• Türkçe
  • English
مجموعة التفكير الاستراتيجي مجموعة التفكير الاستراتيجي
  • الرئيسية
  • تقدير موقف
  • تقارير
  • كتب وإصدارات
  • أبحاث
  • دراسات
  • ندوات
  • ورش عمل
  • دورات تدريبية
  • من نحن؟

Sidebar

القائمة الرئيسية

  • الرئيسية
  • تقدير موقف
  • تقارير
  • كتب وإصدارات
  • أبحاث
  • دراسات
  • ندوات
  • ورش عمل
  • دورات تدريبية
  • من نحن؟
  • الدكتور محسن محمد صالح يلقي كلمة حول ”إمكانات وقدرات الشعب الفلسطيني في الخارج“

  • برنامج إضاءات سياسية: حول حصاد المفاوضات ومسار التسوية

    تحدث الدكتور محسن صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في الحلقة السابعة من “إضاءات سياسية”، والتي عُرضت يوم السبت 9/7/2016، عن المسار التاريخي للمفاوضات منذ احتلال الضفة والقطاع عام 1967، مروراً بمؤتمر مدريد عام 1991، وصولاً إلى اتفاقية أوسلو عام 1993، حيث أكد صالح على أنه لا يوجد في التاريخ الفلسطيني الحديث إجماع حول المفاوضات، وأنَّ القوى الفلسطينية التي عارضت اتفاقية أوسلو ما تزال تعارضه. وأكد مدير عام مركز الزيتونة أن أساس المفاوضات بُنيَ بطريقة خاطئة، وأنّه لم يقدم حلولاً نهائية متعلقة بالقضية الفلسطينية، كما أنّنا نجد أنفسنا أمام نتائج عقيمة بعد مرور 23 سنة على اتفاقية أوسلو.

    ولفت الدكتور محسن النظر إلى أن المفاوضات مع الاحتلال أدت إلى مزيد من الانقسام الفلسطيني، وإلى أن اتفاقية أوسلو ضربت الثوابت المتعلقة بالأرض والشعب، وإلى استغلال الطرف الإسرائيلي لها لتنفيذ حقائق تخدمه على الأرض، وبالتالي تُضيِّع قضية فلسطين، وتُهمِّشها. وشدد صالح على أهمية التمسك بالثوابت الفلسطينية، وعلى الاتفاق على برنامج وطني فلسطيني.

    وفي ختام حديثه خلص صالح إلى أنَّ اتفاقية أوسلو حملت بذور فشلها في ذاتها، لأنها لا تعطي الحق للشعب الفلسطيني في استرداد أرضه واسترجاع حقوقه الكاملة، وأنَّ الجيل الذي سيحرر فلسطين هو الجيل الذي سينفض غبار “أوسلو”، والذي سيعود بموجة مقاومة جديدة تفرض الشروط الفلسطينية.

    يُشار إلى أن برنامج إضاءات سياسية هو برنامج يسعى لتنمية الوعي السياسي والثقافي، والتأصيل المنهجي للملفات والجوانب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو يتطرق للاستراتيجيات والثوابت الفلسطينية بطريقة علمية وواضحة، وخلال وقت قصير نسبياً، حيث يتمّ تناول موضوع محدّد في نحو ثلاثين دقيقة في كل حلقة. ويستضيف هذا البرنامج بشكل دائم الدكتور محسن صالح كل مساء يوم سبت، وهو برنامج يقدمه الإعلامي محمد إسماعيل، عبر قناة القدس الفضائية. 

