• مقال: الأقصى والقدس.. طفح الكيل … د. محسن صالح

    بقلم: د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات. 

    عندما مرَّ الأمير (الملك لاحقاً) سعود بن عبد العزيز في 14 أغسطس/آب 1935 بقرية عنبتا في طريقه إلى القدس، ألقى الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود قصيدة على مسامعه جاء فيها:

    يا ذا الأمير أمام عينك شاعر ** ضُمَّت على الشكوى المريرة أضلعُهْ
    المـسجد الأقصى أجئـت تزوره ** أم جئت من قبل الضــــياع تودِّعُهْ؟
    وغداً -وما أدناه- لا يبــــقى ســــوى ** دمعٍ لنا يَهمِي، وســنٍّ نقـــرعُهْ

    صدقت توقعات الشاعر، فضاع الأقصى بعد ذلك بـ32 عاماً، بينما كان قد استشهد عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة خلال حرب فلسطين سنة 1948.

    ***

    منذ أن بدأ المشروع الصهيوني في فلسطين، ومنذ الاحتلال البريطاني لها قبل نحو مئة عام؛ والمسجد الأقصى مُهددّ بالضياع والتهويد، وأبناء القدس وفلسطين -ومن يدعمهم- يُفشلون الخطر تلو الخطر والمؤامرة تلو المؤامرة، بما يستطيعونه من إمكانات، مهما كانت بسيطة ولو بأظافرهم وأسنانهم.

    استمروا في المرابطة والمصابرة والصمود…، واستمر العرب والمسلمون في الإهمال والتقصير والخذلان… ومنذ خمسين عاماً لم تتوقف برامج التهويد في القدس لتغيير وجهها العربي الإسلامي وتشويه هويتها الحضارية…، وكان الأقصى في قلب المؤامرة وفي قلب المعركة.

    طفح الكيل… وبلغ السيل الزبى… ووصلت الصرخات إلى عنان السماء ولكن:
    ربّ وامعتصماه انطلقت ** ملء أفواه الصــبايا اليتَّمِ
    لامست أسماعهم لكنــها ** لم تلامس نَخوة المعتصمِ

    وأخيراً، يخرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليستخدم المصطلح نفسه، ويقول “طفح الكيل”!!فتستبشر، وتقول لعله يعني طفح الكيل بالاحتلال الإسرائيلي للقدس وفلسطين… باعتداءاته على الأقصى… وقتله النساء والأطفال والشيوخ… أو طفح الكيل بالحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، أو طفح الكيل بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ومصادرة الأراضي، وببرامج التهويد والجدار العنصري العازل… أو طفح الكيل بالغطرسة الصهيونية وإنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني… لكنك تُفاجأ به يكمل جملته بأن الكيل قد طفح بحماس وبالإخوان المسلمين!!

    وأياً يكن موقف الجبير من تيارات “الإسلام السياسي”، فإن حماس كانت لسنوات عديدة وما زالت قوة المقاومة الأولى في وجه المشروع الصهيوني في فلسطين، وخط دفاع أول -إلى جانب قوى المقاومة الأخرى- عن هوية القدس وفلسطين العربية والإسلامية والحضارية.

    ***

    الخط التاريخي المعتاد للسعودية هو الدفاع عن القدس والأقصى والوقوف إلى جانب معاناة الشعب الفلسطيني، وتصريح الجبير لا يعكس السياسة التقليدية السعودية.

    ولعل من المفيد التذكير بنص تاريخي للملك فيصل بن عبد العزيز (1964-1975) قال فيه وهو يتحدث بمرارة عن القدس والدعوة للجهاد لتحريرها: “ماذا ننتظر؟ الضمير العالمي!! أين هو الضمير العالمي؟! القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم… فماذا يخيفنا؟! هل نخشى الموت؟! وهل هناك ميتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟!”

    ويتابع الملك فيصل قائلاً: “أيها المسلمون: نريدها نهضة إسلامية، لا تدخلها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، وإنما دعوة إسلامية، دعوة للجهاد في سبيل الله. وأرجو الله إذا كتب لي الموت أن يكتب الموت لي شهيداً في سبيل الله”.

    ويضيف الملك فيصل: “حرَمُنا الشريف ومقدساتنا تُنتهك وتستباح… بالمخازي والمعاصي والانحلال… أَدعو الله مخلصاً -إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات- ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة!!”.

