التقريرالاستراتيجي السنوي 6 الحالة الإسرائيلية نهاية 2020
صلاح الدين العواودة
باحث في الشأن الإسرائيلي
مقدمة
لا بد لأي مراقب للوضع الإسرائيلي، لا سيما في السنتين الأخيرتين، من ملاحظة حجم الدراما (التطورات والتغيرات)، التي عاشها المشهد الإسرائيلي على مختلف الصعد، الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية، والعسكرية والأمنية، لا سيما مع جائحة الكورونا. فكان أبرزها إجراء ثلاثة انتخابات خلال أقل من سنة، وفوز نتانياهو برئاسة الحكومة فيها كلها، رغم أن ملفات جنائية تلاحقه في المحاكم. والانتخابات الرابعة على الأبواب، دون بوادر لوجود منافس قوي يحل محله، وهو أمر ليس حدثا عاديا في بلد يتم الاحتكام فيه لنظام ديموقراطي. كما تضمن هذا المشهد أيضا، إقبالا غير مسبوق من رئيس الولايات المتحدة على دعم «إسرائيل» وتأييدها، وتنفيذ خطوات تخدم «إسرائيل» بالدرجة الأولى، بل، وحسب وجهة نظر الكثيرين، تخدم مصلحة نتانياهو نفسه. من هذه الخطوات اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وإعلان خطة ترامب، المعروفة بصفقة القرن والتي تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتصب في مصلحة «إسرائيل»، وجر الإمارات والبحرين والسودان الاتفاقيات تطبيع مع «إسرائيل». وهذه الأحداث، التي تمت خلال فترة زمنية قياسية، تعتبر أحداثا غيرعادية في عالم السياسة. وإذا كانت جائحة الكورونا قد أدخلت العالم كله في أزمات، ووضع غير عادي، وهي لم تتخط «إسرائيل»، فإن «إسرائيل» نفسها تعيش أحداثا تميزها، فهي التي تسارع في تسليح نفسها، وتناوش أعداءها ليلا ونهارا، تقصف مواقع وتغتال قيادات، وفي نفس الوقت تستصرخ العالم للوقوف معها، لا سيما ضد الخطر النووي الإيراني، حسب زعمها . وتحت تأثير الكورونا على الاقتصاد والسياسة، تستمر «إسرائيل» في تشكيل نقطة ارتكاز للسياسة الإقليمية والدولية، وهو ما نحتاج إلى مراقبته خلال عام 2021.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي
قراءة 1128 مرات
آخر تعديل على الإثنين, 26 نيسان/أبريل 2021 17:27