    لمتابعة الحلقة اضغط هنا

    أما الحلقات التي تمّ بثها فهي حول:

     برنامج إضاءات سياسية
         
     رقم الحلقة  عنوان الحلقة  تاريخ الحلقة
         
    1  الواقع السياسي الفلسطيني   30/4/2016
         
    2  وظيفة السلطة الفلسطينية ودورها السياسي  7/5/2016
         
    3  المجلس الوطني الفلسطيني.. أهميته ووظيفته وتداعيات تعطيله  14/5/2016
         
    4  المصالحة وانعكاسات تحقيقها على المواطن الفلسطيني  21/5/2016
         
    5  آليات تفعيل تحقيق المصالحة الفلسطينية 28/5/2016
         
    6  تباين مواقف الفصائل الفلسطينية من المفاوضات والمقاومة 4/6/2016
         
    7 حصاد المفاوضات ومسار التسوية 9/7/2016
         

     

    مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
    آخر تحديث: 12/7/2016

  • مؤتمر: ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2016– تقدير استراتيجي 2017“

    عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 15/2/2017 مؤتمراً علمياً تحت عنوان: ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2016– تقدير استراتيجي 2017“، في فندق ”كراون بلازا“ في بيروت، وجرى خلاله تقييم التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بمختلف جوانبها خلال سنة 2016، إضافة إلى محاولة استشراف اتجاهاتها المتوقعة في سنة 2017.

    وقد شارك في المؤتمر، الذي توزعت أعماله على ثلاث جلسات، نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، ناقشوا خلالها الجوانب المتعلقة بالشأن الفلسطيني الداخلي، والجوانب العربية والإسلامية والدولية القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الشأن الإسرائيلي

    وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر يندرج ضمن إطار سلسلة مؤتمرات التقييم والتقدير الاستراتيجي للتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي يعقدها المركز على رأس كلّ سنة، وهو ينعقد للسنة التاسعة على التوالي.

    الافتتاح والجلسة الأولى

     

    في البداية ألقى د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة، كلمة الافتتاح، حيث رحّب بالحضور، وقال صالح إن مركز الزيتونة يدخل عامه الثالث عشر، وهو يفتخر أنه بفضل الله أصبح في طليعة مراكز الدراسات والتفكير المتخصصة بالشأن الفلسطيني، وأنه مصرٌ على الالتزام بمناهج البحث العلمي ومعايير الدراسات العليا في الجامعات وأنه مظلة لجميع الباحثين والمتخصصين وملتقى للمفكرين والسياسيين يجتمعون فيه على اختلاف خلفياتهم السياسية والثقافية في أجواء علمية حضارية تستفيد من زوايا نظرهم المختلفة في خدمة الأمة وقضاياها وخصوصاً القضية الفلسطينية.

    ثم قدم د. صالح الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تحدث في الافتتاح، مباشرة من الدوحة عبر ”الفيديو كونفرنس“، وقال صالح إن مشعل قاد هذه الحركة طوال 21 عاماً واجتاز بها تحديات جسام من انتفاضة الأقصى إلى الانتخابات الفلسطينية التي أدت لفوز حماس في المجلس التشريعي وإدارة حكومة السلطة، إلى ملفات المصالحة الوطنية، وملفات فك الحصار عن قطاع غزة، وإدارة ثلاث حروب في الدفاع عن القطاع، وقيادة حماس في خضم التغيرات والثورات في المنطقة العربية، إلى تقديمه لنموذج قيادي مميز يترك القيادة وهو في قمة حيويته وعطائه ليفسح المجال لإخوانه في تداول قيادي مؤسسي سلس. ولذلك يحق لنا وهو يغادر موقعه أن يقدم لنا خلاصة تقييمه وتجربته ونضاله. ثم استعرض صالح أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج المؤتمر.

    ثم قدم مشعل ورقة رئيسية في افتتاح المؤتمر (Keynote address)، عن التجربة الوطنية الفلسطينية ودور حماس فيها وآفاقها المحتملة. وتناول مشعل ثلاثة محاور:

    • نظرات وملاحظات حول التجربة الوطنية الفلسطينية.

    • نظرات حول دور حماس في إطار هذه التجربة.

    • الآفاق المستقبلية للقضية الفلسطينية ودور حركة حماس فيها.

