تقرير عن محاضرة "المصارف الإسلاميَّة بين مقاصد الشَّريعة ومتطلَّبات العصر" التي أقامها المركز

نظَّم المركز المغاربيُّ للدِّراسات بالتَّعاون مع جمعيَّة الاتِّحاد العالميِّ لعلماء المسلمين فرع اسطنبول تركيا بتاريخ 20 آب / أغسطس من العام 2016م محاضرة نوعيَّة تحت عنوان: "المصارف الإسلاميَّة بين مقاصد الشَّريعة ومتطلَّبات العصر"، ألقاها فضيلة الشَّيخ الدُّكتور علي محيي الدِّين القره داغي، الأمين العامُّ للاتِّحاد العالميِّ لعلماء المسلمين.

بدأت المحاضرة أعمالها في مقرِّ جمعيَّة "الحكمة للعلم والصَّداقة والتَّعاون" الكائن في منطقة الفاتح في إسطنبول في تمام السَّاعة 5.30 مساءً، بحضور جمهور غفير من الحاضرين وعدد لافت من الشَّخصيَّات العلميَّة والسِّياسيَّة العربيَّة والتُّركيَّة، وكذلك لعدَّة قنواتٍ إعلاميَّة كقناة الجزيرة مباشر وقناتي الوطن ومكملين.

 بدأت المحاضرة أعمالها بكلمة من رئيس الجلسة الشَّيخ "عبدالوهَّاب اكينجي" رئيس جمعيَّة الاتِّحاد العالميُّ لعلماء المسلمين بالتَّرحيب بالضُّيوف الكرام وبفضيلة المحاضر، وبنبذة عن الاقتصاد الإسلاميِّ وأهمِّيته.

ثمَّ أعطى الحديث لفضيلة المحاضر الدُّكتور علي القره داغي، وقد بدأ فضيلة المحاضر حديثه بالشُّكر للمنظِّمين، وبترحيب بالحضور الكريم، ثمَّ بدأ كلامه بالحديث عن أهميَّة المال في المجتمع من ناحية نظر الإسلام للمال، وكذلك عن أهمِّية ربط مقاصد الشَّريعة بالمال والصَّيرفة.

ثمَّ انتقل بعد ذلك للحديث عن  كون الاقتصاد في الإسلام جزء من العبادات، وأنَّ عظمة الاقتصاد الإسلاميِّ تأتي من خلال الربط بين العقيدة والشريعة والعمل وبين قضايا الأخلاق، ثمَّ تحدَّث عن أهمَّ سببٍ في الأزمة الاقتصاديَّة التي بدأت عام 2008م، وأنَّه كان الأخلاق.

ثمَّ انتقل بعد ذلك للحديث عن مقاصد الصَّيرفة الإسلاميَّة، وأنَّ أهمَّ مقصد من مقاصد المال في الإسلام هو: تعمير الكون بمنهج سليم لا يضرُّ الكون والإنسان والحيوان، ثمَّ يأتي من بعد ذلك التَّنمية الشَّاملة من النَّاحية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة والرُّوحيَّة، وهذه جميعها تتحقَّق بالمال.

ثمَّ تكلَّم عن المبادئ العشر الأساسيَّة لصحَّة التَّعاقد في الإسلام، وأنَّ الاقتصاد الإسلاميَّ يدور على ثلاثة أصول هي:

1-   المآلات.

2-   وسدُّ الذَّرائع.

3-   وتحقيق المناط.

ثمَّ تحدَّث عن بيع الدُّيون، وأنَّه أحد أهمِّ أسباب انهيار النِّظام الماليِّ العالميِّ، وأنَّ الإسلام ينظر إلى النُّقود على أنَّها وسيلة وليست سلعة كما في النِّظام الرأسمالي.

ثمَّ عرَّف البنك الإسلاميَّ والبنك التَّقليديَّ، وعدَّد أركان الصَّيرفة الإسلامية وهي:

1-   جمع المدَّخرات.

2-   استثمارها.

3-   تمويل المشروعات النَّاجحة من خلال دراسة الجدوى.

4-   تقديم الخدمات المصرفيَّة.

5-   تحقيق التَّوازن في السُّيولة بين حاجة الفرد والمجتمع.

ثمَّ أخذ يتحدَّث عن الفروق بين البنكين من حيث: الهدف – الأنشطة الرَّئيسيَّة – الشَّكل – ضمان الرِّبح – التَّكييف الشَّرعي.

ثمَّ قدَّم فضيلة المحاضر بعض العروض التَّوضيحيَّة أمام الحضور، وتكلَّم عن مسألة الرِّبا والفائدة، وأنَّها في المعاملات الإسلاميَّة ليست مسألة دينيَّة فحسب، وإنَّما هي مسألة اجتماعيَّة واقتصاديَّة وإنسانيَّة في حدِّ ذاتها.

ثمَّ تحدَّث عن التَّوازن في الاقتصاد الإسلاميِّ، وضرب أمثلة على ذلك، كلُّ ذلك من خلال قوله تعالى: ﴿وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم النَّاس بالقسط، وأنَّ البنوك الإسلاميَّة قد حمتها الشَّريعة، وليس العكس.

ثمَّ ختم فضيلة المحاضر كلامه بالحديث عمَّا تحتاجه البنوك الإسلاميَّة، وبفتح باب السُّؤال للحضور، ثمَّ أخذ بعض الأسئلة من الإخوة الحضور، وأجاب عنها.

وفي الختام شكر رئيس الجلسة الشَّيخ "عبدالوهَّاب اكينجي" فضيلة الدُّكتور "علي القره داغي" على هذه المحاضرة القيِّمة، وشكر للحضور الكريم حضورهم اللافت، بالمناسبة قام المدير التَّنفيذي للمركز المغاربيِّ للدِّراسات الاستاذ زهير عطوف بتقديم درع المركز كتعبير عن امتنان المركز لفضيلة الدكتور المحاضر.

المركز المغاربي للدراسات