    هكذا كان الموقف السعودي؛ فما الذي تفعله حماس وقوى المقاومة المسلحة غير الذي تحدث عنه الملك فيصل؟! وهذا الكلام -الذي يعبِّر عن عزة الأمة وشرفها وكرامتها- لو قاله أحد هذه الأيام لاتّهمته أنظمة عربية (بل وخليجية) بالتطرف والإرهاب، أو على الأقل باللا واقعية واللا مسؤولية…

    ***

    احتل الصهاينة غربي القدس سنة 1948 وقاموا بتهويدها بالكامل. ثم احتلوا شرقي القدس (وباقي الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء) سنة 1967. ومنذ نحو خمسين عاماً يقومون بعمل حثيث مبرمج لتهويد القدس…؛ فاستجلبوا أكثر من مئتيْ ألف مستوطن إلى شرقي القدس، وأنشؤوا نحو ثلاثين حياً ومستعمرة يهودية في شرقي القدس ومحيطها.

    وعزلوا القدس بجدار عنصري صار أقرب إلى الحدود الدولية، وسحبوا الهويات المقدسية من أكثر من 15 ألف مقدسي لمنعهم من الإقامة في القدس، ويهددون نحو عشرين ألف منزل مقدسي بالهدم والتدمير بحجة البناء دون إذن الاحتلال، ويواصلون جهودهم للسيطرة على النظام التعليمي في المدارس المقدسية، مع إيجاد البيئات لنشر الفساد والمخدرات والتسرُّب المدرسي الواسع وسط الطلبة المقدسيين.

    وتهدد عشرات الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى مبانيه بالتضعضع والانهيار، بينما يحاول الصهاينة تغيير الهوية البصرية للقدس بإنشاء مجموعة من الكُنُس والمباني اليهودية، بالإضافة إلى مصادرتهم لمعظم أراضي شرقي القدس (87.5 %)، ومحاولة وضع اليد أو “شراء” ما يستطيعون من ممتلكات ومساكن المقدسيين، تحت مختلف الضغوط.

    بلغت ميزانية الاحتلال الإسرائيلي لبلدية القدس سبعة مليارات و370 مليون شيكل (حوالي ملياراً و930 مليون دولار أميركي). وهناك جمعيات إسرائيلية صهيونية متخصصة في تهويد القدس -كجمعية تاج الكهنة، وجمعية إلعاد، وجمعية أمناء جبل المعبد- تنفق سنوياً نحو 150 مليون دولار أميركي، وبرامج التقاسم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ماضية، ويشجعها برود العرب والمسلمين ولا يعطلها إلا صمود المقدسيين.

    ***

    في المقابل، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي (التي أصبحت منظمة التعاون الإسلامي) والتي نشأت أساساً إثر حريق المسجد الأقصى سنة 1969، ويشارك في عضويتها 56 بلداً مسلماً؛ تضع ميزانية هزيلة (نحو عشرة ملايين دولار) للجنة القدس المنبثقة عنها. وهي أقل من ميزانية شراء لاعب كرة قدم لأحد الأندية، وأقل بكثير مما يصرف على الاحتفالات والبهرجات ومظاهر البذخ التي يعرفها الجميع.

    ولو افترضنا أن هذه البلدان أرادت أن تنفق من إيراداتها البترولية ما يساوي قيمة الزكاة فقط (باحتساب أن الزكاة فقط هي ربع العشر أي 2.5 %) لدعم القدس وتحريرها؛ لبلغ الإنفاق السنوي أكثر من 15 مليار دولار (15 ألف مليون دولار!!)، في الوقت الذي تنفق فيه هذه الأنظمة عشرات مليارات الدولارات سنوياً لشراء أسلحة تتكدس كـ”ستوكات” في مخازنها، أو تستخدم في السيطرة على شعوبها، أو في الصراعات الداخلية فيما بينها.

    أما السلطة الفلسطينية في رام الله، فإن ميزانية وزارة شؤون القدس لديها (بكل ما تعنيه القدس من مسؤوليات وتحديات…) في سنة 2016 كانت حوالي 12 مليون دولار، من أصل نحو ثلاثة مليارات و765 مليوناً هي ميزانيتها الكلية، أي نحو ثلاثة بالألف من ميزانيتها (0.3%).

