شارك مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ممثلاً بمديره العام الدكتور محسن محمد صالح في ”المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج“، والذي يُعقد لأول مرة. وقد عُقد المؤتمر في تركيا بمدينة إسطنبول في 25-26 /2017/2، واستمر المؤتمر لمدة يومين، بحضور نحو 5,000 فلسطيني اجتمعوا من أكثر من 50 دولة. وقد هدف المؤتمر إلى تفعيل دور فلسطينيي الخارج، وإشراكهم في القرارات المصيرية التي تهم الشعب الفلسطيني، واستغلال طاقاتهم في سبيل خدمة القضية الفلسطينية.
وقد شارك الدكتور محسن محمد صالح في الندوة الأولى للمؤتمر بعنوان ”دور فلسطينيي الخارج في صناعة القرار الفلسطيني“، وشارك معه عدد من الباحثين والمتخصصين بالشأن الفلسطيني، هم: د. أحمد محيسن، ود. غادة الكرمي، وأ. وائل أبو هلال، ود. ربحي حلوم. وقد أدار هذه الندوة الدكتور عزام التميمي.
وقد ألقى الدكتور محسن صالح كلمة حول “إمكانات وقدرات فلسطينيي الخارج” حيث أشار فيها إلى ثلاث نقاط رئيسية. فتحدث في النقطة الأولى عن توزيع الشعب الفلسطيني مشيراً إلى أنه موزَّع تقريباً مناصفةً بين داخل فلسطين وبين خارجها، مشيراً إلى أن عدد الفلسطينيين يبلغ نحو 12,700,000، منهم 6,300,000 فلسطيني يعيش في المهجر.
ونبَّه الدكتور محسن إلى أن 80% من الفلسطينيين في الخارج يعيشون في البلاد المحيطة بفلسطين، كما ذكر أن قضية الشعب الفلسطيني هي أطول قضية في التاريخ المعاصر لم تُحل إلى الآن منذ 70 عاماً، كما أن هذه القضية هي أكثر قضية قد حظيت بقرارات من الأمم المتحدة، فبلغ عدد القرارات أكثر من 130 قراراً يؤكد على حق العودة.
وتطرق الدكتور محسن في النقطة الثانية إلى إمكانات وإبداعات الشعب الفلسطيني في الخارج. فذكر أن الشعب الفلسطيني عندما هُجِّر من أرضه لم يجلس ليستجديَ الحسنات، وإنما انطلق في مسيرة البناء والإبداع والاختراع، فأنشأ مؤسسات اقتصادية وتعليمية وهندسية وثقافية… كما شارك في إعمار البلدان التي هُجِّر إليها، كما حدث في الأردن ولبنان والكويت وغيرها.
ولفت الدكتور محسن الانتباه إلى أن إبداع الشعب الفلسطيني لم يقتصر على الجانب العمراني أو الهندسي أو التعليمي أو الاقتصادي فقط، وإنما تعدَّى ذلك إلى الإبداع النضالي المقاوم. فكان انطلاق العمل المقاوم من الخارج إلى الداخل، حيث تأسست أكثر حركات المقاومة في خارج فلسطين، كما في نشأة حركة فتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديموقراطية، وجزء رئيسي من حماس.
وقال الدكتور محسن في النقطة الثالثة إن اتفاقات أوسلو كانت جريمة بحق فلسطين وأبنائها في الداخل والخارج، وأنها قزَّمت دور فلسطينيي الخارج، وكادت تنهي دورهم، كما أنها قلَّصت دور منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث أمست وكأنها دائرة صغيرة من دوائر السلطة الفلسطينية.
وأضاف الدكتور محسن أن هذا المؤتمر جاء ليظهر حالة التعافي والمبادرة لفلسطينيي الخارج، وأنه سيأخذ زمام المبادرة وأنه لا احتكار للقرار الفلسطيني من أحد. وختم صالح كلمته بالقول إن الشعب الفلسطيني هو من يأخذ دائماً زمام المبادرة، وهو قادر على أن يفرض رأيه على قيادته. فالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من القادة وغيرهم لم يستشهدوا لأجل إنجاز اتفاقات أوسلو، أو الحصول على حكم ذاتي، أو القيام بالتنسيق الأمني لضرب المقاومة.
وفي نهاية الندوة أوضح الدكتور محسن أن مقررات المؤتمر لم تُعدَّ مسبقاً، وإنما كان هذا المؤتمر لأجل تنسيق المبادرات والفعاليات، وإطلاق طاقات النقابات الفلسطينية، لتشكل قوة ضغط في صناعة القرار الفلسطيني على كافة الأصعدة، وبهذا يكون هذا المؤتمر مُفعِّلاً لدور الإنسان الفلسطيني في الخارج، فليس هناك جهة واحدة تتفرّد بالقرار.
للاطلاع على كلمة الدكتور محسن محمد صالح، اضغط هنا
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2/3/2017