم وجود رغبة جدية لدى دول الحصار بالذهاب إلى سيناريو الحرب، كما يظهر من السلوك السياسي والميداني لهذه الدول
    .
    ب‌. أسعار البترول: إذا نشبت الحرب فإن حركة النقل في منطقة الخليج ستتوقف بشكل كامل طيلة فترة الحرب، فإذا علمنا أن الخليج يقدم نحو 24 مليون برميل يومياً وهو ما يعادل 30% من الناتج العالمي تقريباً، فإن اشتعال الحرب سيرفع أسعار البترول بشكل يجعل المستفيد الأول منه روسيا وإيران وفنزويلا، وهي دول لا يبدو أن الدول الغربية حريصة على تنامي اقتصادها، ناهيك عن أن ذلك سيكلف أوروبا الكثير، فالنفط ومشتقاته يمثل 78,2% من الواردات الأوروبية من الخليج، كما أن تعطل حركة التجارة سيضر أوروبا التي يصل حجم تبادلها التجاري مع دول مجلس التعاون قرابة 138,6 مليار دولار، ويمكن تطبيق النظرة نفسها على الصين والهند واليابان، حيث تشكل أوروبا والصين والهند واليابان 49,5 % من إجمالي تجارة الخليج.

    ج. المخاطر على الأجانب والاستثمارات الأجنبية في دول الخليج: يشكل الأجانب نحو 48% من سكان الخليج الذي يصل إجمالي عددهم (مواطنين وأجانب) قرابة 51 مليون نسمة، فإذا علمنا أن 90% من سكان قطر هم من الأجانب فإن المخاطرة على حياة هؤلاء ستكون عالية. أما الاستثمارات الأجنبية (وأغلبها من أوروبا وأمريكا) فعلى الرغم من تراجع وتيرة الاستثمار الأجنبي من نحو 58 مليار دولار سنة 2008 إلى أقل من 25 مليار سنة 2016، فإن الحرب تعني تعريض هذه الاستثمارات للخطر، وهو ما لا تقبله الدول المالكة لهذه الاستثمارات.

    د. وجود القواعد الأمريكية أو القوات الأمريكية لدى طرفي الصراع (قرابة 35 ألف عسكري أمريكي في دول مجلس التعاون) سيضع هذه القوات في موقف حرج، فإذا تدخلت في الصراع فذلك يعني تدخلاً متعاكساً، وإذا لم تتدخل للدفاع عن مناطق وجودها وخصوصاً في قطر، فقدت قيمتها للدولة الحاضنة لها. ففي التدخل خسارة أمريكية وفي عدم التدخل خسارة أخرى، وهو ما ينطبق على بقية الدول التي لها وجود عسكري في الخليج مثل بريطانيا وفرنسا بشكل خاص.

    ه. إن الحرب الخليجية تعني مكاسب استراتيجية لإيران تتمثل في إضعاف دول الخليج، ودفع بعض الأطراف الخليجية للاستعانة بها في المواجهة سواء للدعم اللوجيستي أم لغيره طبقاً لتطورات المعركة، وهو أمر ليس في صالح الدول الغربية ولا دول المجلس في ضوء مواقفها من إيران، فليس من مصلحة الولايات المتحدة تحطيم حلفائها في ظلّ ظروف كتلك القائمة في الخليج.

    و. إن الحرب في الخليج تعني صرف الأنظار عن الأزمة السورية وهو ما يضر باستراتيجية دول الخليج، لا سيما السعودية التي تسعى لتغيير النظام في سورية.

    2. السيناريو الديبلوماسي:

    ويعني استمرار الجهود الديبلوماسية الأمريكية تحديداً، مضافاً لها الجهود العربية والأوروبية وغيرها، بهدف الوصول لتسوية يحقق كل طرف فيها قدراً من المكاسب، تتوازى مع موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية من ناحية، ولا تهدر ماء وجه أيّ منهما. ولا شكّ أن هذا السيناريو هو الأنسب للطرف الفلسطيني لأنه يقلص من الآثار الكارثية للسيناريو الأول، لكن ذلك لا يعني “نجاة” القضية الفلسطينية من بعض الخسائر من تداعيات الأزمة الخليجية في هذا السيناريو، مثل:

    أ. ربما ستكون السنوات القادمة هي الفترة الأكثر عسراً للحركات الإسلامية ولا سيّما الإخوان المسلمين، نظراً لأربعة عوامل رئيسية هي: فقدان هذه الحركة لأي سند إقليمي فاعل في مواجهة الضغوط عليها، فهذه الحركات —خصوصاً الإخوان— لم تعد قادرة على توظيف التناقضات العربية لصالحها، على غرار ما كان عليه الحال في الفترة الناصرية أو ما بعدها، نظراً لتضييق مجال المناورة السياسية عليها. كما أن عدداً من التنظيمات الإسلامية المسلحة المشاركة في الحراك العربي منذ 2010 وحتى الآن شوهت صورة “الجهاد” وجعلته أقل جاذبية جماهيرية، وخصوصاً تناحراتها الداخلية، وهَوَجِ عملياتها الخارجية والداخلية. يضاف لذلك الخناق الدولي عليها وطبيعة التطور الإنساني في مشهده العام. وأخيراً عداءُ المؤسسات العسكرية العربية للتيارات الإسلامية، ولا شكّ أن بيئة كهذه لن تكون مواتية للتنظيمات الفلسطينية ذات الصبغة الإسلامية خصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

    ب. من الواضح أن تصنيف الحركات الجهادية (إرهابية أو غير إرهابية) اتسع بشكل عام من نطاق الحركات الإسلامية العربية ليمتد نحو الحركات الإسلامية الفلسطينية، وهو أمر سعت له ”إسرائيل“ والولايات المتحدة وبريطانيا منذ بدء الحديث عن قوائم الحركات الإرهابية. وشكل اصطفاف السعودية والإمارات بشكل خاص مع فكرة دمج حركة حماس ضمن قوائم الإرهاب أحد أسوأ التطورات المعاصرة في الموقف العربي من الموضوع الفلسطيني، ويبدو أن حذف اسم حماس أو أي من أسماء شخصيات فلسطينية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي من القائمة الأخيرة (قائمة الـ 59) التي أعلنتها دول الحصار، جاء نتيجة مسعى مصري أكثر منه توجهاً خليجياً، نظراً لملابسات كثيرة في العلاقات المصرية الفلسطينية، خصوصاً بروز بوادر على رتق بعض الفتق في العلاقات المصرية مع حماس.

