ورقة علمية: الآفاق المستقبلية للتحولات البنيوية في النظم السياسية … أ. د. وليد عبد الحي

إعداد أ.د. وليد عبدالحي 
المقدمة:

تمثل فكرة أو مفهوم "السلطة" أحد أقدم مفاهيم علم الاجتماع وخصوصاً علم الاجتماع السياسي، وينطوي مفهوم السلطة على أبعاد مختلفة، فالسلطة تعبير عن مجموعة من القواعد الآمرة، التي اتفق أعضاء نسق اجتماعي أو سياسي على التفاعل بينهم استناداً إليها، وإيكال القيام بها لمن يرونه الأنسب لذلك بحكم القوة أو المعرفة أو الثروة أو الموقع الاجتماعي أو غير ذلك. لكن خضوع الأفراد أو المجتمعات للسلطة مدفوع إما بالخوف، أو المنفعة، أو الاحترام لمنظومة قِيَم يتوخّون منها انتظام حياتهم وتطوّرها. ومن الضروري أن نميّز في حالة السلطة وأشكالها بين "المنصب" وبين شاغله على الرغم من التأثير المتبادل بينهما.[2]

وقد سعت الدراسات المستقبلية لرصد الاتجاهات الأعظم mega-trends لمضمون السلطة ومكانتها لتحديد مستقبلها على المدى البعيد، ونسعى في هذه الدراسة إلى تنبيه القوى السياسية العربية والإسلامية للتحولات التي تجري في هذا المقام، والتي ستترك آثارها العميقة على بنية مجتمعاتنا وعلى مدى قدرتها على التكيّف مع التغيرات التي تصيب مجتمعاتنا وسلطاتها، خصوصاً السياسية، كما تصيب مجتمعات الحلفاء والخصوم وسلطاتهم على حدّ سواء. كما أرى أن من الضروري التنبّه للفرق بين الاتجاهات الأعظم، وبين الأحداث events والاتجاهات الفرعية sub-trends، أو الاتجاهات التي قد تظهر منحرفة بشكل مؤقت، أو عابر للاتجاهات الأعظم التاريخية لكنها تعود في نهاية المطاف لتنضوي ضمن مسار الاتجاه الأعظم، فإذا لم تعد للانضواء شكّلت نقطة تحول

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
Go to top