أقامت جمعية مجموعة التفكير الاستراتيجي ورشة عمل تحت عنوان "تركيا ما بعد نتائج الانتخابات التركية والنظام الرئاسي الجديد" التي عقدت يوم الثلاثاء 10 يوليو 2018 في فندق جونن بمدينة إسطنبول تركيا.

هذا، وقد شارك عدد من مؤسسات ومراكز البحث والدراسات والمراكز الفكرية والعديد من الباحثين والأكاديميين والسياسيين والتنفيذين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، بالإضافة إلى العديد من الباحثين والسياسيين والتنفيذيين الأتراك.

وقد ناقش الحضور عدداً من المحاور والنقاط لتحليل المشهد وتقدير الموقف واستشراف المستقبل، ومنها:

- أثر نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة على تطورات المشهد الداخلي.

- التحديات الداخلية ومستقبل حزب العدالة والتنمية في ظل النتائج الأخيرة والنظام الرئاسي الجديد.

- الملف الاقتصادي وتطوراته فيما بعد النتائج الأخيرة.

- مستقبل التحالفات بين الأحزاب والتأثير على دور العدالة والتنمية.

- تركيا والمشهد الإقليمي فيما بعد النظام الرئاسي الجديد ونتائج الانتخابات الأخيرة.

- السياسة الخارجية التركية تجاه مناطق الأزمات العربية في ظل النظام الرئاسي الجديد.

- السياسة الخارجية تجاه دول الخليج العربي.

- السياسة الخارجية التركية تجاه إيران.

- توقعات تطور العلاقات الدولية فيما بعد النظام الرئاسي الجديد ونتائج الانتخابات الأخيرة.

- النظام الرئاسي الجديد وأثر ذلك على العلاقات الدولية لتركيا.

- تركيا الجديدة ومستقبل العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية.

وقد خلص الحضور إلى عدد من النتائج والتوصيات:

أولاً: على المستوى الداخلي:

- على حزب العدالة والتنمية أن يقوم بحزمة من التطويرات والتغيرات الإيجابية على مستوى هيكلة الحزب وأدائه في الحكومة، حيث إن استمرار الحزب لفترة طويلة في الحكم أحدث حالة من التململ داخل الحزب وخارجه والكل في انتظار الجديد.

- إتاحة الفرصة للتكتلات والتحالفات الحزبية لنصيب أكبر لتأثير التكنوقراط والقطاع الخاص.

- استيعاب القيادات الكبيرة داخل الحزب حتى لا تحدث حالة من الانشقاقات، وأن دور القيادة القوية مهم لاستيعاب الجميع في الوقت الراهن.

- على حزب العدالة والتنمية القيام بدراسة وتحليل نتائج الانتخابات الأخيرة والوقوف على السبب في تراجع نسبة التصويت للحزب، حيث شهدت نتائج الانتخابات الأخيرة حالة من التراجع في التصويت لصالح الحزب، وهو ما ذكرة السيد أردوغان في خطابه للشعب التركي بقوله: "رسالتكم وصلت للحزب".

- الانتباه لطبيعة الخطاب القومي القوي الجديد والمتضخم الذي تنتهجه الدولة التركية لما له الأثر الكبير على العلاقات مع العديد من دول المنطقة.

- هناك حالة من التفاؤل تنتاب العديد من الأوساط الداخلية في تركيا بعد الانتهاء من التشكيلات للحكومة الجديدة، ولكن من الضروري أن يكون هناك نظرية نقدية وتقييمية إلى الكثير من الأمور لتحسين الأداء في المستقبل.

- ينبغي التعامل مع التحالفات والتكتلات الحزبية الجديدة بحالة من الاتزان والحذر، حيث إن ما يعيشه حزب العدالة والتنمية من تحالفات ربما يكون مستمراً أو مؤقتاً، حيث إن الدولة تعيش حالة من الإشكالات المختلفة للتحالفات والتكتلات دوماً في الحياة السياسية.

- كان للتحدث عن الوطنية دون النظر إلى الأعراق المتعددة داخل تركيا الأثر الكبير في حصول الحزب والرئيس على نسبة تصويت عالية في المناطق ذات الأغلبية الكردية، وهي ظاهرة يجب أن تستمر وتعنى بالدراسة والتحليل.

- يعد الاقتصاد التركي من أحد أهم الملفات والإنجازات التي ساهمت في استمرار مسيرة حزب العدالة والتنمية، ومن الضروري إحداث العديد من التعديلات والإصلاحات من أجل استمرار نجاح هذا الملف.

- هناك حالة من القلق على مستقبل الاقتصاد التركي واستقرار سعر صرف الليرة التركية نتيجة لتجدد الأزمات الإقليمية والدولية بين تركيا والعديد من الدول الأخرى؛ مما يتوجب إعادة النظر في تدعيم قوة الليرة التركية.

- على تركيا أن تستثمر بشكل جيد في رؤوس الأموال العربية المتجهة إليها نتيجة الأزمات التي تعيشها العديد من الأقطار العربية.