    ج. وضعت الأزمة الخليجية صناع القرار الفلسطيني —خصوصاً تنظيمات المقاومة المسلحة— في مأزق يتمثل في جعلها أمام خيار العلاقة مع إيران أو العلاقة مع دول الخليج، ولعل الدعم المالي القطري، وبعض الدعم الشعبي من دول الخليج الأخرى، والدعم الإيراني المادي والمعنوي هما الرافدان الأكثر أهمية لحركات المقاومة الفلسطينية، وخسارة أي منهما يمثل مزيداً من الضغط المادي والمعنوي على المقاومة المسلحة من ناحية وعلى جمهورها الفلسطيني، الذي يعاني من سياسات التضييق الإسرائيلية، وسياسات القضم المادي التدريجي للسلطة الفلسطينية في رام الله من ناحية ثانية. وتبدو المعطيات الأولى أن الطرف الفلسطيني سيعرف خلال الفترة القادمة قدراً أكبر من التضييق المالي خصوصاً في ظلّ الضغوط العربية والأمريكية (لا سيّما دور جناح الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض مقارنة بتوجهات الخارجية الأمريكية) وبعض الدول الأوروبية. وقد يكون مطلب مدّ نفوذ السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وتعميم التنسيق الأمني من الضفة لقطاع غزة هو الهدف المركزي المباشر لكل هذه الضغوط. ويبدو أن قدرة إيران في المرحلة القادمة على تجاوز أسوار الحصار العربي والدولي لتنظيمات المقاومة ستكون أضعف من المراحل السابقة، لأسباب دولية وإقليمية وداخلية إيرانية. فإيران تتنازعها في الأزمة الخليجية الحالية رغبتان: الأولى تعميق العلاقة الإيرانية القطرية بهدف تحقيق ضغط أكبر على السعودية، والثانية توظيف العلاقة الإيرانية القطرية في حال تطورها في تعديل الموقف القطري في سورية… ويبدو أن إيران معنية في الظرف الحالي بالرغبة الأولى بشكل أكبر… لكنها ستعمل في مرحلة لاحقة بعد نجاحها في الرغبة الأولى على توظيفها في تحقيق الثانية [7] .

    رابعاً: السيناريو الأرجح:

    إذا استبعدنا احتمال الحرب، فإن مصلحة الدول الغربية لا سيما أمريكا وبريطانيا وفرنسا استمرار الأزمة ضمن قيود معينة مما يدفع نحو العسكرة (بمزيد من صفقات التسلح، أو استحضار المزيد من القوات الأجنبية الغربية خصوصاً للمنطقة، وهو ما يشكل غطاء لمزيد من التطويق لإيران وممارسة الضغط عليها عبر تكثيف الوجود العسكري الغربي حولها) ولكن دون الوصول لمرحلة الحرب، وقد تندفع دول خليجية نحو انفتاح أكبر على ”إسرائيل“ بغرض ضمان وقوف اللوبي اليهودي في المؤسسات الأمريكية لجانبها في الصراع الخليجي كما أشرنا سابقاً.

    وتدل معاينة تطورات الأزمة على الملامح التالية:

    1. لا يبدو أنه سيكون هناك أي حلّ خارج الرؤية الأمريكية، وسيعمل الوسطاء (أمريكيون أو عرب) ضمن الحدود التي تضعها الولايات المتحدة لتسوية الأزمة، ولن تكون أي تسوية تشرف عليها الولايات المتحدة معنية بتحقيق أي مصلحة فلسطينية في العلاقات الخليجية الفلسطينية.

    2. من المستبعد أن يكون هناك حلّ عسكري للأزمة لا سيّما أن القوات الأمريكية (قرابة 35 ألف عسكري أمريكي) موجودة، ولو بمستويات مختلفة على أراضي جميع أطراف الأزمة، كما أن من مصلحة القوى الكبرى جميعاً عدم تصاعد الأزمة لما لذلك من آثار سلبية على سياسات الطاقة وعلى فرص الاستثمار لدى الطرفين، وهو أمر يقع في صالح الطرف الفلسطيني بشكل غير مباشر.

    3. يبدو أن تلبية مطالب السعودية والإمارات ستعلو على تلبية المطالب المصرية المتمثلة بشكل خاص في تسليم بعض الأشخاص للسلطات المصرية. وهو ما يعني أن انعكاسها على الجانب الفلسطيني سيظل محدوداً؛ إلا إذا كان ثمة إصرار على الاستقواء بالأمريكان بشكل كبير لتحقيق مطالب حاسمة من قطر.

    4. قد تكون الفترة القادمة هي أكثر الفترات حرجاً وتضييقاً على حركة الإخوان المسلمين بشكل خاص و”الإسلام السياسي” بشكل عام في كل العالم العربي، لكنه سيكون أكثر وضوحاً في ليبيا وسورية وفلسطين.

    5. إذا ما وافقت قطر على بعض التنازلات، فإن الأرجح أن قناة الجزيرة لن تغلق، ولكن قد يجري تغيير في مجلس إدارتها وربما استبعاد لبعض كبار مذيعيها وتغيير تدريجي هادئ وطويل المدى في توجهاتها الإعلامية وبشكل لا يحرج الديبلوماسية القطرية، وهو أمر أقل فائدة للطرف الفلسطيني.

    6. من المستبعد أن تتجاوز الضغوط على حماس حدود ما هو قائم حالياً، ولكنها قد تُدفع نحو “التواري التدريجي” في المشهد القطري. ولعل من مصلحة حماس في الظرف الحالي القيام بتصعيد “مدروس ومحدود” للتوتر مع الجيش الإسرائيلي لإرباك العرب الساعين للتطبيع مع ”إسرائيل“، لا سيّما في المناخ الذي أفرزته أزمة السياسات الإسرائيلية الأخيرة تجاه المسجد الأقصى مثل إخضاع المصلين للتفتيش الإلكتروني وغيره، نظراً للمكانة الكبيرة التي يحتلها المسجد.