    • نظرة عامة عن مستقبل العمل الوطني الفلسطيني خلال المرحلة القادمة.

    وحول التجربة الفلسطينية، أكد مشعل أن الشعب الفلسطيني هو الأساس، وذلك قبل أن نتحدث عن الفصائل والقوى الفلسطينية، فالشعب هو الأساس، وإن الشعب الفلسطيني قدّم أفضل ما عنده من بطولة واحتضن المقاومة وتمسك بها. فالشعب هو أساس في الحديث عن التجربة وما صنعته القيادات والفصائل والقوى ما هو إلا جزء من التعبير عن أداء هذا الشعب. وقال إنه مما يحسب للتجربة الفلسطينية في هذه المرحلة أولاً القدرة على البقاء والصمود والاستمرارية، والقدرة على العمل والنضال والمقاومة.

    وتحدث مشعل عن دور حماس في التجربة الفلسطينية؛ فأشار إلى أنه بالرغم من انطلاقتها سنة 1987، فقد سبقتها تحضيرات لمدة عشر سنوات؛ وإنه يحسب لحماس منذ انطلاقتها أنها أسهمت إسهاماً أساسياً مع باقي الفصائل في إعادة مشروع المقاومة الفلسطينية إلى واجهة الصراع بزخم كبير، وطوّرت تصنيع سلاح المقاومة، وقامت ببناء جيش محترف وهو كتائب القسام الذي أذل الاحتلال على حدود غزة وعزز ثقة شعبنا في مواجهة الاحتلال. ويُحسب للمقاومة في أنها نجحت في أسر جنود العدو وإبرام صفقات تبادل الأسرى.

    وحول آفاق المستقبل قال مشعل أن هناك أولويات أساسية وهي:

    1. ترتيب البيت الفلسطيني وأوراقنا الداخلية، وتجديد المؤسسات في الداخل والخارج، وتفعيل دور الخارج الفلسطيني على كل الصعد.

    2. إعادة تعريف المشروع الوطني وإعادة الاعتبار له بالتوافق بين جميع القوى، إلى التركيز على جوهر المشروع.

    3. التوافق الوطني الفلسطيني على استراتيجية وتزاوج بين السياسة والمقاومة.

    إدارة القرار والتحرك السياسي والدبلوماسي والجماهيري في إدارة وطنية مشتركة متوافقة مع الأهداف والتكتيكات، ومتوافقة مع الفعل المقاوم على الأرض وختم مشعل قائلاً إن حماس هي جزء من الساحة الفلسطينية ومكونات القضية، وبالتالي فإن الأولويات الأربعة هي ما تعمله حماس مع بند إضافي هو أن تحافظ على برنامج تعزيز القوة لديها وأن تسخرها لصالح هذه الأوليات الأربعة.

    الجلسة الثانية

    تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها أ. جابر سليمان، المحور الفلسطيني الداخلي، والكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، والعالم العربي والقضية الفلسطينية، وتحدث فيها كلّ من أ. هاني المصري، رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، ود. عباس إسماعيل، أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية، والمتخصص بالشأن الإسرائيلي، ود. أحمد سعيد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، والمتخصص في العلاقات الدولية والصراع العربي.

    وفي ورقته حول المحور الفلسطيني الداخلي تحدث المصري عن بعض المعطيات والمتغيرات التي ستؤثر على المسارات الفلسطينية، منها: وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والأزمات الداخلية في الدول العربية، والواقع الذاتي الفلسطيني. وذكر المصري أن الوضع الفلسطيني الداخلي يعيش أزمة وهو في مأزق ومهترئ، ولم يتمكن من مواجهة التحديات والمخاطر، وعجز عن تحويلها إلى فرص لإنهاء الانقسام، مشدداً على أن إمكانية استعادة الوحدة الوطنية ليس سهلاً.

