الولايات المتحدة تبحث عن ديكتاتور يخلف الأسد من خلال تأهيل (PYD) ... د. ياسين أكتاي

كان الهدف الأول للولايات المتحدة مع بداية الأزمة السورية هو رحيل الأسد، هذا الهدف كان متوافقاً عليه بينها وبين حلفائها، لكن مع مرور الوقت بدأت الولايات المتحدة بطرح سؤال: من هو بديل الأسد؟ بشكل متكرر، ومع البحث عن بديل الأسد لم يتم الأخذ بعين الاعتبار بأي شكل من الأشكال مستقبل الشعب السوري. ووفقاً لهذا فإن البحث عن بديل للأسد لأجل مستقبل سوريا هو في الحقيقة كان البحث عن دكتاتور آخر ليحكمها أما نحن فكنا منذ البداية نقول ونصرح بأن البديل عن الأسد يجب أن تكون الديمقراطية، لكن بالنسبة للولايات المتحدة لم تكن الديمقراطية وإحقاقها في سوريا هماً لها في مرحلة من المراحل.

فلننظر إلى الواقع الحالي سيتبين لنا إن اللوحة التي تم رسمها سيئة لدرجة إن الولايات المتحدة لم تضع أي اعتبار لحلفائها الإقليميين، ويتم الإدراك إنها فقط خطط تم وضعها وتطبيقها من طرف واحد، ضمن هذه الخطط ليس هناك ما يخص الشعب السوري ومبدئ اتخاذ قراره نفسه بنفسه، ولا ترغب الولايات المتحدة أبداً بالتنازل عن هذا القرار للشعب السوري، وما تراه فيما يخص سوريا هو إعادة النفوذ للأسد أو استبداله بدكتاتور آخر من شاكلته.

يفهم من هذه الخطة أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب تعد عاملان مهمان فيها، دعم الأسد من البداية لقوات الحماية الكردية من خلال تأمين الأسلحة وإفراغ الساحة لسيطرتهم، هي حقيقة واقعة، وفي المقابل قامت وحدات الحماية بإتمام المهمة الملقية على عاتقها من قبل الأسد بإتقان كبير منذ البداية، الغريب في الأمر هو وجود حالة متماهية بين النظام ووحدات الحماية الكردية.

يظهر إنه منذ البداية لم يكن للولايات المتحدة مع الأسد أو نظامه أية مشكلة، ولازال له مكانة في حساباتهم، بالرغم من القتل الجماعي الذي قام به، ولذا ومنذ البداية كانت وحدات الحماية الكردية ((PYGصادقة مع الأسد ويظهر ذلك من حقيقة الدعم الذي تحصل عليه من الولايات المتحدة، هنا يكون السؤال الهام: إذا كان التخلي عن الأسد أم غير ممكن، لماذا دخلت الولايات المتحدة في حلف مع عشرات الدول وضمن تحالف عالمي ضد الأسد؟ وهل كانت خطة الولايات المتحدة منذ البداية هي هذه أم تغيرت مع الزمن وسير الأحداث؟

ما تقوم الولايات المتحدة بتسويقه حول موقفها هو ظهور داعش واعتبار هذا التنظيم على إنه تهديد مباشر لها، وبالاستناد لهذا الواقع الجديد فإن الأهمية بالنسبة لأمريكا أصبحت محاربة داعش وليس الأسد وهذا الأمر تم تكراره على لسان مسؤولين أمريكيين بشكل مكرر، وبما أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الأكثر فعالية في مواجهة داعش وبالرغم من معرفة علاقته بحزب العمال الكردستاني يتم التغاضي عن هذه العلاقة ويقوى التعاون مع ال (PYD).

في الحقيقة القيام بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالرغم من معرفة العلاقة الوطيدة بينه وبين النظام هو دعم لداعش في المحصلة لأن السبب الرئيسي في ظهور داعش هو الأسد ذاته، هذه الحالة تظهر التناقض الذي تعيشه أمريكا في استراتيجيتها بما يخص محاربة الإرهاب، والواقع إن هذه الاستراتيجية والتي تدعي إنها لمحاربة الإرهاب تقوم بزيادة الإرهاب في المنطقة والعالم أكثر.

الحجة التي يتم تسويقها لدعم وإسناد ال (PYD) على إنها أفضل تنظيم في مواجهة داعش هو كذبة كبيرة بحجم العالم، فمعلوم إن هناك أكثر من 7 دول تقوم بدعم ال (PYD)، روسيا، الولايات المتحدة، أيران، الأسد، حزب الله، الشبيحة وحزب العمال الكردستاني كل من جهته يقوم بتقديم الدعم لهذا التنظيم: القصف الجوي، القوات المساعدة المتواجدة على الأرض، الدبابات الممنوحة لهم تقوم بفتح الطريق امامهم، بعدها يتم تسويق هؤلاء كالأبطال ويتم تسليم هذه المناطق التي تم إفراغها لهم.

هم لا ينقصون ال (PYD) أي شيء أي مساعدة أو أسلحة يتم تقديمها لهم دون تردد، لو لم يكن معيباً كانوا سيقومون بالقدوم والضغط على الزناد عوضاً عنهم والغرابة مع كل هذا الدعم المقدم لـ (PYD) والذي يتقدم بصعوبة كبيرة في مواجهة داعش، يحصل على الحصة الأكبر في ملف محاربة داعش.

أيها العالم تقومون بخداع من؟ تقومون بحمل الحمار الميت بكل هذه الأثقال ثم تقومون بإعلانه بطلاً!! ومع عشرات المنصات الإعلامية التي تقوم بتجميله في كل ساعة، كما يشبه النهيق المتواصل دون انقطاع.

قبل حصول (PYD) على كل هذا الدعم من كل هذه الأطراف ليس لديه أي نجاح في مواجهة داعش، كل الصراخ حول مواجهتها وانتصارها على داعش في كوباني هي في الحقيقة كانت بمساعدة من الجيش الحر وقوات البيشمركة والدعم الإعلامي العالمي.

وبالرغم من تعرض الجيش الحر للقصف الجوي ومقاومته الكبيرة لداعش في تل أبيض جاءت (PYD) واستولت على المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة من قبل داعش المنسحبة. هذا التناغم في الرقص بين داعش وحزب الاتحاد يظهر بأن الاثنين يتم توجيههما من ذات الطرف.

يتم القيام بذات اللعبة في مدينة الرقة التي تسيطر داعش عليها منذ أعوام وسيتم رقص ذات الدبكة.

"إنهم أفضل المقاتلين ضد داعش" لذا هم أبطال مخلصون، هكذا يتم ترويج حزب الاتحاد وتمت كتابة السيناريو بأسلوب جيد ومناسب. الرقة التي لم تنجح أي قوة باستعداداتها من وحوش داعش سيتم " إنقاذها من قبل قوات (PYD).

وبالطبع يمكن أن ننتظر بعض المشاهدة الرائعة لإكمال هذا السيناريو القادم، بعض من قطع الرؤوس، أطلاق النار على رؤوس البعض الاخرين، ربما سنشاهد بعض المناظر الوحشية من داعش في الأيام القادمة.

هذه هي الحقيقة PYD)) خلال كل هذه الفترة هو تنظيم يحارب ضد شعبه، وجود حزب العمال الكردستاني في تركيا، ووحدات الحماية الكردية في سورية هي ليست لمصلحة الأكراد، في فقط لمصالحهم، وهم مجرد ممثلون يمارسون الأدوار التي رسمت لهم.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(1 تصويت)
Go to top