محمد فاروق الإمام – مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
تحدثت في مقال سابق عن طبيعة حروب الظل في منطقة الشرق الأوسط؛ التي تتقنها كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لأنهما يمتلكان أدواتها المتطورة؛ ولا تملك غيرها من الدول مثل هذه الأدوات، حتى تلك الدول التي تصنف نفسها على أنها إحدى الدول العظمى؛ تفتقر لمثل هذه الأدوات المتطورة، ومثال ذلك روسيا التي استخدمت أبشع أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة في قتل الشعب السوري، وتدمير مدنه وبلداته وقراه؛ على مدى خمس سنوات، دون رادع من ضمير أو مراعاة لإنسانية الإنسان، وكل ذلك تحت يافطة وشعار محاربة الإرهاب.
وأرادت إيران أن تفعل ما يفعله الأمريكان والصهاينة في المنطقة، لترسيخ مكانتها عند الغرب ودول المنطقة، وخاصة جيرانها الدول العربية، ولكنها تفتقر إلى الأدوات المتطورة التي تؤهلها لحروب الظل، فاستخدمت أسلوب الحروب بالوكالة، مستغلة الحقد الطائفي الذي تتبناه، فلعبت عليه بين صفوف الشيعة العرب والمسلمين، وتمكنت من السيطرة على عقول الكثيرين منهم، وجعلت منهم أدوات لشن حروبها على أهل السنة والجماعة، والتحكم بمقدرات البلاد والسيطرة على طاقاتها، لتلعب دورها القذر في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن، وخططت للعب دور أكثر نشاطاً بالأمن الإقليمي، وأصبحت الحليف الرئيس للغرب في المنطقة، كما سعت إلى مزيد من الاندماج بالاقتصاد العالمي، بما في ذلك الكيان الصهيوني.