• الكويت واقع إقليمي مضطرب وأزمات سياسية متجددة- فبراير 2019

    الكويت وسط مشهد إقليمي مضطرب

    لاشك أن الأوضاع الاقليمية المضطربة التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الأزمة الخليجية مع قطر ، انعكست سلباً بشكل واضح على جميع دول الخليج ، بسبب حالة الانشقاق غير المسبوقة في البيت الخليجي ، وما تشكله من تهديد لمنظومة الاستقرار بين دول المنطقة ،فضلا عن اضطراب منظومة الأمن الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون إضافة إلى مشهد التربص الايراني بالأشقاء المختلفين فضلا عن تداعيات الحرب في اليمن وما يشكله الحوثيون من تهديد للسعودية الشقيقة الكبرى للكويت ،وباعتبار الكويت أحد أركان منظومة دول مجلس التعاون المتصدعة التى تعصف بها هذه الأعاصير انعكس عليها هذا المشهد الاقليمي المضطرب سلبا رغم أنها تحاول منذ اندلاع الأزمة في يونيو 2017 رأب الصدع بين الأشقاء لكن دون الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة ، وهو ما جعل سياستها الخارجية كمن يسير متأرجحا على حبل دقيق أحد من السيف وأدق من الشعرة ، مخافة الاصطفاف أو الميل إلى أحد الاطراف فتفقد ميزة الوساطة والحياد فتزيد من هوة الشقاق وتضطر لدفع ضريبة الاصطفاف إلى أحد الأطراف .

  • سمو رئيس مجلس الوزراء والمهمة الصعبة

    نهنئ سمو رئيس مجلس الوزراء تقلده منصبه وثقة أمير البلاد به، وستكون كلمة أمير البلاد له بأن "ثوبك نظيف؛ فحارب الفساد، وحارب المفسدين" هي بمثابة رؤية لمرحلة جديدة لمواجهة الفساد، وهي العلامة البارزة التي سيسعى لها سمو رئيس مجلس الوزراء، وكلنا ثقة بذلك.

    وأنوه إلى أنه في 30 أكتوبر 2018م، سطرت مقالاً نشرته في هذه الزاوية حول "الإصلاح الوطني في الكويت"، واقترحت جهوداً تُبذل من أجل مسارات نحو الإصلاح الوطني، منها:

    أولاً: إن عفواً خاصاً يتكرم به أمير البلاد على أبنائه الذين صدرت بحقهم أحكام خاصة؛ بلا شك سيكون الأساس الذي تنطلق منه باقي الجهود لمسار تفاهم وطني وشعبي، وستكون تلك المبادرة السامية اللبنة الأولى في إعادة ترتيب أولويات العمل الوطني القادمة.

    ثانياً: أن يقوم مجلس الأمة -برئيسه وأعضائه- بواجباتهم المنشودة في ترتيب أولويات التفاهم مع الحكومة لإصدار القوانين المهمة التي تساند عملية التفاهم السياسي بين الحكومة ونواب الشعب؛ على أساس نجاح مهمة الحكومة وإنجاز المشاريع، في مقابل خدمة الشعب الكويتي، وتنمية المجتمع، وتطوير أداء الحكومة، والالتزام بالقانون ومحاربة الفساد الإداري.

    ثالثاً: دعم مسار استقلال القضاء وإصدار القوانين التي تؤكد هذا الاتجاه.

    رابعاً: إعادة النظر في مسارات التضييق القانوني لمساحات الحريات، وتنظيم حالة التعبير في المجتمع، وإعادة وضعها في مساقها المنسجم مع الدستور الكويتي.

    خامساً: أن يقوم مجلس الأمة بدراسة نتائج عشر سنوات من تنفيذ القوانين الانتخابية، وفرز الإيجابيات وطرح السلبيات، والخروج برأي موحد مع الحكومة؛ لتطوير حالة انتخابية ناجحة تعبر عن المرحلة الجديدة من الإصلاح والتفاهم الوطني.

    سادساً: إن إقرار قانون ينظم العمل السياسي ويؤسس للانتساب للمشاركة الشعبية الحقيقية على أساس من الوعي والانضباط القانوني سيساهم بشكل مباشر في تنظيم عمل القوى السياسية المختلفة، بما فيها قوى المعارضة، ويضعها تحت مسؤولياتها القانونية، ويجسد حالة الرقابة القانونية، والاختيار الشعبي لقيادات هذه التيارات السياسية، ولفرز نواب يمثلون الشعب على قدر من الوعي والنضوج والمسؤولية.

    وقد تتبعت واطلعت على الكثير من الآراء المنشورة في الصحافة المحلية حول الرؤى والنصائح التي تناقش التوجهات لتشكيل وزارة سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد؛ فوجدت أغلبها يصب في نفس الاقتراحات والمسارات التي اقترحتها منذ عام.