    7. من المتوقع أن تبقى العلاقات القطرية الإيرانية في حدودها الحالية مع تأكيدات قطرية على “فكرة عدم التدخل الإيراني في الشأن العربي والالتزام بعروبة الجزر الثلاث” لكن العلاقات الاقتصادية ستبقى على حالها، وهو أمر لا يضير الشأن الفلسطيني.

    8. يبدو أن الأزمة ستؤدي في المدى المتوسط والبعيد إلى تحجيم نسبي للدور القطري في التفاعلات الإقليمية، وهو ما قد يفقد حماس وقوى المقاومة الفلسطينية داعماً رسمياً عربياً مهماً.

    9. يبدو أن عملية تأجيج الصراع بين السنة والشيعة (وإشكالات الصراع الطائفي والعرقي) قد بدأت تستنفد أغراضها، وهناك فرص لأن تتوارى تدريجياً؛ غير أن هناك قوى عربية وإقليمية ودولية ستسعى لتأجيجها. وبشكل عام، فإن تراجع الصراع الطائفي والعرقي في المنطقة يصب في مصلحة القضية الفلسطينية.

    خامساً: التوصيات:

    في ظلّ المشهد السابق، قد يكون من الأجدى لو اشتملت الاستراتيجية الفلسطينية على ما يلي:

    1. على تنظيمات المقاومة المسلحة أن تعمل على جعل جهودها الديبلوماسية تنصب في المرحلة القادمة وبكل جهد شعبي ورسمي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي نحو عدم إدراجها ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية، لأن الإدراج سيمثل غطاء شرعياً لـ”إسرائيل“ ولدول عربية عديدة لنزع سلاح المقاومة، ومدّ التنسيق الأمني لغزة.

    2. من الضروري أن تعمل المقاومة الفلسطينية على رأب الصدع مع حلفائها السابقين ولكن بشكل تدرجي وعبر توظيف القوى الإقليمية العربية أو غير العربية المستفيدة من إعادة ترميم جبهة المقاومة (مثل إيران، وتركيا، وحزب الله، وبعض التيارات العلمانية العربية المساندة للمقاومة، وبعض الدول العربية كالجزائر)، إذ إن المرحلة القادمة ستشهد على الأغلب ضغطاً متصاعداً لا سيّما من الناحية المادية والعسكرية على المقاومة الفلسطينية خصوصاً في غزة.

    3. من الضروري ألا تقوم التنظيمات الفلسطينية المقاومة بالاشتراك في أي اصطفافات حاسمة لصالح أي من أطراف الخلاف الخليجي، والتركيز على ضرورة الحل الديبلوماسي “بين الأشقاء”، وبعيداً عن تصريحات قابلة للتأويل المباشر.

    4. الدفع باتجاه حلّ مشاكل المنطقة بشكل سلمي بين الدول المعنية، وإبعاد الأطراف الأمريكية الإسرائيلية عن التدخل في إدارة و”معالجة” أزمات المنطقة.

    * يتقدم مركز الزيتونة للأستاذ الدكتور وليد عبد الحي بخالص الشكر على الإسهام في إعداد المسودة التي اعتمد عليها هذا التقدير.

     

    لتحميل التقدير، اضغط على الرابط التالي:

    >> التقدير الاستراتيجي (100): تداعيات الأزمة الخليجية على القضية الفلسطينية Word (15 صفحة، 98 KB)

    >> التقدير الاستراتيجي (100): تداعيات الأزمة الخليجية على القضية الفلسطينية  (15 صفحة، 779 KB)

    مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 20/7/2017

  • التقرير الإستراتيجي السنوي(2018) ـ تقدير موقف استراتيجي

    مقدمة

    شهدت المنطقة العربية عام 2018 متغيرات وتحولات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي،أثرت بصورة عميقة في الحالة الإقليمية،من حيث العلاقات والتحالفات وأدوار القوى الفاعلة في المنطقة التي تشهد سيولة شديدة، وتمر بحالة إعادة تشكل لم تستقر بعد،وهو استمرار للأحداث التي مرت بها المنطقة منذ عام 2011.

    إذ مازالت الأزمة الخليجية بين قطر والدول المحاصرة (السعودية،الإمارات،البحرين،مصر) مستمرة في حصد نتائجها السلبية على هذه الدول سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا،ومازالت مستمرة في تداعياتها الخطيرة على الحالة الإقليمية،وعلى مستقبل مجلس التعاون الخليجي،وإسهامها في زيادة حالة الإضطراب بالمنطقة.

    وإذ تشهد المنطقة تناميا للمحاور الإقليمية في تعارض المصالح والصراع بينها على خلفيات ملفات،منها التمدد الإيراني في دول المنطقة،والتموضع الروسي في سورية،والدعم الإمريكي لأكراد سورية،ودعم إدارة ترمب لـ(إسرائيل) لما يسمى (صفقة القرن) مع استمرار حالة اللاستقرار في ليبيا والجزائر وتونس،وسيطرة حكم الفرد في مصر.

    وفي الساحة الفلسطينية،راوحت جهود المصالحة بين حركتي(فتح)و(حماس)مكانها،وشهدت مدينة القدس تطورات مهمة على صعيد المواجهة الشعبية بين الفلسطينين وسلطات الاحتلال،خيث تواجه (صفقة القرن)تحديات ميدانية.

    ومع توجهات لدول خليجية لتطوير علاقات سرية،فإن الكويت حالة استثنائية قومية في هذا الجانب.

    وشهد العراق عام 2018 تحديات وتحولات مفصلية،وفي سورية متغيرات ميدانية ومصالح متضاربة بين القوى الإقليمية والدولية،كما يمر لبنان والأردن بركود اقتصادي وتحديات سياسية كبيرة،ومازال اليمن يعيش معاناة إنسانية مستمرة وفشلاً في المفاوضات السياسية.

    وفي ضوء التطورات الكثيفة والمتسارعة في المنطقة،يغدو ملحاً قراءة ملامح البيئة السياسية الإقليمية بتحولاتها ومتغيراتها المختلفة،ويرصد تقدير الموقف الإستراتيجي 2018،الذي تصدره جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي،المتغيرات المهمة في المنطقة،ويستشرف مستقبل تطور معطيات البيئة الإقليمية،ويقف عند التحديات الأساسية التي تواجه المنطقة في عام 2019.