    وقد كان ذلك سبباً لاستقالة حاتم عبد القادر من وزارة شؤون القدس في صيف 2009 بعد نحو أربعين يوماً من تعيينه. في الوقت الذي تستهلك فيه رواتب العاملين في الأجهزة الأمنية للسلطة -حسب ميزانية 2016- نحو 867 مليون دولار، أي ما معدله 42% من الرواتب السنوية لموظفي السلطة.

    ***

    لم ينتظر أبناء القدس قيادات المنظمة والسلطة ولا القيادات العربية والإسلامية لمواجهة الاحتلال…، وإنما أصروا على تقديم أروع الأمثلة في الثبات والصمود…، وقبضوا على الجمر حفاظاً على القدس والمقدسات، وعلى هويتها العربية والإسلامية.

    كان يكفي لابن القدس القديمة أن يبيع مثلاً شقة صغيرة متداعية (أقل من مائة متر مربع) ليصبح مليونيراً، حيث سيجد عشرات المشترين اليهود…، ولكنه قرر الصمود والعض على جراحه وتحمّل كافة أشكال المعاناة والإفقار، وبرامج “التنغيص والتطفيش” الإسرائيلية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية…، حتى رغم عدم القدرة على صيانة منزله… وضعف أو انعدام المساعدات التي تعينه على الصمود.

    ما زال العرب في القدس القديمة المسوَّرة والمحيطة بالمسجد الأقصى يمثلون أكثر من 85% من سكانها، وما زالوا يمثلون أغلبية سكان شرقي القدس. ورغم أن الاحتلال حاول تخفيض نسبتهم طوال السنوات الماضية في القدس (شرقيها وغربيها) إلى أقل من 22%؛ فإنهم تمكنوا من رفع نسبتهم إلى أكثر من 36% بعد أن كانوا نحو 26% بُعيد احتلال شرقي القدس سنة 1967.

    وأبناء القدس كانوا في قلب الانتفاضة المباركة 1987-1993، وفي قلب انتفاضة الأقصى 2000-2005، وكانوا ولا يزالون في قمة العطاء في انتفاضة القدس الحالية التي تصعد وتخبو منذ نحو سنتين.

    ولا شك أن لإخوانهم من أبناء فلسطين المحتلة 1948 وأبناء الضفة الغربية وقطاع غزة -بالإضافة إلى الناشطين من فلسطينيين وعرب ومسلمين وداعمين دوليين- أدوارهم في دعم صمود القدس وأهلها، غير أن أهل القدس يبقون في القلب والمركز.

    ***

    نجح أبناء القدس وإخوانهم داخل فلسطين في تعطيل التهويد الزماني والمكاني للقدس، الذي كان قد دخل أطواراً عملية متقدمة في صيف 2015. وقدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل ذلك.

    غير أن البيئة العربية والإسلامية المهترئة والمنشغلة بأزماتها لم تقف إلى جانبهم، ولم تشكّل رافعة حقيقية في مواجهة مشاريع التهويد. فبدت انتفاضة القدس “يتيمة” في غياب الراعي والنصير؛ فعاد الصهاينة من جديد لمواصلة اعتداءاتهم وتصعيدها. ولذلك لم يكن غريباً أن تحدث عملية قتل الجنديين الإسرائيليين في المسجد الأقصى.

    بعض المتفذلكين أخذوا يتحدثون عن عدم مناسبة توقيت العملية ومكانها، ولم يتورعوا عن التشكيك في نوايا منفذيها. وللتوضيح، فإن عمليات المقاومة لن تجد وقتاً مثالياً يُرضي الجميع، وستجد دائماً من يعترض على توقيتها، خصوصاً أولئك الذين تتضرر مصالحهم أو ينفضح تقصيرهم.

    وعلى سبيل المثال، فعندما أطلقت حركة فتح عملياتها سنة 1965، اتهمتها الأنظمة العربية بالعمالة وبمحاولة جرّ الأنظمة إلى معركة غير مستعدين لها. وعندما تابعت حماس عملياتها -بعد إنشاء السلطة الفلسطينية 1994- اتهمتها قيادات في فتح ومنظمة التحرير والسلطة بمحاولة تعطيل المشروع الوطني وإنشاء الدولة الفلسطينية.