    كما شدد المصري على ضرورة إعادة تعريف الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الفراغ الفلسطيني الداخلي أدى إلى ظاهرة الانتفاضة الفردية، وهي تظهر بموجات. وقال إنه يمكن للسلطة أن تختار أن يبقى الوضع على ما هو عليه، أو أن تختار التصعيد بشكل محدود، أو أن تختار الخضوع والعودة إلى المفاوضات. ويمكن أن تنهار السلطة في مرحلة ما جرّاء الإجراءات الإسرائيلية. وشدد المصري على ضرورة الاستعداد الخيار الأخير. كما أكد على أهمية الخيار الوطني والاستعداد للمواجهة الشاملة، وطالب المصري باعتماد شراكة حقيقية.

    وفي ورقته حول الكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة أشار د. إسماعيل إلى أن انتخاب ترامب هو الحدث الأهم إسرائيلياً في الشأن الفلسطيني، وذكر أن التطورات التي تركت تأثيرها في المقاربة الإسرائيلية للوضع الفلسطيني هي تراجع الانتفاضة، واستمرار الجمود السياسي للسلطة الفلسطينية، وانتخاب السنوار في قطاع غزة، وتوظيف العلاقة مع قطر وتركيا لفتح قنوات مع حماس والوضع في غزة.

    كما أشار د. إسماعيل إلى أن الطرف الإسرائيلي سيحاول استغلال غياب الأفق السياسي وإلى الأزمة الاقتصادية وأزمة القيادة في أراضي السلطة الفلسطينية. الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة.

    وتطرّق في الختام إلى المسارات والخيارات في المرحلة المقبلة، ومنها غياب أي أفق لتسوية سياسية، بالإضافة إلى وجود رهان أكبر في إسرائيل على فرصة التعاون مع الدول العربية.

    وتحدث د. نوفل في ورقة حول العالم العربي والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة، وأشار إلى أن التدخل العربي أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها. وذكر أن القضية الفلسطينية تعرضت لظروف وتطورات حساسة بعد الثورات العربية، وانعكس عدم الاستقرار في العالم العربي بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، حيث جعلت الأنظمة العربية الربيع العربي ذريعة لتخاذلها.

    وأشار نوفل إلى أن القضية الفلسطينية تراجعت في قاموس الأنظمة العربية، وعبّر نوفل عن خشيته من ضغط أمريكي على هذه الأنظمة من أجل التخلي عن القضية بشكل كامل.

    واستنكر نوفل قيام أكبر دولة عربية بفرض حصار على قطاع غزة، وشدد على أن الجماهير العربية تعي ماهية الصراع، وتقف في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولكنه أشار إلى أن الخطر يكمن في التطبيع الرسمي العربي مع ”إسرائيل“. وحذر من محاولات مشبوهة لجعل سنة 2017 سنة إنهاء للقضية الفلسطينية.

    الجلسة الثالثة

    تناولت الجلسة الثالثة، التي أدارها أ. بشار شبارو، رئيس اتحاد الناشرين العرب، وتحدث فيها كل من د. طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع التربوي وعلم النفس الاجتماعي في الجامعة اللبنانية، ود. سعيد الحاج، باحث مختص بالشأن التركي وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ود. مجدي حماد، رئيس الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت.

    وقال عتريسي في ورقته حول إيران والقضية الفلسطينية أن عام 2016 اتسم بـ 3 سمات:

    1. استمرار الصراع على مستوى المنطقة والتدخل الخارجي.

    2. بروز وجه سلبي للقضية الفلسطينية تمثّل بتراجع القضية الفلسطينية، وتزايد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

    3. بروز وجه إيجابي لفلسطين، وتمثل بانتفاضة القدس، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان. أما فيما يتعلق بإيران فإن إيران انشغلت بما  يجري حولها من حروب وصراعات.