    ولقد قدمت جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي هذا الجهد لأعوام 2015و2016و 2017،كتقارير منفصلة، ويصدر التقرير السنوي الرابع لهذا العام (2018) ليغطي مساحة العالم العربي والقوى الإقليمية والدولية التي تؤثر في جيو استراتيجيات المنطقة العربية،والتقريرـ كالعادةـ من 3أجزاء؛الأول ملخص تنتفيذي، والثاني تقرير عن حالة المشهد الجيواستراتيجي للمنطقة العربية،والجزء الثالث للحالة الجيواستراتيجية الإقليمية والدولية.

    على أمل أن يستمر هذا الجهد الذي تقدمه جمعية مجموعة التفكير الاستراتيجي ليسهم في تطوير الأداء،ويشكل إضافة نوعية في عملية صناعة القرار السياسي.

    ويجدر التنويه إلى أن التقارير التي تناولت الأوضاع في الساحات المختلفة أعدت من مراكز دراسات وباحثين تم تكليفهم بإعدادها،ولم تتدخل المجموعة في مضمونها؛بالتالي فهي تعبر عن قراءتهم للتطورات في تلك الساحات،فيما اقتصر دور المجموعة على إعداد ملخصات تلك التقارير،وقراءة الملامح العامة للحالة الإقليمية،والوقوف عند التوقعات والتحديات في المشهد الإقليمي.

    وتتقدم جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي بجزيل الشكر للمراكز التي شاركت في هذا الجهد،والباحثين الذين ساهموا في إنجاز التقارير،والشكر موصول للأستاذ عاطف الجولاني،عضو جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي، لجهوده في تنسيق التحرير، والتقدير لمتابعة د.أشرف الشوبري، مدير جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي،كما تتقدم إدارة جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي بجزيل الشكر والامتنان لمركز أفق المستقبل للاستشارات في الكويت لدعمه ورعايته لإصدار هذا التقرير،آملين من الله سبحانه القدير النجاح والسداد

    والله الموفق

                                                     محمد الراشد

                                            رئيس جمعية مجموعة التفكير الإستراتيجي

  • الجمهورية التركية في المنظور السياسي الإسرائيلي

    صدر حديثا عن مركز رؤية للتنمية السياسية كتاب الجمهورية التركية في المنظور السياسي الإسرائيلي،ويُقدّم الكتاب للخبراء والسياسيين والمهتمين بالشأن السياسي في الإقليم قراءة علمية ومنهجية للرؤية السياسية الإسرائيلية للعلاقات الدولية. حيث أن دراسة الرؤية الإسرائيلية تجاه الجمهورية التركية يمكن أن تشكّل نموذجًا، أو دراسة حالة، للإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع الدول الأخرى والتي تربطها بها علاقات سياسية.

    يتوزع الكتاب على سبعة فصول تعالج النظرة الإسرائيلية للجمهورية التركية من عدة جوانب ومن قِبَل مستويات سياسية وفكرية وثقافية مختلفة، في محاولة لفهم علمي وموضوعي لحقيقة الموقف الإسرائيلي من تركيا، ولفهم طبيعة وحقيقية العلاقة بين الدولتين.

    الفصل الأول: عبارة عن تقديم موجز لتاريخ وتطور العلاقات التركية الإسرائيلية، يهدف لرسم صورة عامة للعلاقة والمراحل التي مرّت بها، وما اعتراها من تطورات، سواء سلبية أو إيجابية، وأبرز الأحداث التي أثّرت فيها، وكيف تم التعامل معها.

    الفصل الثاني: يسلّط الضوء على رؤية النخب السياسية الإسرائيلية للجمهورية التركية، ويحاول الوقوف على موقف النخبة السياسية الإسرائيلية من تركيا الدولة ومن مكوناتها السياسية المختلفة، ابتداء من الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية)، وأحزاب المعارضة، وكذلك من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

    الفصل الثالث: يتناول الرؤية الجيوسياسية الإسرائيلية لتركيا، مستعرضًا المكانة الجيوسياسية لفلسطين التاريخية، التي أقيمت عليها "إسرائيل" وارتباطها بمكانة تركيا الجيوسياسية، ويوضّح هذا الفصل الموقف الإسرائيلي من تعاظم قوة تركيا على أكثر من صعيد، ومدى القلق الإسرائيلي الناجم عن ذلك.

    الفصل الرابع: يوضّح الموقف الإسرائيلي تجاه عدد من القضايا الحيوية وذات الأهمية الخاصة، وآليات تعامل "إسرائيل" معها، حيث يناقش ما يُعرف بالمسألة الكردية وحجم التدخل الإسرائيلي فيها، والعلاقات التركية اليونانية والقضية القبرصية وكذلك قضية الأرمن التي تستغلها "إسرائيل"، وبأدواتها المختلفة، بين الفينة والأخرى للضغط على تركيا.

    الفصل الخامس: يعالج الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تجاه تركيا، حيث يحلل هذا الفصل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تجاه تركيا استنادًا إلى تغطية إحدى أبرز الصحف الإسرائيلية "صحيفة يديعوت أحرنوت" للانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، وقد أبرز هذا الفصل الإستراتيجيات الإعلامية الإسرائيلية تجاه تركيا وأهم القضايا التي تم التركيز عليها والأهداف الكامنة وراء ذلك.

    الفصل السادس: يستعرض رؤية الأحزاب السياسية الإسرائيلية المختلفة للجمهورية التركية، ويرصد تطور هذه الرؤية في مراحل تاريخية محددة، ولاسيما بعد تولي حزب العدالة والتنمية للحكم في البلاد.

    أما الفصل السابع والأخير: فيركّز على العلاقات الاقتصادية التركية الإسرائيلية، ويرصد تطور هذه العلاقة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، كالتصنيع وحركة الصادرات والواردات والسياحة والصفقات العسكرية وغيرها، ومدى التأثير المتبادل للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.