    ورجال المقاومة لا يملكون دائماً “تَرَف” اختيار المكان والتوقيت، فما دام الاحتلال قائماً فإن المقاومة ستظل واجبة ومشروعة. وقد تحسب الدول أو التنظيمات الكبيرة حساباتها بشكل أو بآخر؛ غير أن أحداً لا يستطيع أن يُلزم شباباً قاموا بمبادرات ذاتية، بحسابات معينة.

    وعلى أولئك الذين يَسْلقون الشباب المضحي بألسنةٍ حدادٍ، أن يسكتوا… ويكفي الشباب المجاهد أنهم بذلوا أرواحهم ودماءهم. فلا أقل من التَّرحم عليهم ومواساة أهاليهم. فهؤلاء الأبطال يمثلون ما تبقى من عزة الأمة وكرامتها، ويمثلون خط دفاعها الأول عن حرماتها ومقدساتها.

    ***

    سينجح بإذن الله صمود المقدسيين في إفشال الإجراءات الإسرائيلية وخصوصاً البوابات الإلكترونية، وسيقومون ما استطاعوا بتعطيل المحاولات الصهيونية لتهويد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

    ولكن، أما آن لأنظمتنا العربية والإسلامية أن تعلم أن الكيل قد طفح منها ومن تقصيرها وسوء إدارتها؟ أما آن للنخب والمثقفين والأحزاب والمتفلسفين أن يعلموا أن الكيل قد طفح منهم ومن فذلكاتهم وتنظيراتهم؟ وأن أهلنا في القدس قد استنفدوا كل ما يملكون من قدرات ووسائل…، وأن الخطر ضد الأقصى والقدس يتعاظم كل يوم…، وأنه آن الأوان للجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم.

    المصدر: الجزيرة نت، الدوحة، 27/7/2017

  • ملخص انتهاكات الاستيطان وجيش الاحتلال خلال شهر كانون ثاني 2020

    وليد زايد

    يستعرض التقرير أبرز الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلى جانب الانتهاكات الاستيطانية ضد الأرض الفلسطينية خلال شهر كانون ثاني \ يناير من العام 2020، والذي وصل فيه مجموع الاعتداءات لحوالي 2124 اعتداء ضد المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم.  وقد اعتمد التقرير في معلوماته على أكثر من مصدر هي مجموعة الرقابة الفلسطينية التابعة لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وهيئة رصد الانتهاكات الإسرائيلية (wewiv).

    جدول يوضح انتهاكات الاحتلال خلال شهر كانون ثاني \ يناير من العام 2020:

    الشهداء 5 شهداء
    المصابون 123 مصابا
    المعتقلون 456 اعتقالا
    احتجاز 42 مواطنا
    الإبعاد عن المسجد الأقصى أو القدس 47 مبعدا
    اقتحامات للمناطق السكنية الفلسطينية 459 حالة
    إطلاق نار من قبل الاحتلال 329 حالة
    هدم منازل 23 منزلا
    مصادرة ممتلكات فلسطينية 43 حالة
    حواجز عسكرية مفاجئة 317 حاجزا
    اعتداء على الأماكن المقدسة 33 حالة
    اعتداءات المستوطنين 33 حالة
    تجريف أراضٍ حالة واحدة
    نشاطات استيطانية 3 حالات
    مصادرة أراضٍ 4 حالات
    الأشجار المتلفة 300 شجرة زيتون
    اعتداء على المؤسسات التعليمية 5 حالات
    الوحدات الاستيطانية الجديدة 1936 وحدة

    الشهداء والجرحى:

    شهد شهر كانون ثاني\ يناير الماضي استشهاد 5 مواطنين جميعهم من قطاع غزة، اثنان منهم كانوا قد استشهدوا متأثرين بإصاباتهما جراء مشاركتهما في مسيرات العودة، واستشهد 3 على الحدود الشرقية بدعوى محاولتهم التسلل للداخل المحتل.

    أما أعداد الجرحى، فقد قاربت أعداد الشهر الأخير من العام الماضي بعدد وصل لـ123 جريحا، معظم الجرحى كانوا في محافظات الضفة الغربية بواقع 107 إصابات، أما قطاع غزة وعلى خلاف الأشهر السابقة مع مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، فقد أصيب في القطاع 16 مواطنا.