    وذكر عتريسي أنه كلما تقدمت المقاومة فإن هذا يدفع إيران وغيرها من الدول إلى مزيد من تأييد المقاومة، كما أن إيران لديها ثابت في تأييد حق الشعب الفلسطيني وتلتزم بالوقوف إلى جانب المقاومة في مواجهة الكيان الإسرائيلي، وبهذا تتميز إيران عن باقي الدول.

    وعن علاقة إيران مع فصائل المقاومة الفلسطينية، أشار إلى أن علاقة إيران مع حماس تعرضت إلى البرودة في السنوات الأخيرة، وقد حاولت إيران من جهة وحماس من جهة أخرى إعادة ترميم هذه العلاقة.

    ورأى عتريسي أن الأنظار ستبقى موجهة للصراعات الدائرة في العراق وسورية واليمن، وربما تتراجع القضية الفلسطينية أمام هذه الصراعات. ولفت إلى احتمال شن حرب على قطاع غزة لضرب قدرات المقاومة.

    ومن جهته تحدث د. سعيد الحاج عن العلاقة بين تركيا والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة، وتحدث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل خلال 2016 والأحداث التي أدت إلى ذلك. واعتبر أن الموقف التركي العام بالنسبة للقضية الفلسطينية قد شهد بعض التراجع، وحدد د. الحاج متغيرين مهمين هما:

    1. انتخاب ترامب، فتركيا تفاءلت بانتخاب ترامب بعدما وصلت العلاقات في عهد أوباما إلى الحضيض، ورأت تركيا أن ”إسرائيل“ قد تكون أحد  المفاتيح في توثيق العلاقة مع الولايات المتحدة.

    2. النظام الرئاسي في تركيا، والذي قد يكون له إيجابيات على القضية الفلسطينية.

    أما عن أبرز التحديات خلال عام 2017، فرأى أنها تتلخص بالآتي:

    1. حالة التطبيع الشعبي، وهو خطر انتقال التطبيع من المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي.

    2. تحدي غاز البحر المتوسط، فتركيا بحاجة للطاقة وتريد تنويع مصادر استيراد الغاز، ومن ذلك الاستيراد من ”إسرائيل“

    3. الأوضاع الدولية، وانعكاسات سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة على المنطقة.

    وتناول د. مجدي حمّاد التأثير الدولي وخصوصاً الأمريكي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة، ورأى أن أهمية التأثير الدولي على القضية الفلسطينية تتضاعف، كما كان حال عليه في جنوب إفريقيا قبل إسقاط النظام العنصري، بالنظر إلى الفرضية الأساسية التي يتبناها الباحث بهذا الخصوص؛ والتي تتمثل في أن خبرات الصراع، وتوازنات القوى المحلية والإقليمية والعالمية تشير إلى أن الحل العادل سوف ينبع من الخارج.

    وأشار د. حمّاد إلى أنه بات من الملحّ إجراء مراجعة لمكانة فلسطين الدولية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، لا سيما في ظلّ التطورات بالغة السوء التي حدثت خلال الفترة القصيرة الماضية كثمرة خبيثة لما تشهده الدول العربية من حروب وتفكك وانقسام. فقد شهدت سنة 2016 عدد من المؤشرات الدولية تجاه ”إسرائيل“، حملت من المعاني ما قد يدعو إلى الالتباس، لتراوحها بين إشارات سلبية وأخرى إيجابية؛ وفيما يأتي القائمة بوجهيها.

    الاختراقات التي أحدثتها إسرائيل على المستوى الدولي:

    1. رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة

    2. تطوير العلاقات الإسرائيلية الروسية استراتيجياً

    3. إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا

    4. اختراق إسرائيل لإفريقيا وإقامة علاقات مع بعض الدول الإفريقية

    5. اختراق نتنياهو لكازاخستان وأذربيجان

    أما بالنسبة للسلبيات لإسرائيل على المستوى الدولي فتتلخص في:

    1. نشاط حملة المقاطعة الدولية BDS

    2. قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان

    3. إنشاء مجلس حقوق إنسان يتضمن قائمة سوداء للشركات العاملة في المستعمرات

    4. قرار اليونيسكو بأن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين

    وعن احتمالات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال د. حمّاد أن الرئيس ترامب يريد أن يكون مختلفاً عن غيره من الرؤساء، ومن ثم قد يندفع في طريق نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكن المحدد الرئيسي لتوجهاته سيكون مؤسسات الدولة الأمريكية من ناحية، والدول العربية التي يعدُّها ترامب بشكل أو آخر حليفة أو صديقة لبلاده من ناحية أخرى.

    أما بالنسبة إلى النتائج المترتبة على نقل السفارة، فهي أولاً، ضرب الشرعية الدولية والقانون الدولي المتعلق بالقدس، وثانياً، ضرب إمكانية تحقيق السلام عبر التسوية السياسية، وثالثاً، إخراج الولايات المتحدة من موقع الوسيط، ووضعها في موقع الدولة الخارجة والمعادية للعرب والمسلمين.

    الختام

     

    وفي ختام المؤتمر، شكر د. محسن صالح الحضور، منوهاً بما تمّت مناقشته من تقييمات وتوقعات لمسار القضية الفلسطينية، آملاً أن تسهم في خدمة القضية والأطراف العاملة لأجلها.

    Conf_PIEA2017_Session1_1
    Conf_PIEA2017_Session1_2
    Conf_PIEA2017_Session1_3
    Conf_PIEA2017_Session1_4
    Conf_PIEA2017_Session1_5

    Conf_PIEA2017_Session2_1
    Conf_PIEA2017_Session2_2
    Conf_PIEA2017_Session2_3
    Conf_PIEA2017_Session2_4
    Conf_PIEA2017_Session2_5

    Conf_PIEA2017_Session3_1
    Conf_PIEA2017_Session3_2
    Conf_PIEA2017_Session3_3
    Conf_PIEA2017_Session3_4
    Conf_PIEA2017_Session3_5

    Conf_PIEA2017_Session4_1

    مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 16/2/2017

  • مركز الزيتونة يعقد ندوةً بمناسبة إطلاق كتابه ”الجماعة الإسلامية في لبنان: 1975-2000“

    عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الخميس في 9/2/2017، ندوة لمناقشة الكتاب الذي أصدره المركز بعنوان ”الجماعة الإسلامية في لبنان: 1975-2000“، في فندق رمادا بلازا في بيروت.

    وقد شارك في الندوة كل من الأمين العام للجماعة الإسلامية الأستاذ عزام الأيوبي، والمؤرخ الدكتور حسان حلاق، والأستاذ الدكتور رامز طنبور، عميد كلية الإعلام في جامعة الجنان، والأستاذ إبراهيم المصري الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية. وحضر الندوة ثلةٌ من قيادات الجماعة ورموزها وحشد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.

    في بداية الندوة، ألقى الدكتور محسن محمد صالح، المدير العام لمركز الزيتونة، كلمة الافتتاح، حيث رحّب بالحضور، واستعرض محتوى الكتاب، وقال إن الدراسة استغرق إعدادها ستّ سنوات، واعتمدت على الوثائق والكتب والدراسات المنشورة، وكذلك على التاريخ الشفوي من خلال المقابلات التي أجريت مع شخصيات كانوا جزءاً من الأحداث، وقد تمّ اعتماد الدقة، والمهنية، والموضوعية، والتحقيق العلمي.

    وتحدث الأمين العام للجماعة الإسلامية الأستاذ عزام الأيوبي، فشكر مركز الزيتونة والباحثين الذين أسهموا في إعداد هذا الكتاب، وقال إن الجماعة ليست ملكاً للجماعة فقط بل هي ملكٌ للأمة كلها، لذلك فإن تاريخ الجماعة لا يجب أن يبقى حبيس الأدراج، بل ينبغي أن يكون بإمكان كل فرد أن يطّلع عليه ليأخذ العبر والدروس والمنهج، ليكون منارة ومساراً لكافة البشرية، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب العلمي.

    ثم كانت مداخلة للباحثة الأستاذة رنا سعادة، التي شاركت في إعداد الكتاب، متحدثةً عن محورين تناولهما الكتاب؛ الأول: التطور التنظيمي والانتشار الدعوي، والثاني: الأداء السياسي، مشيرةً إلى أن المرحلة التي غطّاها الكتاب، أي 2000-1975، شهدت فيها الجماعة الإسلامية تطوراً تنظيمياً وانتشاراً دعوياً لافتاً في جميع أنحاء لبنان؛ أما بالنسبة للهيكليّة، إذ فلم يكن توصيف الهيكلية التنظيمية ثابتاً حينها وكذلك هيكلية المكاتب الإدارية، فقد اتسمت بالتفاوت تبعاً لواقع المنطقة التي تديرها واحتياجاتها. وأضافت سعادة أنه وبالرغم من ذلك، فقد تميزت الفترة بتقنين العمل التنظيمي من خلال مجموعة من اللوائح الداخلية، كما تميّزت بتشكيل ثلاثة مكاتب مركزية إضافية، وهي: المكتب السياسي، ومكتب المغتربين، وهو لرعاية شؤون المغتربين، ومكتب فلسطين الذي كان نواةً فيما بعد لإنشاء تنظيم مستقل للإخوان الفلسطينيين في الساحة اللبنانية.

    وتحدثت سعادة عن السمات التنظيمية اللافتة لتلك الفترة، وذكرت منها تداول القيادات لمراكز القرار، ومثال ذلك منصب الأمين العام الذي مرّ عليه في تلك الحقبة الدكتور فتحي يكن والشيخ فيصل مولوي رحمهما الله. هذا، وقد كان لافتاً توسّع انتشار الجماعة في عدد من المناطق اللبنانية، كعكار، وإقليم الخروب، والبقاع، وكذلك في أكثر المخيمات الفلسطينية.

    أما بالنسبة للأداء السياسي، فلقد عاشت الجماعة الإسلامية في تلك الفترة العديد من التقلّبات السياسية والعسكريّة كغيرها من الفرقاء اللبنانيين؛ مثل الحرب اللبنانية، والاجتياح الإسرائيلي، والوجود السوري. كما خاضت في التسعينيات الانتخابات النيابية والبلدية.

    ثم تحدثت الباحثة الأستاذة فاطمة عيتاني، والتي شاركت أيضاً في إعداد الكتاب، عن محوريّ العمل المقاوم والعمل المؤسساتي اللذين مارستهما الجماعة، واستطاعت الجماعة أن تترك علامةً فارقة خصوصاً في البيئة الإسلامية، خلال المرحلة التي تناولها الكتاب، حيث كانت سبّاقةً إلى العمل الجهادي المقاوم.

    ثم تناولت العمل المؤسساتي والتخصصي في الجماعة الإسلامية، وأشارت إلى أن تلك الفترة، أي 1975-2000، شهدت تطوّر العمل المؤسسي للجماعة؛ حيث أطلقت الجماعة عدداً من المؤسسات والجمعيات التي قدمت للمواطن اللبناني بشكل عام الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية.

    ثم كانت مداخلة للدكتور حسان حلاق، فقال إنه شرفٌ له أن يتحدث عن هذا الكتاب، ومن الأهميّة القول إن تكوين فكرة عن إسهامات وأعمال وفكر  الجماعة الإسلامية في لبنان، لا يمكن أن يتكامل إلا من خلال الاطلاع على الجزء الأول والثاني من الكتاب. وأن الباحثين والباحثات قد استطاعوا التوثيق للجماعة الإسلامية في مرحلة هي من أخطر المراحل التاريخية والمفصلية التي مرّ بها لبنان، لا سيما بعد تقاطع الصراعات والمصالح اللبنانية والعربية والإقليمية والدولية في تلك الفترة (1975-2000)؛ فلم تكن الجماعة الإسلامية في هذه الفترة شاهدةً على العصر فحسب، بل كان لها دور فاعل، وشاركت في وضع الحلول السياسية للقضية اللبنانية بداية مع الصراع الداخلي بين اللبنانيين في 13 نيسان/ أبريل سنة 1975، مروراً بالاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، واتفاق 17 أيار/ مايو 1982 بين لبنان والكيان الإسرائيلي، ومن ثَمّ اتفاق الطائف 1989.