- من الأهمية أن تراجع تركيا القوانين واللوائح المنظمة للاستثمار الأجنبي في تركيا، وإزالة العوائق البيروقراطية والإدارية بما يخدم مصالح المستثمر الأجنبي في تركيا.

ثانياً: على المستوى الإقليمي:

-ينبغي لتركيا أن تبذل ما في وسعها للمحافظة على العلاقات الجيدة بينها وبين دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية.

- يجب على تركيا العمل على امتلاك رؤية استراتيجية واضحة تجاه ما يحدث من أزمات في المنطقة العربية والإقليمية،حيث تعيش تركيا الآن حالة من التشتت في التعاطي مع عدد من الملفات والأزمات الإقليمية في دول المنطقة.

- يجب على تركيا أن تتحول إلى الدبلوماسية الدافئة في علاقاتها الخارجية، وأن تستثمر بشكل كبير في العدد الكبير من العرب المتواجدين على أرضها؛ حيث يعيش حوالي 9 ملايين عربي على الأراضي التركية في الوقت الراهن، منهم 5 ملايين هم أتراك يعيشون بتركيا منذ عشرات السنين، و4 ملايين آخرين جاؤوا حديثاً إلى تركيا، بالإضافة إلى حوالي مليون ونصف مليون عربي يأتون سنوياً إلى تركيا ما بين طلاب ومستثمرين وسائحين.

- تعيش تركيا وإيران حالة من التجاذب في العلاقات؛ مما يؤثر بشكل كبير على العلاقات التركية الخليجية، ومن الضروري أن يكون لتركيا رؤية مستقرة حول شكل تلك العلاقة ترجح فيها المصالح على المفاسد ولا تجاوز طبيعة التدخلات الإيرانية في المنطقة.

ثالثاً: على المستوى الدولي:

- سعت تركيا إلى محاولة تصفير المشكلات مع العديد من الدول، ولكن في الحقيقة وصلت تركيا إلى حالة من العداء والصراع مع كثير من دول المنطقة؛ بسبب مثالية هذا الطرح؛ لذا لا بد من وضع إطار جديد للعلاقات الدولية يتم بالمصالح المتبادلة والاستقرار والسلم في المنطقة.

- على تركيا الاستمرار في تحسين علاقاتها مع روسا وإيران والصين دون الإخلال بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكيةقدر الإمكان.

- العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية علاقة مضطربة ومتذبذبة بشكل مستمر نتيجة للتدخلات الأمريكية في الشأن التركي الداخلي، وكذلك بسبب الخلاف على العديد من الملفات الإقليمية في دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط؛ مما يجعل العلاقات التركية الأمريكية في خطر مستمر؛ وبالتالي على تركيا أن تحسم العديد من تلك القضايا حتى لا يتصاعد الصراع بين الدولتين.

- على تركيا أن تفرق في علاقاتها الخارجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا؛ حيث تستطيع تركيا أن تؤسس لعلاقات أفضل بينها وبين الاتحاد الأوروبي بعيداً عن علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في ظل الخلافات الواضحة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في العديد من القضايا بمنطقة الشرق الأوسط.

المشاركون:

- أ. محمد سالم الراشد ...........         رئيس مجموعة التفكير الاستراتيجي

د. عمار قحف .........                    مدير مركز عمران للدراسات الاستراتيجية

د. سعيد الحاج .............                باحث ومحلل سياسي

د. عبد الحافظ الصاوي .............       باحث وخبير اقتصادي

د. غزوان المصري ..............            خبير بالشؤون التركية

أ. محمود عثمان  ...........               باحث متخصص في الشأن التركي

أ. ناصر المانع ..............                مفكر وباحث ليبي - مجموعة التفكير الاستراتيجي

أ. محمد سرمينى   ........                  رئيس مركز جسور للدراسات

د. إبراهيم الديب...........                رئيس مركز هويتي لدراسات الهوية

د. خضر السوطر   .....                   رئيس اتحاد مؤسسات المجتمع المدني السورية

د. جمال نصال   ...........               أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكاريا

د. خيري عمر ............                أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكاريا

د. أحمد أوصال .........                    رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط بأنقرة

د. عمر فارق قرقماز .........              مستشار رئاسة الوزراء التركية

أ. عاتق جارالله     ................... باحث وأكاديمي

أ. سامر الطة     ...................... باحث ومحلل سياسي

أ. ياسر فرحان .............               باحث وأكاديمي

أ. محمد الهاشمي .............               رئيس أكاديمية إنسان لدراسات القيم        

د. علي حسين باكير ..............       باحث أكاديمي ومحلل سياسي

د. ياسين أقطاي     ..........             مستشار رئيس الجمهورية التركية

أ. زهير عطوف. ..........                 باحث وأكاديمي

م. نبيل البابلي ............                 باحث وأكاديمي

د. حسن محمد سلمان ...........          باحث وأكاديمي

أ. عبد الناصر المهداوي ......                باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط

أ. محمد الشماخ ...........                 باحث ومحلل سياسي

د. محمد حسين أبو صالح ...                 أستاذ التخطيط الاستراتيجي بجامعة الخرطوم