    الاعتقال والاحتجاز والإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى:

    وصل عدد حالات الاعتقال في شهر يناير 456 حالة اعتقال، بزيادة وصلت نحو 10% عن شهر ديسمبر الماضي، وبطبيعة الحال كانت معظم حالات الاعتقال في محافظات الضفة الغربية بواقع 447 حالة، فيما لم تتجاوز حالات الاعتقال للمواطنين من قطاع غزة 9 حالات. وكان من بين المعتقلين 41 طفلا إلى جانب 3 طلبة جامعيين و6 سيدات. وقد كان أكبر عدد للمعتقلين من محافظة القدس بـ149 معتقلا، تليها محافظة الخليل التي سجلت 77 حالة اعتقال، أما محافظة جنين فقد سجل فيها 46 حالة اعتقال.

    أما سياسة الابعاد عن القدس والمسجد الأقصى فقد تصاعدت بشكل كبير مع مطلع العام، ليكون الاحتلال قد نفذها بحق 47 مواطنا، 37 حالة إبعاد للمقدسيين عن المسجد الأقصى في فترات تراوحت بين 4 أيام و6 أشهر. وقد ترافقت حالات الإبعاد مع حملات صلاة الفجر والجمعة في المسجد الأقصى، كما كانت حالات الإبعاد العشرة المتبقية عن أحياء المدينة مثل العيساوية وبيت حنينا والبلدة القديمة.

    إقامة حواجز عسكرية والاقتحامات وإطلاق النار:

    أقام الاحتلال خلال شهر كانون ثاني\ يناير 317 حاجزا عسكريا مفاجئا في مختلف محافظات الضفة الغربية، وقد شهدت أراضي محافظة بيت لحم أكثر الحواجز التي أقيمت على أرضها بواقع 77 حاجزا، تلتها محافظة الخليل بـ 67 حاجزا عسكريا، أما محافظة قلقيلية فقد جاءت كثالث المحافظات من حيث عدد الحواجز التي أقيمت على أرضها بـ35 حاجزا.

    أما عمليات المداهمة والاقتحام التي نفذها الاحتلال للمناطق الفلسطينية والمناطق والأحياء السكنية، فقد وصلت 489 عملية، أغلبها في محافظات الضفة الغربية بـ484 عملية اقتحام، وقد كانت محافظتا الخليل ونابلس أكثر المحافظات التي تعرضت للاقتحام والمداهمة بعد أن سجل في كل منهما 71 حالة مداهمة واقتحام، تلتهما محافظة رام الله والبيرة بـ36 عملية اقتحام. فيما لم تسجل محافظات قطاع غزة أي عملية اقتحام للحدود الشرقية.

    فيما نفذ الاحتلال 329 عملية إطلاق نار خلال ذات الشهر، شملت 25 عملية قصف جوي في محافظات قطاع غزة، وقد بلغت أعداد عمليات إطلاق النار في محافظات الضفة الغربية 186 عملية إطلاق نار من مواقع عسكرية، أو خلال عمليات المداهمة والاقتحام، أو انطلاقا من الحواجز المفاجئة التي نشرها في محافظات الضفة الغربية. فيما بلغت حالات إطلاق النار في محافظات قطاع غزة 143 حالة، وقد نفذ الاحتلال هذه العمليات من خلال القصف الجوي والزوارق الحربية في بحر غزة أو من خلال المواقع العسكرية على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

    عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين:

    نفذ الاحتلال خلال شهر كانون ثاني \ يناير 23 عملية هدم للمنازل والمنشآت الفلسطينية،  وقد جاءت عمليات الهدم جميعها في محافظات الضفة الغربية، وقد هدم الاحتلال 13 منزلا أو أجبر أصحابها على هدمها، وقد كانت معظم البيوت المهدومة في جبل المكبر بالقدس، إلى جانب هدم بيوت في العيساوية في القدس ويطا في الخليل، أما بقية عمليات الهدم فقد كانت لخيم وبيوت متنقلة في بيت جالا ومدينة أريحا.

    أما حالات المصادرة للممتلكات الفلسطينية فقد جاءت في 43 حالة، وقد صادر الاحتلال سيارات للمواطنين وتسجيلات لكاميرات المراقبة الفلسطينية إلى جانب معدات وممتلكات شخصية. وبطبيعة الحال فقد شهد شهر يناير 19 حالة اعتداء على الممتلكات الفلسطينية، عبر اقتلاع أشجار الزيتون وتخريب إطارات السيارات في القرى الفلسطينية إلى جانب تخريب الأثاث أثناء عمليات الاقتحام للمنازل. كما أقدم جيش الاحتلال على تجريف أرض مساحتها 50 دونما حول حول مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل.

