بعد مفاوضاتٍ طويلة توجهت مجموعة من القوى المحلية شرق الفرات لعقد اتفاق حول رؤى سياسية موحدة، تتعلق بمصير منطة شرق الفرات، وسوريا عموماً، تحت عنوان " جبهة السلام والحرية "، وضمت كل من المجلس العربي للجزيرة والفرات، وتيار الغد السوري، والمنظمة الآثورية
الديمقراطية، والمجلس الوطني الكُردي، وتزامن هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه منطقة شرق الفرات حواراتٍ كُردية بينية تهدف لصيغة توافق حول إدارة المنطقة سياسياً وعسكرياً.
ولأهمية الموضوع ولما له من تأثير على تموضع القوى المشاركة في الجبهة المشكلة حديثاً سواءً ضمن التفاعلات المحلية، أو على صعيد المفاوضات الجارية بين المعارضة والنظام السوري، يحاول تقدير الموقف هذا توضيح السياقات المتعلقة بتوقيت إعلان الجبهة، وما تمتلكه من نقاط قوة سواءً فيما يخص التفاعلات السياسية المحلية، أو ضمن اللجنة الدستورية وهيئة التفاوض وما ستؤول إليه العملية التفاوضية النهائية، ويحاول تقدير الموقف هذا تسليط الضوء على مدلولات هذا الاعلان واختبار التماسك البنيوي بين الكيانات الموقعة على الاتفاق بالإضافة إلى محاولة الإحاطة بسياق التشكل وتحدياته ومآلاته.