تعتبر محافظة سلفيت من المحافظات الفلسطينية الأشد تضررًا من المشروع الاستيطاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي؛ نظرًا لموقعها الإستراتيجي والمركزي على هضاب جبال الضفة الغربية وجبالها، ولأنها تعتبر حلقة الوصل بين المناطق الساحلية من الجهة الغربية وغور الأردن من الجهة الشرقية، وقد تعرضت هذه المحافظة كغيرها من المناطق الفلسطينية إلى اجتياح كبير واستهدافٍ لأراضيها الخصبة والمرتفعة على مدى العقود الماضية منذ دخول الاحتلال إليها. وقد كانت سلفيت تاريخيًا تتبع إلى محافظة نابلس خلال الحكم الأردني قبل عام 1967، ومن ثم إلى محافظة طولكرم بعد الاحتلال الإسرائيلي، وبعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في التسعينيات تم إصدار قرار بتحويلها إلى محافظة مستقلة عن المدن المجاورة. وتبلغ مساحة محافظة سلفيت بحدودها الإدارية الحالية (204 كيلومتر مربع) ويسكنها حوالي 75 ألف فلسطيني (الإحصاء الفلسطيني، 2017)، وتخضع الغالبية العظمى من أراضيها (حوالي 75%) للسيطرة الإسرائيلية، وهي المناطق المصنفة (ج) بحسب اتفاقية أوسلو. وبسبب وجود هذه السيطرة السياسية والعسكرية على الأرض، فقد استبيحت أراضيها بالقوة وأصبحت امتدادًا للمشروع الاستيطاني في شمال الضفة الغربية التي تشكل منطقة استهداف إستراتيجي للمشروع الصهيوني السياسي والاستيطاني ضمن ما يسمونها منطقة (السامرة). ومنذ عام 1967 تصاعد الوجود الاستيطاني في سلفيت حتى وصل ذروته في الوقت الحالي بالسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي ووجود سكاني إسرائيلي كبير نسبيًا.
وتعتبر محافظة سلفيت من المحافظات الفلسطينية المنكوبة بفعل المشروع الاستيطاني حتى أصبح البعض يسميها أسفًا "محافظة المستوطنات"؛ نتيجة للتغول الاستيطاني الكبير على حساب الوجود الفلسطيني، وقد عملت المؤسسات الوطنية الفلسطينية الرسمية والأهلية والشعبية ضمن إمكانياتها المحدودة والمتواضعة على دعم صمود هذه المحافظة وسكانها في وجه الاستيطان، لكن القوة العسكرية للاحتلال تفرض نفسها على الأرض، وقد وقف أهالي محافظة سلفيت وقراها مدافعين عن أرضهم وقدموا لذلك ما استطاعوا وظلوا صامدين على الأرض.