    الاعتداء على الأماكن المقدسة:

    تركزت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الأماكن المقدسة في شهر يناير؛ باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، فقد تم اعتقال ومضايقة المصلين في مصلى باب الرحمة في المسجد، إلى جانب عمليات الاقتحام وإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المصلين بعد صلاة الفجر. كما قام المستوطنون بإحراق مسجدٍ في قرية بيت صفافا جنوب القدس وخطوا شعارات معادية للإسلام والعرب على جدرانه.

    كما شهد الشهر اعتداءات بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية، فقد تم اقتحام أكثر من مدرسة مثل مدرسة دير نظام بمحافظة رام الله والبيرة، وعرقلة دوام الطلبة في مدينة القدس.

    نشاطات استيطانية

    أبرز الأعمال والنشاطات الاستيطانية التي نفذها الاحتلال خلال شهر كانون ثاني\ يناير الماضي:

    –        6-1-2020: صادق الاحتلال على خطةٍ لبناء 1150 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية، كما صادق بشكل نهائي على إقامة 786 وحدة استيطانية موزعة على مستوطنات في محافظات رام الله والبيرة وسلفيت ونابلس وأريحا.

    –        7-1-2020: جرف الاحتلال نحو 50 دونما من أراضي المواطنين في الخليل لصالح مستوطنة كريات أربع.

    –        14-1-2020: نفذ الاحتلال عمليات حفر في أراضي قرية كفر لاقف في محافظة نابلس؛ لمد خط مياه للمستوطنات.

    –        26-1-2020: جرف الاحتلال أراضي بلغت مساحتها 600 متر مربع على أراضي تتبع قرية بروقين في محافظة سلفيت؛ لتوسعة مستوطنة “بروخين” المجاورة للقرية.

    أبرز اعتداءات المستوطين:

    وصل عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون خلال شهر كانون ثاني\ يناير الماضي إلى 33 اعتداء في مختلف محافظات الضفة الغربية، مقاربا عدد الشهر الذي سبقه، والذي كان قد سجل نحو 39 حالة اعتداء، نستعرض فيما يلي أبرز هذه الاعتداءات:

    –        2-1-2020: مستوطنون يجرفون أراضي للمواطنين في منطقة حراشة التابعة لقرية المزرعة الغربية بمحافظة رام الله والبيرة.

    –        2-1: دهس مستوطن قرب قرية تقوع بمحافظة بيت لحم مواطنا فلسطينيا؛ ما أدى لإصابته بكسور ونقله للعلاج بالمستشفى.

    –        4-1-2020: مستوطنة تدهس فتاة فلسطينية على مدخل قرية كيسان شرق بيت لحم؛ ما أدى لنقلها لمستشفى لتلقي العلاج.

    –        8-1-2020: قطع المستوطنون 50 شجرة زيتون في قرية الساوية بمحافظة نابلس.

    –        13-1-2020: اعتدى مستوطنو مستوطنة يتسهار على قرية مادما جنوب نابلس، ورافقهم بالاعتداء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز باتجاه منازل المواطنين.

    –        14-1-2020: اعتدى المستوطنون على مواطنين من سكان يطا في مدينة الخليل بالضرب.

    –        15-1-2020: اعتدى المستوطنون على مواطنة من قرية مادما ما استدعى لنقلها للمستشفى في مدينة نابلس.

    –        18-1-2020: اعتدت مجموعات المستوطنين على منازل المواطنين في البلدة القديمة في الخليل من خلال رشقها بالحجارة.

    –        25-1-2020: اعتدى مستوطنو مستوطنة رحاليم بالضرب على مواطنين اثنين أثناء عملهم في أرضهم بقرية الساوية في محافظة نابلس.

    –        28-1-2020: أحرق المستوطنون في قرية عينابوس جنوب نابلس أجزاء من مدرسة القرية وخطوا شعارات معادية للعرب على جدران المدرسة.

    –        30-1-2020: رشق المستوطنون سيارات الفلسطينيين بالحجارة قرب مستوطنة كريات أربع ما أدى لإصابة طفلة.