طباعة

دور وطبيعة قنوات التنشئة السياسية في تثبيت الأنظمة التسلطية، دراسة الحالة السورية انموذجاً 1970 – 2020

 

الباحث محمد أحمد خليل

المركز السوري سيرز 03.01.2022

تعتبر التنشئة السياسية جزء لا يتجزأ من علم الاجتماعي السياسي ومكملة للتنشئة الاجتماعية التي تساهم بدور بارز في تنمية المجتمعات ونهضتها إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، حيث تلعب التنشئة السياسية دور هام في تنشئة أفراد المجتمع وتوجيههم وترسيخ أفكار معينة في عقولهم، ذلك من خلال قنواتها التي تعتبر من أهم المؤسسات في المجتمع، مثل: الأسرة، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الدينية، و الأحزاب، هذه القنوات كل واحدة منها لها دور بارز في التأثير بتنشئة الفرد في مرحلةً ما من مراحل حياته، لذلك تقوم السلطة الحاكمة في غالبية الأنظمة الاستبدادية بالسيطرة على هذه القنوات وتسيسها لمصلحة وأهداف هذه السلطة، وتعمل من خلالها على زرع الأفكار والتوجهات في عقول المواطنين، تلك الأفكار التي تتبناها السلطة الحاكمة ويعتنقها الحزب الحاكم، أيضاً تقوم من خلال هذه القنوات على حشد وتعبئة الرأي العام المحلي والعالمي اتجاه قضية معينة تحظى بأهمية من قبل السلطة الحاكمة، وما تمتلكه التنشئة السياسية من أدوات تستخدمها الأنظمة التسلطية لضمان بقاء واستمرارية حكمها بدون معارضة من الشعب.

سنسلط الضوء في بحثنا هذا على دور وطبيعة قنوات التنشئة السياسية في سوريا كنظام استبدادي، كان بدايته عند وصول حزب البعث للسلطة، وتسلم حافظ الأسد السلطة في سوريا، وخلفه ابنه بشار الأسد على ذلك النهج الاستبدادي التسلطي، سيتم في الفصل الأول التعريف بالتنشئة السياسية وأبعادها وأهدافها وقنواتها...، بعد ذلك سيتم الانتقال للإحاطة بفترة حكم حافظ الأسد بداية وصوله للسلطة حتى موته، وكيف عمل النظام في فترة حكمه بالسيطرة على كافة قنوات التنشئة السياسية وتوجيهها لتعزيز أفكار حزب البعث الحاكم و"الولاء للقائد"، وتعزيز ثقافة الخضوع في نفوس أبناء الشعب السوري، ولاسيما أن سيطرة النظام على قنوات التنشئة السياسية كانت من أبرز عوامل تثبيت حكمه واستمراريته.

سنتناول أيضاً في الفصل الثاني فترة تولي بشار الأسد الحكم عن أبيه حتى اندلاع الثورة السورية عام 2011م، وكيفية تعامل بشار الأسد مع قنوات التنشئة السياسية لضمان استمرار حكمه في السلطة، وعن الدور الذي لعبته هذه القنوات في اندلاع الثورة السورية وقيام الشعب السوري ضد السلطة الحاكمة، وسنبين الدور الأبرز لكل من الإعلام والمؤسسات الدينية كقنوات تنشئة سياسية في الحراك الشعبي.

بينما يركز الفصل الثالث على الدور البارز الذي لعبته قنوات التنشئة السياسية في استمرار الثورة السورية، مع ذكر أهم التجمعات والمراكز التي لها تأثير كبير في عملية التنشئة السياسية في الشمال السوري، كما سيستند البحث في هذا الفصل لاستبيان يقوم بعمله لتقييم مدى فاعلية قنوات التنشئة السياسية في تثقيف الشباب سياسياً وتعزيز المشاركة السياسية لديهم، هذا الفصل سيكون كنوع للمقارنة بين طبيعة ودور قنوات التنشئة السياسية قبل اندلاع الثورة وبعدها، وفي نهاية البحث سيقوم الباحث بطرح مجموعة من التوصيات لتفعيل عملية التنشئة السياسية وقنواتها بشكل إيجابي في مناطق الشمال السوري.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مجموعة التفكير الاستراتيجي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)