    فهي تشكل انسجاماً وتفاهماً لكل محبي الكويت، فاستقرار الكويت والحفاظ على أمنها الوطني أولوية قصوى لا يقتصر على الوسائل الدفاعية العسكرية، وإنما منهج يحافظ على التماسك الاجتماعي والوطني للشعب والدولة معاً، ولكن ضمن رؤية للإصلاح، وهو بالضبط ما نريده من سمو رئيس مجلس الوزراء أن تكون له رؤية جديدة تميز بين عهدين.

    إن الرؤية الوطنية للحكومة الجادة ستجعل المسار السياسي والعلاقة بين الدولة والشعب يسير على وضوح كامل في تحقيق الأهداف السابقة التي اقترحناها.

    لكن من أهم التحديات التي ستواجه الرئيس هي مراكز القوى التي تحتضن الفساد السياسي والمالي والاجتماعي، مما يقتضي الحاجة إلى دعم شعبي مساند، وهذا يؤكد من جديد أن توافر السياسة الرشيدة والقوية غير كاف مع عدم توافر الأدوات المساندة لتنفيذها، وهذا يعني عدة أمور:

    - نهج جديد في اختيار الوزراء القادرين على تنفيذ رؤية سمو رئيس الوزراء في مواجهة الفساد.

    - سياسة رشيدة في قيادة مجلس وزراء متناسق ومتفاهم ومتكامل ويعبر عن الرؤية السياسية لسموه.

    - دعم شعبي من خلال ممثلي الأمة الذين أثبت التاريخ السياسي لهم أنهم واجهوا الفساد ونهج المكاسب المصلحية الخاصة.

    - إطفاء الملفات الداخلية الساخنة، وخصوصاً ما يتعلق بطبيعة العلاقة مع المعارضة وبعض أعضائها الذين طالتهم أحكام السجن بسبب مواقفهم السياسية.

    إن التفاؤل يستنهض بنا بعد تولي الشيخ صباح الخالد الصباح هذه المسؤولية الثقيلة لنظافة ثوبه وجديته وكفاءته، وأنه قادر -بإذن الله تعالى- أن يخطو بالحكومة إلى وضع أفضل في ظل أوضاع داخلية وخارجية صعبة.

  • مقال: سليمان حمد.. رائد العمل الإسلامي الفلسطيني في الكويت إلى رحمة الله …

    بقلم:أ. د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.

    لعله الوحيد في التاريخ الفلسطيني الحديث الذي شارك في تأسيس أكبر حركتين للمقاومة الفلسطينية، فتح وحماس.. مُربّ وتربوي من الطراز الأول، تخرَّج على يديه الآلاف في مدارس غزة والكويت؛ قائد إسلامي حركي عاش مسكونا بفكرة الجهاد والمشروع الإسلامي لتحرير فلسطين، وربى جيلا من قادة حماس الشباب. وهو صاحب رؤية، يؤثر العمل الهادئ الفعّال، ولا يأبه بالأضواء؛ ولا ينشغل بصغائر الأمور... إنه الأستاذ حسن سليمان إسماعيل حمد (العم أبو محمد) الذي انتقل إلى رحمة الله في 26 كانون الثاني/ يناير 2020.

    كان سليمان حمد رجلا ربانيا، منظم التفكير، قليل الكلام، ذا هيبة ووقار، عزيز النفس، هادئا متواضعا، يجيد الاستماع، ويجيد الإقناع، عمليا، يأخذ نفسه بالعزيمة، منضبط المواعيد، حاسما وحازما عندما تستدعي الحاجة.

    * * *

    ولد العم أبو محمد سليمان حمد في قرية المغار قضاء الرملة في 18 أيار/ مايو 1929، رزقه الله 12 من الأبناء (8 أولاد و4 بنات) كلهم جامعيون. أكمل الثانوية في روضة المعارف بالقدس سنة 1948، ثم تابع دراسته (في أثناء عمله) انتسابا في جامعة لندن في ليحصل على دبلوم (Intermediate) في الرياضيات، وحصل لاحقا على البكالوريوس في اللغة العربية والماجستير في العلوم العربية والإسلامية. عمل في التدريس في غزة والكويت، وفي الثمانينيات كان مؤسسي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكان أول أمين عام لها، ثم تفرغ للعمل بها بعد أن استقال من وزارة التربية، ثم عُيِّن مسؤولا عن قسم الدعوة والتعليم، ثم مراقبا للشؤون الإدارية.

    * * *

    البدايات الإخوانية:

    انتقلت عائلته في نكبة 1948 إلى مخيم البريج بقطاع غزة؛ وعمل في البداية مدرسا في مدرسة البريج الابتدائية للبنين، ثم ناظرا لمدرسة النصيرات الابتدائية. كانت بدايته مع جماعة الإخوان المسلمين سنة 1950 عن طريق رجل بدوي بسيط اسمه سليم المصدّر، توسم في سليمان حمد خيرا، فأهداه جريدة الدعوة. وترك الحزب الشيوعي "عصبة العمل الوطني" الذي انتمى إليه لفترة وجيزة، ليس حبا في الشيوعية ولكن نقمة على الأنظمة والأوضاع السائدة. ومنذ ذلك الوقت أعطى قلبه وروحه للإسلام.

    وكشعلة من النشاط، قام حمد باستكمال بناء وتجهيز مدرسة النصيرات، وكذلك المسجد المجاور، وكان له الدور الرئيس في تأسيس شعبة الإخوان في النصيرات. وتتلمذ على يديه العديد من الطلاب الذين برزوا فيما بعد أمثال الأساتذة عبد الفتاح دخان، وحماد الحسنات، وشوقي الخراز، وطَلَب الشيخ قاسم، وعبد القادر أبو سمرة، وكلهم نظَّمهم في الإخوان. ونسَّق مع الضابط المصري "الإخواني" عبد المنعم عبد الرؤوف التدريب العسكري لنخبة مختارة من الإخوان، حيث كان يتم إرسال عشرة من الإخوان من كل شعبة للتدريب سرا بعد منتصف الليل، ومن بين من أرسلهم لهذه المهمة محمد جودت صبح.

    انتقل حمد للتدريس في الكويت سنة 1953، بعد صدامات مع الشيوعيين الذين كانوا متنفذين في إدارة التعليم (خليل عويضة ورفاقه). وبعد وصوله بشهرين جاء زميله موسى نصار، ثم لحقهم يوسف عميرة؛ حيث مثلوا بداية الإخوان الفلسطينيين في الكويت.

    وهناك تواصلوا مع الإخوان الكويتيين عن طريق الأستاذ عبد الله المطوع (أبو بدر) الذي رحَّب بهم، وعرفهم على جمعية الإرشاد، التي كانت تمثل العمل الإخواني (لمختلف الجنسيات) في الكويت، حيث شاركوا فيها، وأنشأوا قسما لفلسطين في كانون الثاني/ يناير 1954، وأصدروا مجلة حائطية. غير أن الجمعية حُلِّت بضغط من نظام عبد الناصر في 1956. وقد تسبب ذلك بحالة إرباك مؤقت للوضع الإخواني الذي فقد مظلته.

    * * *

    مع حركة فتح:

    كان يوسف عميرة من مجاهدي الإخوان في حرب 1948 في منطقة يافا، ثم من قادة العمل العسكري الإخواني في القطاع تحت إمرة كامل الشريف، وكان على معرفة وتنسيق مع أبي جهاد خليل الوزير في عمله العسكري في منطقة غزة.

    وفي 1957، جاء ياسر عرفات وخليل الوزير للعمل في الكويت، وانضم إليهما يوسف عميرة في فكرة إنشاء حركة مقاومة فلسطينية تأخذ شكلا وطنيا؛ وتتجنب الشكل والشعارات الإسلامية حتى لا تستفز الأنظمة المعادية للإسلاميين، وخصوصا النظام المصري. غير أن البيئة التي أخذت هذه الحركة تجند عناصرها من وسطها في مرحلتها الأولى كانت بيئة الإخوان المسلمين.

    وبترتيب من يوسف عميرة، زار ومعه ياسر عرفات وخليل الوزير سليمان حمد في بيته في الجهراء، حيث انضم إليهم في الحركة التي لم يكن قد تقرَّر اسمها بعد.

    وكان سليمان حمد يشارك في الاجتماعات القيادية، حيث كان دوره يتركز في الجانب الإعلامي. وكان له دور أساس في إعداد مجلة فلسطيننا، التي أخذت تصدر في لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 1959. وكان لسليمان حمد مقال شهري ثابت تحت سلسلة "فلسطين بين جهاد الأحرار ومؤامرات الخونة والاستعمار"؛ واختار لنفسه اسما مستعارا هو "جهاد مؤمن". وكان مسؤولا عن وضع عدد من الشعارات مثل "ثورة حتى النصر" و"كل البنادق باتجاه العدو".

    ودونما دخول في التفاصيل، فإن حمد ترك فتح سنة 1963 بعد أن أخذت قيادة الإخوان الفلسطينيين في غزة موقفا متحفظا تجاه فتح، وبعد أن لم تنجح محاولات سليمان حمد في الوصول إلى توافق بين الطرفين حتى أَمَرَ كل طرف أعضاءه بالتمايز عن الطرف الآخر سنة 1962، وبعد أن أصيب سليمان حمد بالإحباط نتيجة تساهل عرفات في إدخال عناصر "غير ملتزمة" محسوبة على تيارات قومية ويسارية وبعثية.

    مع الإخوان الفلسطينيين:

    عاد سليمان حمد لينشط من جديد في الوسط الإخواني، خصوصا منذ 1966، وانتخب عضوا في قيادة التنظيم الفلسطيني في دورة 1969، ودورة 1973. وفي سنة 1975 تولى حمد قيادة الإخوان الفلسطينيين في الكويت، واستمر في ذلك حتى نهاية سنة 1989، مع الإشارة إلى أنه في 1975 انتخب خيري الآغا مراقبا عاما للإخوان الفلسطينيين، وانتُخب سليمان حمد نائبا له.

    كان ثمة تناغم كبير بين سليمان حمد وبين خيري الآغا، الذي كان أيضا مسؤولا عن الإخوان الفلسطينيين في السعودية. وكان يجمع بين شخصيتيهما الرغبة القوية في استئناف العمل الجهادي، والإيمان القوي بضرورة تفعيل الشباب وتحميلهم المسؤولية. وقد توافق ذلك تماما مع شخصية الشيخ أحمد ياسين الذي تولى قيادة الإخوان الفلسطينيين في قطاع غزة بعد الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967.

    إذا ما رجعنا إلى تجربة سليمان حمد الإخوانية، فلعلنا نختار ثلاثة نقاط تستحق الوقوف عندها:

    النقطة الأولى: الاهتمام بالشباب وتفعيل دورهم، من خلال عمل حثيث وإعداد قوي، دونما اعتساف أو حرق للمراحل. وكان لحمد دور أساس في اتخاذ قرار "ثوري" بتخصيص 75 في المئة من ميزانية التنظيم في الكويت للعمل الطلابي؛ ووراء فصل عمل "الكبار" عن الطلاب، ليتاح للطلاب قيادة عملهم بأنفسهم، بإشراف أحد الإخوة المسؤولين ممن يتفهمون عقلية الطلاب ويستوعبونهم.

    كانت بداية العمل الطلابي في الكويت (1972/1973) بخمسة طلاب (كان أحدهم خالد مشعل "أبو الوليد")، وكان ذلك عندما كان عمر أبو جبارة مسؤولا عن العمل في الكويت، وكان سليمان حمد نائبه، (عمر أبو جبارة كان أيضا المراقب العام للإخوان الفلسطينيين حتى وفاته رحمه الله سنة 1975). وقد شهد العمل الطلابي انطلاقة كبيرة في المساجد والمدارس، حيث التجمعات الفلسطينية، خصوصا في حولي وخيطان والفروانية والسالمية، وفي جامعة الكويت. ليصبح التيار الإسلامي هو التيار الأقوى (قائمة الحق الإسلامية برئاسة خالد مشعل) في انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الكويت في السنة الدراسية 1977/1978، ولتضطر قيادة الاتحاد الفتحاوية لتعطيل الانتخابات سنتين متتاليتين تجنبا لفوز الإسلاميين.

    وقد أثمر هذا العمل الكثير من قيادات العمل الإسلامي لفلسطين في الخارج، والتي برزت لاحقا كقيادات في حركة حماس أمثال خالد مشعل، وماهر صلاح، ومحمد درويش (أبو عمر حسن)، وجمال عيسى أبو بكر، ومنير سعيد، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وأسامة حمدان... وغيرهم.

    إن إيمانه بإفساح المجال للشباب للصعود القيادي، بعد استكمال التأهيل، وإيمانه بالتداول القيادي، دفعه في اللقاء الذي جمع مجلس الشورى لانتخاب قيادة جديدة للتنظيم في الكويت في كانون الأول/ ديسمبر 1989، لأن يُقسم بالله على الحاضرين (بعد أن افتتح الجلسة) ألا يعيدوا انتخابه؛ مما أجبرهم واضطرهم لاختيار خلف له، وهكذا كان كبيرا في انطلاقته، كبيرا في عطائه، كبيرا في تنحيه. وطوال السنوات التالية كان يؤكد لإخوانه أنه "جندي من جنود هذه الدعوة".

    النقطة الثانية: العمل الجهادي والمقاوم؛ إذ إن الأداء الجهادي المميز للإخوان في حرب 1948 كان من أكثر ما جذبه إليهم؛ وشارك في تأسيس فتح عندما نشأت في بيئة إسلامية وطنية وعمل معها بضع سنين. وعندما قرر تنظيم الإخوان الفلسطينيين أن يحسم الأفراد علاقتهم إما بفتح أو الإخوان. احترم قرارهم؛ لكنه شخصيا لم يوافق عليه، وسمى ذلك "الفصام النكد". وكان يرى إمكانية بقاء صيغة ما من العمل مع فتح، ما دامت توفر مظلة للمقاومة الوطنية الشريفة في ذلك الوقت. وعندما قرر تنظيم الإخوان الفلسطينيين عدم الانضمام رسميا إلى معسكرات الشيوخ في الأردن 1968-1970 (بخلاف تنظيم الأردن وعدد من التنظيمات الإخوانية) وترَك الأمر للاجتهاد الفردي. كان صوته ضمن القلة التي كانت تدعم الانضمام للمعسكرات وتبنيها.

    ومع تهيؤ ظروف أفضل في منتصف السبعينيات، ومع قيادته للعمل الإخواني الفلسطيني في الكويت، كان له دور أساس في الدفع باتجاه استئناف العمل الجهادي وتهيئة البيئة المناسبة لذلك، وخصوصا في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. وتكللت هذه الجهود التي تعاضد لإنجاحها الجميع في الداخل والخارج، بانطلاقة حركة حماس؛ والتي شارك في قيادتها في الخارج حتى 1990، وكان رئيسا للجنة التي تشرف على التخطيط فيها في الفترة 1988-1990.

    النقطة الثالثة: تنظيم بلاد الشام: كان لسليمان حمد دور رئيسي (إلى جانب خيري الآغا) في دمج تنظيم الإخوان الفلسطينيين بتنظيم الإخوان الأردنيين سنة 1978 في ما يعرف باسم "تنظيم بلاد الشام". وكانت الفكرة قد نوقشت ونضجت في البداية لدى قيادة التنظيم الفلسطيني. وكان الطموح لتوسيع مشروع الدمج ليشمل لاحقا تنظيمي الإخوان السوريين واللبنانيين. وقد شكل ذلك قفزة نوعية للعمل لفلسطين في تلك المرحلة، إذ إن الإخوان في الضفة الغربية كانوا يتبعون إخوان الأردن، كما أن ما لا يقل عن نصف الأردنيين هم من أصول فلسطينية. وهذا التداخل كان يتسبب بنوع من التضارب في التخطيط والتوجيه وضبط أولويات العمل لفلسطين. وقد سهل هذا الدمج توحيد العمل في الضفة والقطاع، من خلال مكتب قيادي واحد في الداخل، يتبع العمل المركزي في عمَّان؛ حيث تشكلت لجنة فلسطين لمتابعة هذا الشأن. ثم تطور هذا العمل بإنشاء جهاز فلسطين سنة 1985، الذي تولى متابعة العمل الفلسطيني في الداخل والخارج، والذي كان يتبع رسميا قيادة تنظيم بلاد الشام؛ وهو الجهاز الذي رعى انطلاقة حماس 1987، ووفر لها الاحتياجات اللوجستية ماليا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا؛ وكان يرأسه خيري الأغا، بينما كان لسليمان حمد دور أساسي طوال مرحلة الثمانينيات في المشاركة في قيادته وإنجاحه.

    * * *

    رحم الله سليمان حمد، فقد كان سعيدا بأن يرى غرسه يكبر ويينع، وتلاميذه ومريديه يشاركون في قيادة حماس والعمل المقاوم... غير أنه أسرَّ لكاتب هذه السطور أكثر من مرة، بعد أن كبرت سنّه وضعفت صحته، أنه ما زال يتمنى لو كان مع إخوانه في مقدمة الصفوف، ليس في العمل السياسي، وإنما في المقاومة والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني.

    نسأل الله أن يبلغه الله منازل الشهداء مع النبيين والصديقين، وحسن أولئك رفيقا.

    * ملاحظة: المعلومات في هذا المقال مأخوذة من دراسة يُعدّها الكاتب، وكثير منها مستقى من مجموعة مقابلات شخصية مع الأستاذ سليمان حمد نفسه، ومن شخصيات عاصرته وعملت معه.

     

    بقلم:أ. د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.

    لعله الوحيد في التاريخ الفلسطيني الحديث الذي شارك في تأسيس أكبر حركتين للمقاومة الفلسطينية، فتح وحماس.. مُربّ وتربوي من الطراز الأول، تخرَّج على يديه الآلاف في مدارس غزة والكويت؛ قائد إسلامي حركي عاش مسكونا بفكرة الجهاد والمشروع الإسلامي لتحرير فلسطين، وربى جيلا من قادة حماس الشباب. وهو صاحب رؤية، يؤثر العمل الهادئ الفعّال، ولا يأبه بالأضواء؛ ولا ينشغل بصغائر الأمور... إنه الأستاذ حسن سليمان إسماعيل حمد (العم أبو محمد) الذي انتقل إلى رحمة الله في 26 كانون الثاني/ يناير 2020.

    كان سليمان حمد رجلا ربانيا، منظم التفكير، قليل الكلام، ذا هيبة ووقار، عزيز النفس، هادئا متواضعا، يجيد الاستماع، ويجيد الإقناع، عمليا، يأخذ نفسه بالعزيمة، منضبط المواعيد، حاسما وحازما عندما تستدعي الحاجة.

    * * *

    ولد العم أبو محمد سليمان حمد في قرية المغار قضاء الرملة في 18 أيار/ مايو 1929، رزقه الله 12 من الأبناء (8 أولاد و4 بنات) كلهم جامعيون. أكمل الثانوية في روضة المعارف بالقدس سنة 1948، ثم تابع دراسته (في أثناء عمله) انتسابا في جامعة لندن في ليحصل على دبلوم (Intermediate) في الرياضيات، وحصل لاحقا على البكالوريوس في اللغة العربية والماجستير في العلوم العربية والإسلامية. عمل في التدريس في غزة والكويت، وفي الثمانينيات كان مؤسسي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكان أول أمين عام لها، ثم تفرغ للعمل بها بعد أن استقال من وزارة التربية، ثم عُيِّن مسؤولا عن قسم الدعوة والتعليم، ثم مراقبا للشؤون الإدارية.

    * * *

    البدايات الإخوانية:

    انتقلت عائلته في نكبة 1948 إلى مخيم البريج بقطاع غزة؛ وعمل في البداية مدرسا في مدرسة البريج الابتدائية للبنين، ثم ناظرا لمدرسة النصيرات الابتدائية. كانت بدايته مع جماعة الإخوان المسلمين سنة 1950 عن طريق رجل بدوي بسيط اسمه سليم المصدّر، توسم في سليمان حمد خيرا، فأهداه جريدة الدعوة. وترك الحزب الشيوعي "عصبة العمل الوطني" الذي انتمى إليه لفترة وجيزة، ليس حبا في الشيوعية ولكن نقمة على الأنظمة والأوضاع السائدة. ومنذ ذلك الوقت أعطى قلبه وروحه للإسلام.

    وكشعلة من النشاط، قام حمد باستكمال بناء وتجهيز مدرسة النصيرات، وكذلك المسجد المجاور، وكان له الدور الرئيس في تأسيس شعبة الإخوان في النصيرات. وتتلمذ على يديه العديد من الطلاب الذين برزوا فيما بعد أمثال الأساتذة عبد الفتاح دخان، وحماد الحسنات، وشوقي الخراز، وطَلَب الشيخ قاسم، وعبد القادر أبو سمرة، وكلهم نظَّمهم في الإخوان. ونسَّق مع الضابط المصري "الإخواني" عبد المنعم عبد الرؤوف التدريب العسكري لنخبة مختارة من الإخوان، حيث كان يتم إرسال عشرة من الإخوان من كل شعبة للتدريب سرا بعد منتصف الليل، ومن بين من أرسلهم لهذه المهمة محمد جودت صبح.

    انتقل حمد للتدريس في الكويت سنة 1953، بعد صدامات مع الشيوعيين الذين كانوا متنفذين في إدارة التعليم (خليل عويضة ورفاقه). وبعد وصوله بشهرين جاء زميله موسى نصار، ثم لحقهم يوسف عميرة؛ حيث مثلوا بداية الإخوان الفلسطينيين في الكويت.

    وهناك تواصلوا مع الإخوان الكويتيين عن طريق الأستاذ عبد الله المطوع (أبو بدر) الذي رحَّب بهم، وعرفهم على جمعية الإرشاد، التي كانت تمثل العمل الإخواني (لمختلف الجنسيات) في الكويت، حيث شاركوا فيها، وأنشأوا قسما لفلسطين في كانون الثاني/ يناير 1954، وأصدروا مجلة حائطية. غير أن الجمعية حُلِّت بضغط من نظام عبد الناصر في 1956. وقد تسبب ذلك بحالة إرباك مؤقت للوضع الإخواني الذي فقد مظلته.

    * * *

    مع حركة فتح:

    كان يوسف عميرة من مجاهدي الإخوان في حرب 1948 في منطقة يافا، ثم من قادة العمل العسكري الإخواني في القطاع تحت إمرة كامل الشريف، وكان على معرفة وتنسيق مع أبي جهاد خليل الوزير في عمله العسكري في منطقة غزة.

    وفي 1957، جاء ياسر عرفات وخليل الوزير للعمل في الكويت، وانضم إليهما يوسف عميرة في فكرة إنشاء حركة مقاومة فلسطينية تأخذ شكلا وطنيا؛ وتتجنب الشكل والشعارات الإسلامية حتى لا تستفز الأنظمة المعادية للإسلاميين، وخصوصا النظام المصري. غير أن البيئة التي أخذت هذه الحركة تجند عناصرها من وسطها في مرحلتها الأولى كانت بيئة الإخوان المسلمين.

    وبترتيب من يوسف عميرة، زار ومعه ياسر عرفات وخليل الوزير سليمان حمد في بيته في الجهراء، حيث انضم إليهم في الحركة التي لم يكن قد تقرَّر اسمها بعد.

    وكان سليمان حمد يشارك في الاجتماعات القيادية، حيث كان دوره يتركز في الجانب الإعلامي. وكان له دور أساس في إعداد مجلة فلسطيننا، التي أخذت تصدر في لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 1959. وكان لسليمان حمد مقال شهري ثابت تحت سلسلة "فلسطين بين جهاد الأحرار ومؤامرات الخونة والاستعمار"؛ واختار لنفسه اسما مستعارا هو "جهاد مؤمن". وكان مسؤولا عن وضع عدد من الشعارات مثل "ثورة حتى النصر" و"كل البنادق باتجاه العدو".

    ودونما دخول في التفاصيل، فإن حمد ترك فتح سنة 1963 بعد أن أخذت قيادة الإخوان الفلسطينيين في غزة موقفا متحفظا تجاه فتح، وبعد أن لم تنجح محاولات سليمان حمد في الوصول إلى توافق بين الطرفين حتى أَمَرَ كل طرف أعضاءه بالتمايز عن الطرف الآخر سنة 1962، وبعد أن أصيب سليمان حمد بالإحباط نتيجة تساهل عرفات في إدخال عناصر "غير ملتزمة" محسوبة على تيارات قومية ويسارية وبعثية.

    مع الإخوان الفلسطينيين:

    عاد سليمان حمد لينشط من جديد في الوسط الإخواني، خصوصا منذ 1966، وانتخب عضوا في قيادة التنظيم الفلسطيني في دورة 1969، ودورة 1973. وفي سنة 1975 تولى حمد قيادة الإخوان الفلسطينيين في الكويت، واستمر في ذلك حتى نهاية سنة 1989، مع الإشارة إلى أنه في 1975 انتخب خيري الآغا مراقبا عاما للإخوان الفلسطينيين، وانتُخب سليمان حمد نائبا له.

    كان ثمة تناغم كبير بين سليمان حمد وبين خيري الآغا، الذي كان أيضا مسؤولا عن الإخوان الفلسطينيين في السعودية. وكان يجمع بين شخصيتيهما الرغبة القوية في استئناف العمل الجهادي، والإيمان القوي بضرورة تفعيل الشباب وتحميلهم المسؤولية. وقد توافق ذلك تماما مع شخصية الشيخ أحمد ياسين الذي تولى قيادة الإخوان الفلسطينيين في قطاع غزة بعد الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967.

    إذا ما رجعنا إلى تجربة سليمان حمد الإخوانية، فلعلنا نختار ثلاثة نقاط تستحق الوقوف عندها:

    النقطة الأولى: الاهتمام بالشباب وتفعيل دورهم، من خلال عمل حثيث وإعداد قوي، دونما اعتساف أو حرق للمراحل. وكان لحمد دور أساس في اتخاذ قرار "ثوري" بتخصيص 75 في المئة من ميزانية التنظيم في الكويت للعمل الطلابي؛ ووراء فصل عمل "الكبار" عن الطلاب، ليتاح للطلاب قيادة عملهم بأنفسهم، بإشراف أحد الإخوة المسؤولين ممن يتفهمون عقلية الطلاب ويستوعبونهم.

    كانت بداية العمل الطلابي في الكويت (1972/1973) بخمسة طلاب (كان أحدهم خالد مشعل "أبو الوليد")، وكان ذلك عندما كان عمر أبو جبارة مسؤولا عن العمل في الكويت، وكان سليمان حمد نائبه، (عمر أبو جبارة كان أيضا المراقب العام للإخوان الفلسطينيين حتى وفاته رحمه الله سنة 1975). وقد شهد العمل الطلابي انطلاقة كبيرة في المساجد والمدارس، حيث التجمعات الفلسطينية، خصوصا في حولي وخيطان والفروانية والسالمية، وفي جامعة الكويت. ليصبح التيار الإسلامي هو التيار الأقوى (قائمة الحق الإسلامية برئاسة خالد مشعل) في انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الكويت في السنة الدراسية 1977/1978، ولتضطر قيادة الاتحاد الفتحاوية لتعطيل الانتخابات سنتين متتاليتين تجنبا لفوز الإسلاميين.

    وقد أثمر هذا العمل الكثير من قيادات العمل الإسلامي لفلسطين في الخارج، والتي برزت لاحقا كقيادات في حركة حماس أمثال خالد مشعل، وماهر صلاح، ومحمد درويش (أبو عمر حسن)، وجمال عيسى أبو بكر، ومنير سعيد، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وأسامة حمدان... وغيرهم.

    إن إيمانه بإفساح المجال للشباب للصعود القيادي، بعد استكمال التأهيل، وإيمانه بالتداول القيادي، دفعه في اللقاء الذي جمع مجلس الشورى لانتخاب قيادة جديدة للتنظيم في الكويت في كانون الأول/ ديسمبر 1989، لأن يُقسم بالله على الحاضرين (بعد أن افتتح الجلسة) ألا يعيدوا انتخابه؛ مما أجبرهم واضطرهم لاختيار خلف له، وهكذا كان كبيرا في انطلاقته، كبيرا في عطائه، كبيرا في تنحيه. وطوال السنوات التالية كان يؤكد لإخوانه أنه "جندي من جنود هذه الدعوة".

    النقطة الثانية: العمل الجهادي والمقاوم؛ إذ إن الأداء الجهادي المميز للإخوان في حرب 1948 كان من أكثر ما جذبه إليهم؛ وشارك في تأسيس فتح عندما نشأت في بيئة إسلامية وطنية وعمل معها بضع سنين. وعندما قرر تنظيم الإخوان الفلسطينيين أن يحسم الأفراد علاقتهم إما بفتح أو الإخوان. احترم قرارهم؛ لكنه شخصيا لم يوافق عليه، وسمى ذلك "الفصام النكد". وكان يرى إمكانية بقاء صيغة ما من العمل مع فتح، ما دامت توفر مظلة للمقاومة الوطنية الشريفة في ذلك الوقت. وعندما قرر تنظيم الإخوان الفلسطينيين عدم الانضمام رسميا إلى معسكرات الشيوخ في الأردن 1968-1970 (بخلاف تنظيم الأردن وعدد من التنظيمات الإخوانية) وترَك الأمر للاجتهاد الفردي. كان صوته ضمن القلة التي كانت تدعم الانضمام للمعسكرات وتبنيها.

    ومع تهيؤ ظروف أفضل في منتصف السبعينيات، ومع قيادته للعمل الإخواني الفلسطيني في الكويت، كان له دور أساس في الدفع باتجاه استئناف العمل الجهادي وتهيئة البيئة المناسبة لذلك، وخصوصا في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. وتكللت هذه الجهود التي تعاضد لإنجاحها الجميع في الداخل والخارج، بانطلاقة حركة حماس؛ والتي شارك في قيادتها في الخارج حتى 1990، وكان رئيسا للجنة التي تشرف على التخطيط فيها في الفترة 1988-1990.

    النقطة الثالثة: تنظيم بلاد الشام: كان لسليمان حمد دور رئيسي (إلى جانب خيري الآغا) في دمج تنظيم الإخوان الفلسطينيين بتنظيم الإخوان الأردنيين سنة 1978 في ما يعرف باسم "تنظيم بلاد الشام". وكانت الفكرة قد نوقشت ونضجت في البداية لدى قيادة التنظيم الفلسطيني. وكان الطموح لتوسيع مشروع الدمج ليشمل لاحقا تنظيمي الإخوان السوريين واللبنانيين. وقد شكل ذلك قفزة نوعية للعمل لفلسطين في تلك المرحلة، إذ إن الإخوان في الضفة الغربية كانوا يتبعون إخوان الأردن، كما أن ما لا يقل عن نصف الأردنيين هم من أصول فلسطينية. وهذا التداخل كان يتسبب بنوع من التضارب في التخطيط والتوجيه وضبط أولويات العمل لفلسطين. وقد سهل هذا الدمج توحيد العمل في الضفة والقطاع، من خلال مكتب قيادي واحد في الداخل، يتبع العمل المركزي في عمَّان؛ حيث تشكلت لجنة فلسطين لمتابعة هذا الشأن. ثم تطور هذا العمل بإنشاء جهاز فلسطين سنة 1985، الذي تولى متابعة العمل الفلسطيني في الداخل والخارج، والذي كان يتبع رسميا قيادة تنظيم بلاد الشام؛ وهو الجهاز الذي رعى انطلاقة حماس 1987، ووفر لها الاحتياجات اللوجستية ماليا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا؛ وكان يرأسه خيري الأغا، بينما كان لسليمان حمد دور أساسي طوال مرحلة الثمانينيات في المشاركة في قيادته وإنجاحه.

    * * *

    رحم الله سليمان حمد، فقد كان سعيدا بأن يرى غرسه يكبر ويينع، وتلاميذه ومريديه يشاركون في قيادة حماس والعمل المقاوم... غير أنه أسرَّ لكاتب هذه السطور أكثر من مرة، بعد أن كبرت سنّه وضعفت صحته، أنه ما زال يتمنى لو كان مع إخوانه في مقدمة الصفوف، ليس في العمل السياسي، وإنما في المقاومة والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني.

    نسأل الله أن يبلغه الله منازل الشهداء مع النبيين والصديقين، وحسن أولئك رفيقا.

    * ملاحظة: المعلومات في هذا المقال مأخوذة من دراسة يُعدّها الكاتب، وكثير منها مستقى من مجموعة مقابلات شخصية مع الأستاذ سليمان حمد نفسه، ومن شخصيات عاصرته وعملت معه.
     


    المصدر: موقع عربي21، 29/1/2020