الباحث محمد أحمد خليل
المركز السوري سيرز 10.04.2022
مقدمة البحث:
تراجع دور روسيا على المستوى الدولي بعد نهاية الحرب الباردة، وحصول تغيرات في شكل النظام الدولي، وتحوله إلى نظام أحادي القطبية مع صعود الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تعاني روسيا من ضعف وتراجع في تسعينيات القرن الماضي، لكن بدأت تستعيد<spanأنفاسها وتجمع قواها، وكان بداية عودتها على الساحة الدولية عام 2008م إثر تدخلها العسكري في جورجيا، وقد كان لروسيا مصالح قومية عليا لا يمكن التساهل بها أو تجاهلها.
حيث تمتلك روسيا نزعة إمبراطورية فلا تستطيع أن تبقى داخل حدودها بدون مدى حيوي لها وامتدادات خارجية، فإن روسيا تاريخياً تعتقد أن جهود بلد واحد لا تكفي لتحقيق القوة والنفوذ لها خصوصاً إذا كان بلداً فلاحياً مثل روسيا مما يقضي بمد نفوذها إلى دول أخرى، وقد عرف المجال الجيوبولتيكي لدول أوروبا الشرقية فراغاً استراتيجياً ظرفياً شد أطماع العديد من القوى الإقليمية والدولية نظراً للمزايا التي يتمتع بها هذا المجال الجيوبولتيكي بالنسبة إلى تلك القوى وبالنسبة إلى توازن القوى الشامل، وكانت أوكرانيا من بين دول شرق أوروبا التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي بعد تفككه، وهي تشكل أهمية بالغة لروسيا التي تسعى إلى مد نفوذها وإعادة بناء أمجادها، وبعد استقلال أوكرانيا يوجد حالة من الصراع بين روسيا وأوكرانيا سيتم الحديث عنها في هذا البحث، وسيتم الحديث بشكل مفصل عن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في شباط عام 2022م.
يتناول المبحث الأول الحديث عن الأهمية التي تمتلكها أوكرانيا بالنسبة لروسيا من الناحية الاقتصادية (الزراعية-الصناعية-التجارية)، ومن الناحية الجيبولوتيكية وأهمية موقع اوكرانيا بالنسبة لروسيا، والأهمية الحضارية لأوكرانيا.
أما المبحث الثاني يسلط الضوء على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا عام 2022م، مبين أسباب ودوافع التدخل مع تناول الأزمات السابقة بين البلدين، وإجراء مقارنة بين التدخل الروسي في كل من سوريا وأوكرانيا من حيث أدوات التدخل في كلا البلدين.
أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث من خلال التعرف على أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا ومصالحها فيها، ومعرفة الدوافع التي أدت إلى احتلال روسيا لأوكرانيا مع بداية عام 2022م، وإجراء مقارنة ما بين الاحتلال العسكري الروسي لسوريا منذ عام 2015م، والاحتلال الروسي لأوكرانيا في عام 2022م.