المعلومات الشخصية:
أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل" بيتنا اليميني المتطرف، ولد في كيشيناو عاصمة مولدوفا وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق عام 1958م، بعد وصوله "إسرائيل" خدم ليبرمان في الجيش "الإسرائيلي"، وحصل على درجة جامعية في العلوم الاجتماعية من الجامعة العبرية في القدس، وهو واحدا من أشهر الساسة "الإسرائيليين" وأكثرهم إثارة للجدل، حيث أصبح وزيرا لخارجية "إسرائيل" ونائبا لرئيس الوزراء عام 2009، بعد أن قاد حزبه للفوز بثالث أكبر كتلة برلمانية في الكنيست، وانضمامه إلى الائتلاف الحكومي الذي قاده حزب الليكود حينذاك، وفي الخامس والعشرين من مايو/ أيار 2016م أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، التوصل إلى اتفاق مع حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف لتوسيع الائتلاف الحكومي، وتعيين زعيمه أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع، وجاء ذلك الاتفاق بعد فشل المفاوضات التي أجراها نتنياهو مع زعيم المعارضة اسحاق هيرتزوغ.
الأسباب التي دفعت نتانياهو لإدخال ليبرمان في الحكومة:
1. وجود ليبرمان خارج الحكومة تهديد لمكانة نتانياهو المتطرفة وسط جمهور اليمين.
2. دخول ليبرمان الحكومة سيحد من مزايداته على نتانياهو.
3. معاقبة يعلون على مواقفه بسبب دعمه لنائب رئيس الأركان ودعوته لقادة الجيش للإدلاء بتصريحات أحرجت نتنياهو.
4. يتفق ليبرمان مع نتانياهو في موضوع بقاء السلطة، وبالتالي فإن نتانياهو سيوظف ورقته في مواجهة من يضغط عليه في الحكومة في موضوع السلطة.
الموقف "الإسرائيلي" من تعيين ليبرمان وزيرا للجيش.
1. المحلل العسكري "رون بن يشاي": خطوة نتنياهو بتعيين ليبرمان وزيراً للدفاع خطوة غير مسؤولة وتشكل خطر على الأمن الوطني "الإسرائيلي"، وعزل وزير حرب صاحب خبرة عسكرية واسعة إهانة لشخص يعلون.
2. جدعــــــــــون ليفي من جهته كتب في هآرتس "بعد تعين ليبرمان وزيراً للحرب، علينا تجهيز الملاجئ".
3. قدم وزير البيئة "الاسرائيلي" افي جباي استقالته من الحكومة الاسرائيلية احتجاجا على تعيين ليبرمان وزيرا للجيش "الاسرائيلي".
السيناريوهات بعد تعيين ليبرمان وزيراً للجيش "الإسرائيلي".
السيناريو الأول: محاولة ليبرمان استغلال موقعه من أجل تحقيق طموحه ليصبح رئيس الحكومة مستقبلاً، وذلك من خلال رغبته بالتصعيد على إحدى الجبهات المحيطة بالكيان، وتعزيز صورة الرجل القوي، والمرجح أنه سيختار جبهة غزة وذلك للأسباب التالية:
1. طوق ليبرمان نفسه فيما يتعلق بغزة بالكثير من الوعود والتصريحات النارية، حتى عندما كان عضواً في كابينت حرب 2014، وصرح علناً ضد نتنياهو ويعلون، متهماً إياهم بالتردد والتقاعس وإخفاء المعلومات، وهو لن يستطيع التحرر من هذه الأطواق بسهولة.
2. موقف ليبرمان يعتبر قوياً أمام الجيش؛ لأنه أتى إلى الوزارة في ظل الصدى السلبي لتقرير مراقب الدولة عن سوء إدارة الجيش لحرب 2014، وعند تسلم ليبرمان للتقرير في الأشهر القادمة سيعتبره مدخلًا جيداً للتدخل في قرارات وتوجهات الجيش من باب تطبيق توصيات تقرير المراقب.
3. نتنياهو يعرف ان وجود ليبرمان في وزارة الحرب له تأثير؛ قد يؤدي إلى تصعيد كبير تجاه غزة، فإن هذا التعيين قد يفسر ان نتنياهو بعد تجربة الحرب الأخيرة ونتائجها الكلية حسب المعايير "الإسرائيلية" لم يعد يخشى حربًا أخرى، لا سيما وهو يشعر بعدم ممانعة عربية ودولية، وإذا ما ذهبنا بعيدًا قد يكون العدوان على غزة أمراً سابقاً لترتيبات إقليمية.
السيناريو الثاني: الجيش "الإسرائيلي" يعرف أجندة ليبرمان الأمنية تجاه غزة (إسقاط حكم حماس ولو بثمن احتلالها)؛ فإن الجيش سيقوم أكثر من السابق بدور المحتوي، وسيعزز قناة اتصاله المباشرة مع نتنياهو باعتباره صاحب الصلاحية الأعلى فيما يتعلق بالقرارات الأمنية الكبيرة وبالتالي، لا داعي من مخاوف تعيين ليبرمان كوزير لوزارة الحرب للأسباب منها:
1. ليبرمان لن يتصرف بعيداً عن خيارات المؤسسة العسكرية في السياسيات العامة.
2. ليبرمان من مؤيدي تخفيف الحصار على غزة منعاً لتوتر الموقف.
3. ازاحة يعلون من وزارة الدفاع المعارض للمصالحة مع تركيا سيفتح الطريق امام إجراءات تخفيف الحصار عن غزة.
4. ليبرمان من مؤيدي تبادل الأراضي وليس ضم الأراضي.
ليبرمان والجبهات المحيطة (السلطة ولبنان وسوريا).
لا يستطيع ليبرمان التأثير على سياسات "إسرائيل" الخارجية، فهو لا يتولى حقيبة الخارجية المسؤولة عن السياسات الخارجية، ولا زال نتنياهو هو من يدير وزارة الخارجية، ولا يخفي ليبرمان مشاعر العنصرية والكراهية تجاه السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن، ومشاعر الكراهية الكبيرة تجاه حركة حماس، وهو الذي رحب أكثر من مرة بتهديدات أبومازن للاستقالة، ويطالب الأوروبيين بوقف دعمهم - الذي يصفه بالهش والفاسد والداعم للإرهاب - ويطالب باشتراط أي دعم للسلطة بقيامها بدورها الأمني أولًا، ويعتبر ان دحلان هو المرشح الأقوى لخلافة عباس والقادر على تقديم التنازلات المطلوبة.
من غير المتوقع أن يكون لليبرمان أي تأثير على الجبهة اللبنانية، لأن "إسرائيل" تشعر بأن ردعها لحزب الله قوي بما يكفي لقيام "إسرائيل" بأعمال اغتيال تعلن عنها، وأن الحزب يجتهد في احتواء أعمال التصعيد ويجتهد لينئى بنفسه عملياً عن الاحتكاك أو التصعيد مع "إسرائيل"، وهو غارق في المستنقع السوري، وبالتالي ليبرمان على الجبهة اللبنانية سيتبنى ويدعم تقديرات ومواقف وخطط الجيش بالكامل لحساسيتها وطبيعة الحرب التي قد تندلع هناك في حال التصعيد.
ليبرمان ليس له أجندة خاصة على الجبهة السورية تختلف عن سابقه يعلون أو عن التوجه "الإسرائيلي" الذي يقوده نتنياهو تجاه سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية، وهو يميل إلى تعزيز التحالف والتنسيق "الإسرائيلي" مع بوتين من جهة، وتعزيز التحالف مع المحور العربي من جهة أخرى مثل السعودية ومصر والأمارات والأردن وغيرها.