تقرير عن محاضرة: تجربة الحركة الإسلاميَّة في تركيا
نظَّم المركز المغاربيُّ للدِّراسات محاضرة تحت عنوان: تجربة الحركة الإسلاميَّة في تركيا، استضاف فيها المستشار الأوَّل لرئيس الوزراء التُّركي الدُّكتور “عمر الفاروق قورقماز”، وذلك يوم الجمعة 21/أكتوبر – تشرين الأوَّل، في إسطنبول، في مقرِّ “الأكاديميَّة الدُّوليَّة للقيادة والتَّنمية” الكائنة في منطقة “باهتشلي إفلر”.
بدأت المحاضرة بعد وصول الحضور الكريم ووسائل الإعلام في تمام السَّاعة السَّادسة مساءً، وقدَّم للمحاضرة نيابةً عن المركز الدُّكتور “نزار كريكش”، وتحدَّث بعد ذلك الدُّكتور “عمر الفاروق قورقماز” عن بداية تجربة الحركة الإسلاميَّة في تركيا منذ القرنيين الماضيين، منذ عصر السُّلطان عبدالحميد الثَّاني صاحب شعار “يا مسلمي العالم اجتمعوا.
ثمَّ تحدَّث عن الاتِّجاهات التي وجِدَت في تركيا أواخر الدَّولة العثمانيَّة إلى وقت إلغاء الخلافة، وكيف ناضل الشَّعب التُّركي بعد إلغاء الحرف العربي في تعلُّم الإسلام، وتحدَّث عن المدارس الدِّينيَّة وكيف نشأت عندما فشلت المدارس القرويَّة في تعليم الشَّعب الثَّقافة الكماليَّة.
ثمَّ تحدَّث عن بُروز الجيل الإسلامي الجديد، والجيل الذي خرج من البيوت التي كانت ما تزال تُعلِّم القرآن بشكلٍ سرِّيٍّ، وكيف ذهب بعض أبناء هذا الجيل للتعلُّم في سوريا ومصر، والتقوا بالمفكِّرين وأبناء الحركات الإسلاميَّة، ثمَّ كيف رجعوا إلى تركيا وبدأوا بالتَّعليم وترجمة بعض الكتب.
ثمَّ انتقل للحديث عن بداية الحركة الإسلاميَّة داخل الأحزاب، وذلك بعد إعدام “مندريس”، والمناقشات التي تمَّت مع “سليمان ديميرل” ذا التَّوجُّه المحافظ، ودعم بعض المشايخ والطُّرق له، واقتراح منافس “ديميرل” في الدِّراسة “نجم الدِّين أربكان” بدخول بعض أصحاب الفكر الإسلامي في حزب “ديميرك” حزب “العدالة”.
ثمَّ قيام “أربكان” بتأسيس حزب “النِّظام”، والذي أُغلِق بسبب خطابه السِّياسي المختلف، ليؤسِّس من بعد ذلك حزب “السَّلامة”، الذي أوصل الإسلاميِّين إلى الحكم أوَّل مرَّةٍ عام (1974م)، وذلك عن طريق التَّحالف مع “الحزب الشَّعب الجمهوري” بقيادة “بولنت أجاويد”، وقد أُسقِطت هذه الحكومة بسبب الخلاف مع الأخير بسبب دخول إلى الجيش التُّركي إلى “قبرص” بأمرٍ من “أربكان”.
ثمَّ تحدَّث عن انقلاب سنة (1980م)، وأنَّه كان بسبب قيام “أربكان” وحزبه بسحب الثِّقة من وزير الخارجيَّة آنذاك بسبب إعلان القدس عاصمة “لإسرائيل”، وقيامهم بتظاهرة كبيرة في مدينة “قونيا”.
ثمَّ تحدَّث عن نشأة حزب “الرَّفاه”، وكيف بدأ هذا الحزب بإدارة البلديَّات، وكيف غيَّر نظرة النَّاس إلى الإسلاميِّين من خلال ما قدَّموه من تجربةٍ ناجحةٍ.
وكيف نجح هذا الحزب وليصبح الحزب الأوَّل بعد ذلك بنسبة (21%)، وكيف أُقصِي من الحُكم للفترة الأولى عن طريق تحالف حزب “الوطن الأم” بقيادة “توكورت أوزال” مع حزب “الطَّريق القويم” بقيادة “تانسو تشيلر”، ثمَّ كيف شكَّل الحكومة – بعد سقوط الأولى – بالتَّحالف مع حزب “الطَّريق القويم”، وكيف أُسقِطَت هذه الحكومة بشبه انقلابٍ عسكريٍّ، وأُغلِق حزب “الرَّفاه”، وكيف تشكَّل حزب “الفضيلة” وأُغلق أيضاً، وبعد هذا الإغلاق بدأت المراجعة من قبل أبناء الحركة الإسلاميَّة، ليتأسَّس بعد ذلك حزب “العدالة والتَّنمية” بقيادة “أردوغان”، وحزب “السَّعادة”.
ثمَّ تحدَّث عن المعايير أو سرِّ نجاح الحركات الإسلاميَّة في تركيا، وهي أربعة أمورٍ:
- لم تصطدم مع التَّقاليد المحلِّيَّة.
- حاولت أن تحتضن الجميع.
- لم تصطدم مع الدَّولة.
- ركَّزت على ثلاثة أمورٍ وهي: الإعلام، والاقتصاد، والتَّعليم.
ثمَّ تحدَّث عن الجماعات الإسلاميَّة التي تُنعِش العمل الإسلاميَّ في تُركيا وهي: الطُّرق الصُّوفيَّة، وجماعة النُّور، وجماعة سليمان أفندي، والمدارس الدِّينيَّة التَّقليديَّة، وكلِّيَّات الإلهيَّات، والبيوت الطُّلَّابيَّة.
ثمَّ تحدَّث عن النَّتيجة من ذلك، وأنَّ أكثر من (50%) من الشَّعب التُّركي يُصوِّت لأبناء الحركة الإسلاميَّة، وأنَّ المشكلة مع العلمانيَّة أنَّها مستوردة وليست محلِّيَّة، وأنَّ حزب “العدالة والتَّنمية” قد انتقل إلى العلمانيَّة “الأنجلو سكسونيَّة” التي توفِّر حرِّيَّةً أكثر.
ثمَّ طرح بعض الأفكار والمميِّزات والإشكاليَّات الكبيرة التي تعترض الحركة الإسلاميَّة في تركيا وتؤثِّر عليها، ثمَّ اختار بعد أَنْ صلَّى الحضور صلاة المغرب ثلاثة قضايا ممَّا طرحه وناقشها، وهي:
- ما تميَّز به “نجم الدِّين أربكان” أبو الحركات الإسلاميَّة في تركيا.
- المشاكل التي جاءت من الكتب المترجمة.
- خصائص “أردوغان” ابن الحركة الإسلاميَّة.
ثمَّ ختم هذه المحاضرة الشَّيِّقة، ليشكر رئيس الجلسة الدُّكتور “نزار كريكش” الدُّكتور “عمر الفاروق قورقماز” على ما قدَّمه من معلوماتٍ مهمِّةٍ، ويشكر الحضور الكريم على حسن الاستماع.
أعدَّ هذا التَّقرير: مصطفى دقَّاق.
المصدر: المركز المغاربي للدِّراسات.