د.نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية
إن أغلب الدول العربية اليوم؛ تواجه ميليشيات طائفية فائقة التجهيز والتنظيم، وهي لا تضرب الحكومات فقط؛ بل تضرب الدين، والمنظومة الاجتماعية، والثقافية، وحتى العلاقات بين الناس قد أصابها الكثير من العطب جرّاء تدخل هذه المجموعات التخريبية!!
ولهذه الظاهرة المخيفة مصدر أساسي وهو: إقدام إيران على إنشاء ميليشيات تابعة لها في بعض الدول العربية، للتعطيل أو التخريب أو خلق مناطق نفوذ لها، ولشرذمة هذه الدول، وتفتيت المجتمعات… وها هي العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن أكبر شاهد على ذلك.
وكانت النتيجة الأولية لهذه المجموعات؛ إسقاط الملايين من القتلى، وتهجير اثني عشر مليونا، فضلًا عن خراب البلدان، من خلال سياق التنافس في القتل والتخريب، حيث تفوقت الميليشيات التابعة لإيران على القاعدة؛ داعش، وأخواتها في اضطهاد الشعوب وقتلهم وتشريدهم…
فقبل ثلاثة أسابيع، حدث أمران خطيران يعتبران امتدادا لثورات الربيع العربي!
1.في العراق: حيث اندلعت احتجاجات في المناطق ذات الأكثرية الشيعية ضدّ نفوذ هذه المليشيات التابعة لإيران.
2.وفي لبنان: اندلعت احتجاجات عابرة للمذاهب والأديان والتقسيمات العرقية والطائفية مهدِّدة بإسقاط النظام الذي شاركت إيران في صياغته من خلال بناء مليشيات موازية أقوى من الحكومة اللبنانية في العدّة والعتاد!!
أمّا قصّة حزب الله فهي أطول القصص وأفظَعها؛ فقد رفع شعارات: الموت لأميركا، والموت لإسرائيل!، معتبرًا الأنظمة العربية أميركية، وصهيونية على غرار الاعتقاد الثوري الإيراني، وبات الكل يتبرّك بالشعارات التي يحملها «حزب الله»! وعند اندلاع الربيع السوري انطلق الحزب لتنفيذ مهمّته المقدّسة في ذبح الشعب السوري وتهجيره والشرب من دمائه… وإذا بطريق تحرير بيت المقدس، يتحوّل إلى دمشق، وحماه، وحمص… بتوجيه إيراني مباشر، في سياق «التبرك» المستمرّ بـ«حزب الله» فهو الآن يحتلّ دمشق إلى جانب الحرس الثوري الإيراني كما احتل «حزب الله» بيروت في أيار من العام 2008! وفي الوقت نفسِه فإنّ الإيرانيين يدعمون حراك حزب الله لضرب الاحتجاجات في لبنان، مع استعداد الحزب الانتقال إلى بغداد لمساعدة حكومة عادل عبد المهدي لذبح الشعب العراقي كذلك!
ومما زاد الطين بِلّة أنّ حسن نصر الله زعيم مليشيا حزب الله، يريد الآن الانتقام من اللبنانيين بعامّة ومن خصومه المحليين بخاصة، الذين يزعم أنهم تآمروا عليه، فكانوا وراء الاحتجاجات والمظاهرات!
من هنا ندرك أن هذه الميليشيات الطائفية تسعى لتدمير البلدان العربية، وتخريبها، وتدميرها وقتل شعوبها…
وهذه الميليشيات الطائفية على نوعين يكمّل بعضهما الآخر في تأدية المهمّة التخريبية:
1.الجيوش الإيرانية، ولاسيما الحرس الثوري الإيراني الذي بات ينتشر في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان.
2.والميليشياتُ الموازية التي قامت إيران بإنشائها لدعم الأنظمة الطائفية في سوريا، والعراق، وباتت هذه المليشيات ولاسيما «حزب الله» تحت الطلب كفرقة كوماندوس جاهزة تحت الطلب للذهاب إلى أي مكان بتوجيه مباشر من قبل نظام الولي الفقيه القابع في طهران.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي