أقام "المركز المغاربيُّ للدِّراسات" في إسطنبول بتاريخ 9 أكتوبر/أيلول من العام 2016م في فندق "آكغون" ثاني دوراته التَّدريبيَّة تحت عنوان: "القواعد الحاكمة في الصَّيرفة الإسلاميَّة ‘عقودها ومنتجاتها.. التَّأصيل والتَّطبيق‘"، وقد أقامها المركز بالتَّعاون مع الاتِّحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تركيا، بإشراف فضيلة الأستاذ الدُّكتور "علي محيي الدِّين القره داغي" الأمين العامُّ لـ "الاتِّحاد العالمي لعلماء المسلمين".

هذا وقد بدأت الدَّورة أعمالها في تمام السَّاعة العاشرة صباحاً بكلمة ترحيبيَّة من المدير التَّنفيذي للمركز الأستاذ، ثمَّ بتلاوة آيات من الذِّكر، لتُعطى الكلمة من بعد ذلك للشَّيخ "عبدالوهَّاب اكينجي" رئيس الاتِّحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تركيا"، ليرحِّب بالحضور الكريم، وليقدِّم تعريفاً بسيطاً بالمحاضر الكريم وبعنوان الدَّورة وأهميَّتها، متمنيَّاً أن يستفيد الحضور من هذه الدَّورة ومن المحاضر الكريم.

ثمَّ أعطيت الكلمة من بعد ذلك للشَّيخ "ونيس المبروك" رئيس "المركز المغاربيِّ للدِّراسات"، وقد رحَّب بالحضور الكريم، وقصر كلمته على التَّعريف بالمحاضر الكريم، ثمَّ من بعد ذلك أعطي المتدرِّبون الأفاضل الميكرفون؛ ليعرِّف كلُّ واحد منهم بنفسه، ثمَّ في ختام التَّقديم تلا المقدِّم برنامج الدَّورة كاملاً.

بدأ من بعد ذلك الدُّكتور "علي محيي الدِّين القره داغي" كلامه مستفتحاً إيَّاه بالتَّرحيب بالمتدربين الكرام، وبتعريفٍ موجزٍ بعنوان الدَّورة، وليتحدَّث من بعد ذلك عن المنهجيَّة في دراسة الفقه والاقتصاد الإسلاميِّ، وأنَّ المنهجيَّة في عصر الرَّسول ﷺ كانت تعتمد على ثلاثة أركان:

  1. العقديَّة.
  2. الأخلاقيَّة.
  3. القضايا العمليَّة.

ثمَّ في العصور اللاحقة، اضطرَّ الفقهاء إلى الفصل بين الأمور الثَّلاثة؛ لكثرة المعلومات التي وصلوا إليها، وهذا الفصل يجب أن يبقى من النَّاحية الأكاديميَّة فقط.

ثمَّ تكلَّم عن الأركان المنهجيَّة الثَّلاثة التي مرَّت، وعن علاقتها بالاقتصاد بشكلٍ عامٍّ، والاقتصاد الإسلاميِّ بشكلٍ خاصٍّ، ثمَّ انتقل للحديث عن المقدِّمات لفهم عمل المؤسَّسات الإسلاميَّة، ومقاصد المعاملات في الإسلام، وعن المبادئ العشرة لصحَّة التَّعاقد في الإسلام، وبها ختم كلامه في الجلسة الأولى من اليوم التَّدريبي، ليتلقَّى الأسئلة والاستفسارات من بعد ذلك، ويجيب عليها، ثمَّ ليأخذ الجميع استراحةً لمدَّة خمسة عشر دقيقة.

التأم الجمع بعد ذلك في تمام السَّاعة الثَّانية عشرة ظهراً، ليبدأ الدُّكتور القره داغي الحديث في الجلسة الثَّانية عن المصارف الإسلاميَّة والمصارف التَّقليديَّة، وعن الفوارق بين المصرفين، ومن ثمَّ فصَّل في أعمال البنوك الإسلاميَّة، وأنها خمسة أعمال وهي: الاستثمار، وجمع المدخَّرات، والتمويل، وتقديم الخدمات، وإدارة السِّيولة، ثم تحدَّث عن طريقة تشكُّل البنك الإسلاميِّ، وبدأ يفصِّل الحديث عن أحد أعمال البنك الإسلامي وهو جمع المدَّخرات.