    ومما يعطي هذا الكتاب أهمية خاصة أن مجموعة الباحثين الذين قاموا بتأليفه هم من الخبراء في الشأن الإسرائيلي، الذين يتقنون اللغة العبرية وعايشوا المشهد السياسي الإسرائيلي لسنوات طويلة. ولأن الكتاب صدر باللغتين العربية والتركية، فإنهم يقدمون للقارئ العربي والتركي خلاصة خبرتهم ومعرفتهم في هذا الشأن.

     

    معلومات النشر:

     

    • العنوان: الجمهورية التركية في المنظور السياسي الإسرائيلي

     

    • تأليف:

    أ. أحمد الزعتري                                                                         د. عدنان أبو عامر

    د. صالح النعامي                                                                                          أ. عماد أبو عواد                                                                                       

    أ. صلاح الدين العواودة                                                             أ. عمر أبو عرقوب

     

    • التحرير والإشراف:

    د. أحمد عطاونة           أ. عمر أبو عرقوب

     

    • عدد الصفحات: 189 صفحة
    • تاريخ الصدور: الطبعة الأولى، 2017
    • الناشر: مركز رؤية للتنمية السياسية
    • ISBN: 9786056666445 

     اقرأ على موقع المركز http://vision-pd.org/AR/Articles/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A

     

  • الحريات الفردية في الفضاء العام مقاربات تحليلية

    عن الملف

    يقدم العدد الأول من سلسلة ملفات بحثية أحد المفاهيم الأكثر تداولاً في الساحة الثقافية والسياسية، والأكثر حضوراً بسبب علاقته بالإنسان الذي ولد حراً وكائنا مسؤولاً منذ الخليقة الأولى، وهو المفهوم الذي حقق فيه المجال التداولي الغربي منجزاً فلسفياً وسياسياً في مقاربته أو تمثله من خلال الإرث الحقوقي وتعزيز منظومة حقوق الإنسان.

    إلا أن تداول المفهوم وحضوره فكراً ورؤية في النصوص الإسلامية المؤسسة يتجاوز المنظور الغربي بأبعاده الفلسفية والسياسية، لأن ولادته في المجال التداولي الإسلامية ارتبطت بالإنسان كينونةً وفطرةً، رغم أن تداوله اجتماعياً وسياسياً افقده حضوره المركزي ومن ثمة اتجهت الرؤى إلى النموذج الغربي فكراً وممارسة..

    ويقدم الملف البحثي الموسوم بـ: "الحريات الفردية في الفضاء العام: مقاربات تحليلية" إجابات لأسئلة الحرية في أبعادها وعلاقتها بالفضاء العام، وحدودها وكذا تجلياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال مقالات ودراسات لنخبة من الباحثين والمتخصصين في المجال؛  حيث افتتح الملف أعماله بدراسة للباحث بارك الله أحمد بزيد حول "الحريات الفردية بين الفلسفة الغربية والقيم الاسلامية"،  ودراسة للباحثة حنان خياطي في موضوع: "الحرية الفردية بين الإسلام والغرب : التصور والممارسة"، كما يضم الملف حواراً مع الأستاذ الباحث بلال التليدي، ومقالةً للدكتور محمد الطويل عنونه بـ: "في ضرورة انسجام مطلب "الحرية الفردية" ومنظومة قيم المجتمع وحرماته".

    للاطلاع على الملف كاملاً يرجى الضغط هنا

  • الشيعة الرافضة ضلالات وخرافات

    “الشيعة الرافضة ضلالات وخرافات” دراسة جديدة صادرة عن مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تضاف إلى عشرات الدراسات التي تعرّي عقائد “الشيعة”،  وتؤكد بطلانها، وتفضح مشروع إيران “دولة ولاية الفقيه”.

    تعدّ هذه الدراسة ثمرة جهود واطلاع واسع على كتب الشيعة استمر عقدين من الزمن، ويهدف كاتبها أن تكون سبباً لإحداث انقلاب فكري، وتغيّر جذري في النظرة إلى الشيعة الرافضة.

    ونقل الكاتب للقراء بعض روايات الشيعة من أمهات كتبهم وأولها (الكافي) للكليني، وهو من الكتب التي أثنى عليها علماء الشيعة وأشادوا بها.

    ويرى الشيخ أحمد الجمال الحموي (كاتب هذا الكتاب) أن دين الشيعة الرافضة دين قومي مجوسي متعصب، يخدم مشروع “ولاية الفقيه”، وخليط عجيب بين اليهودية والنصرانية والمجوسية، وشيء قليل من الإسلام، وأهدافه سياسية، يريد الفرس بهذا الدين تدمير الإسلام من داخله.

    ويوضح الكاتب أن دين الشيعة خطر ليس على الأمة الإسلامية فحسب، بل إن خطره يطال البشرية جمعاء، لما فيه من روايات تزدري المخالف، وتستبيح ماله ودمه، حتى أن رواياتهم تقول أن “مهديهم المنتظر” سيسيطر على العالم، ولكن لن يتحقق ذلك إلا بعد ذهاب ثلثي البشرية… طبعاً والقتلى من غير الشيعة!!

    ويأتي الكتاب ضمن سلسلة من الكتب والدراسات التي أصدرها مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، التي تفضح المشروع الإيراني في العالم العربي والإسلامي، وتوضّح انتهاك إيران، راعية الدين الصفوي، لحقوق مخالفيها حتى داخل حدود إيران.

