بقلم: أ.د.وليد عبد الحي.
مقدمة:
نحَت الدراسات السياسية في مجال العلاقات الدولية منحى تاريخياً لتفسير صعود وهبوط الإمبراطوريات أو الأقطاب الدوليين، ولعلّ دراسات الدورات التاريخية عند أرنولد توينبي ، وابن خلدون، وأزوالد شبنجلر ، وإدوارد جيبون ، تمثل المرجعيات الفكرية والمنهجية في هذا الجانب. لكن الدراسات السياسية المعاصرة بدأت تميل تدريجياً نحو المنظور المستقبلي، أي بدلاً من تفسير انهيار أو تراجع الكيانات السياسية عبر التاريخ، أصبح التوجه نحو "التنبؤ" بالمصير الذي ستواجهه القوى الدولية المعاصرة، وتحديد مَنْ منها هو الصاعد مستقبلاً ومَنْ منها هو الذي سيتراجع.
وثمة صلة وصلٍ بين المنهجيتين "الماضوية" والمستقبلية، وهي أن المنهجية التاريخية كانت تَتَتَبَّع حركية الكيان السياسي من لحظة البداية وحتى السقوط أو الانهيار، والعمل على تحديد أسباب ما جرى، بينما الدراسة المستقبلية تستبق ما هو آت لتحدد شكله استناداً إلى الاتجاهات التاريخية في الكيان وبيئته، وتحاول تحديد مصيره هبوطاً أو صعوداً.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي
قراءة 1616 مرات
آخر تعديل على الأربعاء, 18 تشرين2/نوفمبر 2020 12:56