ثمَّ انتقل للحديث عن الاستثمار والتَّمويل وأنواعهما وأحكامهما وأدواتهما، والأسس الشرعيَّة لهما، وأسهب في الحديث عند الكلام عن أساس العدل وفقه الميزان لكلِّ عقد.

ثمَّ تلقَّى بعض الأسئلة والاستشكالات التي وردت على ما تقدَّم، وردَّ عليها، ثمَّ أخذ الجميع استراحةً لمدَّة ساعة من أجل صلاة الظُّهر وطعام الغداء.

عاد الجميع في تمام السَّاعة الثَّالثة ظهراً، لتبدأ الجلسة الثالثة من الدَّورة بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم بصوت أحد الإخوة المتدرِّبين، وليبدأ من بعد ذلك فضيلة الشَّيخ علي القره داغي في هذه الجلسة بإكمال الحديث عن التَّمويل، وتحدَّث عن الأسس الشَّرعيَّة لتنفيذ التَّمويل الإسلاميِّ، ثمَّ شرع من بعد ذلك بالحديث عن بعض العقود التي تستخدم في التَّمويل الإسلامي، وأخذ في بالحديث عن عقدين مهمين في هذا الجانب، فتحدث أوَّلاً عن عقد المرابحة، حيث فصَّل الكلام فيه، ثمَّ تلقَّى بعض الأسئلة والاستفسارات عن المرابحة وأجاب عليها، ثمَّ تحدَّث ثانياً عن عقد الإجارة، وذكر حكمه وأركانه وأنواعه وأقسامه، ليأخذ الجميع من بعد ذلك استراحة لمدة خمسة عشر دقيقة لصلاة العصر.

بدأ فضيلة الشَّيخ علي القره داغي الجلسة الرابعة والأخيرة في تمام السَّاعة الخامسة مساءً، ليبدأ حديثه بالكلام عن التَّورُّق المنضبط والتَّورُّق المنظَّم، وأنَّ التَّورُّق هو أن يبذل الشَّخص جهده للحصول على السُّيولة، وتحدَّث فيها أيضاً عن أنواع التَّورُّق: الفردي، والمصرفي غير المنظَّم، والتَّورُّق المنظَّم، والتَّورُّق العكسي، ثم ذكر الفروق الجوهريَّة بين التَّورُّق المنظَّم والتَّورُّق الفردي، ثم ذكر البدائل الشَّرعيَّة عن التَّورُّق، ثمَّ ختم الكلام عن التَّورُّق بالحديث عن التَّورُّق المنضبط.

وفي الختام ترك فضيلة الشَّيخ "القره داغي" الباب مفتوح للإخوة المتدرِّبين للأسئلة الحرَّة عن الصَّيرفة الإسلاميَّة، وأجاب عن جميع تلك الأسئلة والاستفسارات.

ثمَّ شكر المسيِّر الدورة الشَّيخ القره داغي على جهده المبارك، وشكر للمتدرِّبين الكرام حسن الحضور والاستفادة، وأعاد للدُّكتور القره داغي الميكرفون ليختتم الدَّورة بالدعاء، وبتلاوة سورة العصر.

ثم أخذ الكلمة من بعد ذلك الشَّيخ "ونيس المبروك" رئيس "المركز المغاربيِّ للدِّراسات"، اعتذر في كلمته تلك للإخوة المتدرِّبين عن كلِّ تقصيرٍ يكون قد حصل بدون قصد، وأعلن عن دورةٍ أُخرى سيقوم بها المركز في شهر نوفمبر تحت عنوان: "قواعد في السِّياسة الشرعيَّة" للدُّكتور "نور الدِّين الخادمي"، وفي ختام كلمته شكر للدُّكتور "القره داغي" على جهده الطَّيِّب الذي قام به رغم كلِّ المشاغل، وكذلك شكر لموظفي المركز على ما قاموا به من جهد مبارك.

وفي ختام الدَّورة تمَّ تسليم شهادات "المركز المغاربيّ للدِّراسات" للإخوة المتدرِّبين، حاصلين على وعدٍ أيضاً بشهادة المعهد الأوربيِّ للعلوم الإنسانيَّة في وقتٍ قريبٍ بإذن الله.

المصدر: المركز المغاربيُّ للدِّراسات.