     

    عنوان الكتاب: الشيعة الرافضة “ضلالات وخرافات”

    المؤلف: الشيخ أحمد الجمال الحموي

    القياس: 14× 20 سم

    عدد الصفحات: 160

    تاريخ الطباعة: 2017

    الناشر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

    إقرأ على موقع المركز

  • العرب وإيران مراجعة في التاريخ والسياسة

    بيانات الكتاب :

    اسم الكتاب : العرب وإيران مراجعة في التاريخ والسياسة. المؤلف

     مجموعة من الباحثين. الناشر : المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

    عدد صفحات الكتاب :269 من القطع الكبير. الطبعة : الأولى – بيروت 2012. عرض وتقديم : محمود المنير

    -----------------------------

    هذا الكتاب : تشهد العلاقة بين العرب وإيران مساحة واسعة من الجدل السياسي والتشابك والشد والجذب في الوطن العربي وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وهذا الكتاب يشكل مدخل لدراسة هذه العلاقة في إطار معرفي وتحليلي. وهذا الكتاب من المؤلفات المميزة التي تتناول هذا العلاقة بشمولية ونقدية منذ أن اقتحمت إيران الحياة السياسية العربية بعد انتصار الثورة الإيرانية في سنة 1979، ثم بعد سقوط بغداد في 9/4/2003 حيث ازداد حضورها وتدخلها بشكل لافت في السياسات العربية. جدير بالذكر أن العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة، كانت وما زالت، شائكة جدًا ومحاطة بالريبة، وتختلط فيها الأبعاد والخلفيات التاريخية بالعقائد وبالمصالح المتضادة والمتناقضة. وهذا الكتاب يحاول أن يدرس هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معًا، ويتضمن وجهات نظر متعددة، وآراءً مختلفة. ساهم في الكتاب الذي حرره كل من الدكتور عزمي بشارة والدكتور محجوب الزويري، باحثون وخبراء عرب من مشارب فكريَّة وسياسيَّة متعددة، ومن مشرق العالم العربي ومغربه. محتويات الكتاب : يتضمن الكتاب أحد عشر فصلاً هي على التوالي: إيران والعرب: ملاحظات عامة (عزمي بشارة)؛ العرب وإيران بين الذاكرة والتاريخ (وجيه كوثراني)؛ إيران والعرب في ظلال الدين والسياسة (محجوب الزويري)؛ الأوهام والحقائق في العلاقات العربية - الإيرانية (محمد حامد الأحمري)؛ العرب وإيران: مصالح مشتركة وعلاقات غير مستقرة (طلال عتريسي)؛ إيران والمقاومة: تحولات السياسة والمجتمع (فاطمة الصمادي)؛ النفوذ الإيراني في العراق: التحديات والأبعاد (عبد الوهاب القصاب)؛ العلاقات العربيَّة - الإيرانية: السوريَّة نموذجًا (موسى الغريري)؛ المغرب العربي وإيران (الحسين الزاوي)؛ العلاقة المغربيَّة - الإيرانيَّة: عوامل التقارب وآفاق المستقبل (عبد العلي حامي الدين)؛ العلاقات المغاربيَّة - الإيرانيَّة (الطاهر عمارة الأدغم). ويشكل مجموع هذه الفصول كتابًا متكاملاً لا غنى عنه في أي بحث عن العرب وإيران، ومرجعًا مهمًّا في فهم تشابكات العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة. والجدير ذكره أن فصول هذا الكتاب كُتبت قُبيل اندلاع ما يسمي بثورات الربيع العربي الأخيرة. محورين لفهم العلاقة يعالج هذا الكتاب في تناوله للعلاقة بين العرب وإيران محورين أساسيين ، المحور الأول؛ تشخيص لواقع العلاقات بين العرب وإيران في العصر الحديث ومدى تأثير الأحداث التاريخية والبعد الديني في تطور العلاقة .وتناولت عملية التشخيص هذه المدارس الموجودة على شحها – في دراسة هذه العلاقات ، وما هي المرجعيات التي تستند غليها في دراسة العلاقة بين الطرفين .فبين العرب وإيران على حد سواء تبرز مدرستان في تناول العلاقة : تنطلق الأولى في إيران من الشراكة التاريخية ، بعبارة أخرى من كون العرب وإيران مكونين مهمين للأمة الإسلامية ، وأن لغتيهما العربية والفارسية هما اللغتان الأولى والثانية على التوالي في تلك الحضارة الإسلامية.أما المدرسة الثانية فترى في هذه العلاقة تناقضا وصراعاً ، وهذا يعنى من وجهة النظر الإيرانية أن الذي تراه المدرسة الأولى تراثا مشتركا ، ما هو في الحقيقة إلا تراث قائم على أن العرب ( المسلمون) غيروا وفرضوا ثقافتهم على بلاد فارس .وعليه ، فإن التناقض هو سيد الموقف ، وان الإرث ما هو إلا إرث فرضه من كان يوما قويا ( العرب) على آخر كان يوما ضعيفا ( بلاد فارس) بالنسبة إلى العرب فإن المدرستين ( الاسمية والقومية إذا أردنا الاختصار غير الدقيق) تبدوان حاضرتين وبقوة في إيران ، لكن مع تبادل المواقع .ويمكن وصفهما باختصار بالمدرسة (الدينية) الإسلامية والمدرسة القومية.غير أن التمايز المذهبي يتداخل في الحالتين مع القومي ، ويساهم في تعديل النظرة القومية أيضا بحيث لا تخلو المواقف القومية من التأثير المذهبي والعكس صحيح ، أي أن المصالح القومية توظف التمايز المذهبي وخصوصاً في حالة تبلورها وصوغها على شكل مصالح دولة. أما المحور الثاني فيتناول بالتحليل التباينات بين العرب وإيران وكيف يتفاعل ويتداخل التاريخ والسياسة معا في تمييز هذه التباينات وتأكيدها.وفي هذا المحور هناك بعض الحقائق الغائبة عن مناقشة العلاقة بين الطرفين ، فعلى سبيل المثال: النزوع إلى اعتبار التشيع في أصوله الحديثة في إيران هو مسالة إيرانية ، في حين يغيب عن النقاش أن العرب من جبل عامل في لبنان ومن الإحساء في السعودية اليوم ، ومن البحرين ، هم من قاموا بنشر الفكرة الشيعية في إيران وتسويقها ، وفي السياق نفسه ، يبدو التركيز على أن حالة الشك والريبة والمخاوف القائمة بين العرب وإيران تبع من العامل المذهبي . والدليل الرائج هو أن تلك الحالة زادت بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 والمخاوف من تصدير الثورة ، ويتم تغييب فكرة أن العلاقة بين إيران والعرب هي علاقة تداخل وتناقض ، لذلك يبدو من الضروري النظر إلى شكل الدولة العربية ومقارنتها بإيران العلمانية في عهد الشاه ، وكذلك كيفية تلقيها واقع الجمهورية الإسلامية وفكرتها. مسارات العلاقة يقدم الكتاب رؤية علمية وتحليلية عن مسارات العلاقة بين العرب وإيران ومآلاتها حيث تناولها الأوراق التالية داخل الكتاب :"إيران والعرب : ملاحظات عامة" ؛" العرب وإيران بين الذاكرة والتاريخ"؛" إيران والعرب في ظلال الدين والسياسة عبر التاريخ"؛ قراءة في المفاهيم والقضايا التي تلازم البحث في العلاقة بين العرب وإيران ، وهي قراءة تعتمد على التطور التاريخي الذي مرت به تفاعلات وتطورات هذه العلاقة بين الأمتين . كما يتطرق الكتاب أيضا إلي تطورات العلاقة بين العرب وإيران ، ولاسيما في منطقة المشرق العربي ، حيث تفاعلات القضية الفلسطينية ومساراتها وتاريخها النضالي الطويل ، وتطورات الأوضاع في لبنان والعراق ، كما يقدم دراسة عن العلاقة بين إيران وسورية التي استطاعت أن تحافظ على زخم لم يتغير على الرغم من محاولات لفض العلاقة بين طهران ودمشق والتي تصل إلى حد الشراكة الكاملة والتدخل في كل شيء ،ولعل ما يحدث اليوم بعد خمس سنوات من الثورة السورية يكشف كيف هي طبيعة العلاقة بين إيران والنظام السوري . هذه القضايا وما يتعلق بها تركز عليها الأوراق التالية في الكتاب :" الأوهام والحقائق في العلاقات العربية – الإيرانية "،" والعرب وإيران : مصالح مشتركة وعلاقات غير مستقرة"، و" إيران والمقاومة : تحولات السياسة والمجتمع تقاوم شعارات الثورة وتفرض أولويات جديدة"، و" النفوذ الإيراني في العراق : التحديات والإبعاد" ، و" العلاقات العربية – الإيرانية ( السورية – الإيرانية نموذجاً). كما تتناول هذه الأوراق أيضا تفاعلات المشهد الداخلي الإيراني السياسية في أداء السياسة الخارجية الإيرانية ، ولاسيما تلك المتعلقة بالعرب وقضاياهم الكبرى مثل قضية فلسطين. يتناول الكتاب في القسم الأخير ومن خلال الأوراق التالية:" المغرب العربي وإيران: تحديات التاريخ وتقلبات الجغرافيا السياسية"،" العلاقة المغربية- الإيرانية بين القطيعة والانفتاح: عوامل التقارب وآفاق المستقبل""،و" العلاقات المغاربية – الإيرانية: عرض وتحليل " ، العلاقة بين دول المغرب العربي وإيران ، وهي محاولة تكاد تكون الأولى التي تقدم ثلاث دراسات متعمقة عن تطور العلاقة بين المغرب العربي وإيران. السياسة الخارجية الإيرانية في ورقته التي حملت عنوان "العرب وإيران : ملاحظات عامة" يرى الدكتور عزمي بشارة أن هناك عدد من الأسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية علينا قراءتها جيدا لفهم طبيعة السلوك الإيرانية في محيطها الدولي لاسيما العربي ومن هذه الأسس ما يلي : 1. المصلحة القومية الإيرانية : حيث تستثمر إيران الموقع الاستراتيجي والاقتصاد كأدوات في الحفاظ على مصالحها .هذه الأدوات هي في الوقت ذاته أهداف ، لان الأدوات هي نفسها مصالح يشكل ناتجها الجمعي المصلحة القومية الصرفة للوحدات الدولية في النظام الدولي .فمن لا يمتلك الأدوات محكوم عليه بالتخلي عن الأهداف . ولاشك في أن إيران تستثمر داخليا في هوية قومية إيرانية شاملة ، لكنها لا تستثني العودة إلى الاستثمار في ماض فارسي إمبراطوري ولا أفترض أن يتفاجأ المرء حين يتم ذلك حتى من قوى شيعية سياسية . فهذا العنصر قائم من تعريف الهوية الإيرانية ، أكانت ديمقراطية أم شيعية سياسية، أو كانت أصولية أم غير أصولية. 2. تعزيز قوة إيران وتأثيرها الإقليمي ، وتستثمر فيها أيضا الأدوات أعلاه. 3. السيطرة والتأثير في المعابر المائية في الخليج. 4. تقود الشيعية السياسية كأيدلوجيا دولة وكأداة في الحالتين إلى أنواع من العلاقات مع الطوائف الشيعية المحيطة بإيران . وتشمل هذه العلاقات توقعا إيرانيا لعلاقة خاصة منها تجاه إيران . وهى تستثمر أيضا الروابط الطائفية الاثنية في الجوار ، أو حيثما وجدت ما يتلاءم مع مصالحها .كما استثمرت ولا تزال في الإسلام بشكل عام حين تسنح الفرصة. ملاحظات عامة وخلاصات من جملة الملاحظات العامة و الخلاصات التي توصف العلاقة بين العرب وإيران والتي خلصت إليها الأوراق التي ضمها الكتاب ما يلي : 1- تشوب العلاقات الإيرانية – العربية كثير من الإشكاليات .وهي أكانت تاريخية أم إستراتيجية الطابع تعقد العلاقة بين أي كيانات سياسية متجاورة متنافسة في إطار الجغرافيا نفسها والتاريخ والفضاء الثقافي ، وتتراوح علاقتها بين التعاون والتنافس والصراع ويمكن شرح الأسس الموضوعية لكل من هذه الاحتمالات . لكن التشوه الأساسي لأي حالة من حالات العلاقة أكانت تنافسا أن تعاونا أم صراعا هو غياب طرف عربي موحد أو متحد في وضع استراتيجيا في التنافس أو الصراع أو التعاون مع إيران . ويكمن التحدي في بلورة هذا " الطرف العربي" وصوغه ولو على صعيد افتراضي. فقد تؤدى الفكرة هنا دور المثال المؤثر في الصيرورة التاريخية عبر طرح التحدي للدول ، وعبر حملته ووكلائه الفكريين، ثم عبر السياسيين والاجتماعيين. 2- إن الترويج لنظرية الولاية العامة عربياً ، ومن اجل الكسب السياسي في وسط الطائفة الشيعية ، كما أن التشهير بالشيعة العرب أنهم مقلدون وتابعون للولي الفقيه الإيراني ، من شأن هذا وذاك أن يثيرا مشكلات خطرة في المجتمعات العربية ، ولاسيما المجتمعات ذات التركيب التعددي الديني والمذهبي ، كالعراق ولبنان والبحرين واليمن وبلاد أخرى. 3- تؤشر حالة الوعي المتنامي لدى الفئات الشابة في المجتمعات العربية ، وكذلك في إيران ، إلى أن التغير المقبل هو تغيير يرجح الدولة المدنية وحكم القانون ، لكن هذا ينفي بقاء بعض الأصوات التي تستند إلى عاملي التاريخ والدين كمحركين في مشهد العلاقة العربية – الإيرانية ، فهما أسلحة الدفاع الثقافية التي تستخدم كتبرير الوقائع والقرارات السياسية . من هنا فإن حالة الأزمة في العلاقة بين الطرفين ليست مرشحة لاختفاء ، لكن في الوقت نفسه ثمة دلائل على أن كلا الطرفين قادر على إدارة تلك الأزمة في العلاقة . 4- لم تستقر علاقة المملكة السعودية بإيران منذ انتصار الثورة الإيرانية إلى اليوم ، إذ عرفت هدوءا واستقرارا في مراحل معينة قبل أن تتحول إلى التوتر والقطعية، ثم تعود إلى هدوئها من دون أن تتحول إلى الاستقرار أو التعاون . ولا يزال الخلاف والتباين قائم نتيجة "حرب باردة" بين البلدين بشأن الأدوار ومواقع النفوذ لكل منهما وبشأن ملفات المنطقة الساخنة من لبنان وفلسطين إلى العراق والبحرين و اليمن . 5- إن أبرز مشكلة تواجهها دول الخليج عامة في علاقاتها مع إيران هي برنامجها النووي فثمة مخاوف من هذا البرنامج الذي قد يتحول إلى برنامج عسكري يجعل منها أهم قوة في منطقة الخليج وحتى في الشرق الأوسط. 6- ترفض حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخضوع لإملاءات سياسية من طرف إيران في مقابل ما تقدم من دعم وفي هذا السياق يقول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس : " وقد طرقنا باب الجميع، فمن استجاب لنا قلنا له شكراً وهذا هو الذي يحكم علاقتنا مع كل البلاد العربية والإسلامية، بما فيها إيران، بل مع أي بلد آخر في العالم شرقاً أو غرباً .لكننا لا يمكن أن نقبل دعما مشروطاً من أي دولة أو طرف، ولا يمكن أن نقبل لاثمنا لأي دعم من أي دولة أو طرف كان..." .( جزء من رسالة خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله والتي نشرتها صحيفة الأهرام المسائي في 27 كانون الثاني / يناير 2010).

  • المد والجزر في العلاقات التاريخية بين تركيا و إسرائيل

    شكلت فلسطين موضع توتر في العلاقات بين تركيا و"اسرائيل" وذلك منذ محاولات الحركة الصهيونية انتزاع فلسطين من السلطان عبدالحميد الثاني. استمر التباين في العلاقات بين الطرفين حتى يومنا هذا، فتقاربت حيناً من الزمن الى أن وصل التحالف بينهما مرحلة التحالف الاستراتيجي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً كما حصل في اواسط تسعينات القرن الماضي، وتوترت العلاقات بين الطرفين حيناً من الزمن أيضاً إلى حد كبير خاصةً بعد  الاعتداء على سفينة مافي مرمرة عام 2010.
     ورغم الاعتراف المبكر من قبل تركيا "باسرائيل" إلا أن العلاقة بين الطرفين لم تبلغ مرحلة التحالف الاستراتيجي الا في منتصف تسعينات القرن الماضي أي بعد توقيع اتفاقيات السلام بين "اسرائيل" وبعض الدول العربية. من جانب آخر ورغم حالة الجفاء التي أصابت العلاقات بين الطرفين بعد حادثة أسطول الحرية إلا أن التعاون بين البلدين اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً استمر بشكل كبير ومتقدم وكان بمعزل عن الخلافات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين.
    حالة الشد والجذب في العلاقات بين الطرفين ومدى انعكاس ذلك على القضية الفلسطينية إضافة إلى مقاربات حزب العدالة والتنمية في التعاطي مع ملف الصراع العربي الاسرائيلي  كانت أهم ما تناولته الدراسة.

  • المركز يصدر أعمال ندوة: الإجهاض بين الحق في الحياة وحرية التصرف في الجسد

    عن هذا الاصدار :

    يضم الكتاب وجهات نظر مختلفة قاربت الموضوع من تخصصها العلمي، حيث مثل الفقيه المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني، المقاربة الفقهية الشرعية، بينما تناول الأستاذ محمد الزردة الإجهاض من الزاوية القانونية، في حين قارب الدكاترة خالد فتحي وحنان الإدريسي وكريم أولظيم موضوع الإجهاض من الناحية الطبية.

     الإصدار

  • المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية، أصل التسمية ودلالاتها

    تناولت الدراسة أسماء المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية من حيث الأصل والدلالة، التي أقامها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين نتيجة الهجرات اليهودية الواسعة التي خططت وأشرفت عليها المنظمة الصهيونية العالمية، في ظل خضوع فلسطين لسيطرة بريطانيا التي تواطئت مع قوى استعمارية أخرى في إنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين، وفد حظيت تلك المستوطنات باهتمام بالغ في الفكر اليهودي والتصور الصهيوني فلم يكن اختيار اسم المستوطنة عشوائيا كما لم يكن كذلك اختيار المكان والمنطقة التي تقام عليها المستوطنة، إنما أخذت بعين الاعتبار الأبعاد السياسية والأمنية والعسكرية، وبدى الحرص الصهيوني في مجمل هذا السياق واضحاً في إبراز دلالة دينية في الإسم وربطه بالجغرافيا والتاريخ.  تميزت الدراسة بشمولها لجميع المستوطنات المقامة في المناطق والمحافظات في الضفة الغربية -  إضافة إلى البؤر الاستيطانية كذلك.

     

    اقرأ على موقع المركز 

Page 1 of 5