    وأضاف الدكتور حلاّق أن الكتاب كشف له بعض الأسرار عن مسيرة الجماعة، ولا سيّما المجال العسكري والتسلّح والعلاقة مع القوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، وكذلك دورها في تحرير صيدا. واختتم كلمته بأن الكتاب هو كتاب وثائقيّ، يسلّط الضوء على حقبةٍ مهمةٍ من تاريخ الجماعة ولبنان وفلسطين والمنطقة العربية، وفيه إثراء للمكتبة العربية، وهو جدير بالقراءة.

    ثم تحدث الأستاذ الدكتور رامز طنبور وتوجّه بالشكر لمركز الزيتونة والباحثين الذين شاركوا في إعداد الكتاب، وقال إن الكتاب يمتاز بطابعه  الموضوعي والمنهجي، حيث لم يدخل في التحليلات، ورأى أن الوثائق والمعلومات أتت متطابقة إلى حدّ كبير، ربما بعض الوثائق والمراجع غابت، لكن ما ورد فيه من معلومات هي صحيحة ودقيقة إلى حدٍّ كبير. وأضاف أن الجماعة ظهرت في الكتاب بشموليتها الجغرافية وبنشاطها المتعدد الذي قلما نشهده عند باقي الحركات والجمعيات.

    وكانت مداخلة للأستاذ إبراهيم المصري، الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية، حيث حثَّ من خلالها على قراءة الجزأين الأول والثاني من الكتاب، وقال إن الكتاب ذو قيمة علمية تاريخية كبيرة، بالرغم من أنه لم يستطع تغطية عمل جميع الإخوان الذي عملوا في الجماعة. حيث ركز الكتاب على العمل السياسي والإعلامي والعسكري، وبقيت الساحة التربوية بعيدة عن الأضواء فسقطت أسماء كثيرة. كما قدّم المصري الشكر لمركز الزيتونة على المجهود المبذول في إعداد الكتاب.

    وختم الدكتور محسن صالح الندوة بالقول إن الجماعة الإسلامية انسجمت مع هويتها العربية والإسلامية وخاضت معادلةً صعبةً في بيئة معقدة أمنياً،  وطائفياً، وسياسياً، ونجحت في الخروج من حقل الألغام بأقل الخسائر. كما امتاز أداء الجماعة السياسي والمقاوم بالتناغم والانسجام مع إخوانهم الفلسطينيين، فالهمُّ الفلسطيني كان موجوداً دائماً في عمل وأجندة الجماعة. كما رأى أن الجماعة قدمت فكراً نيّراً متقدماً ومدرسةً في الأداء السياسي، تقدمت فيه على غيرها من الحركات الإسلامية.

    معلومات النشر:

    – العنوان: ”الجماعة الإسلامية في لبنان: 1975-2000“
    – إعداد: أمل عيتاني ورنا سعادة وفاطمة عيتاني
    – إشراف وتحرير: د. محسن محمد صالح
    – عدد الصفحات: 382 صفحة
    – تاريخ الصدور: الطبعة الأولى، 2017
    – السعر: 15$
    – ISBN: 978-9953-572-64-2
    – الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات


      Cover_AlJamaah_alIslamiyyah_Leb_1975-2000

    يقع الكتاب في 382 صفحة من القطع المتوسط، يبدأ بتقديم للأمين العام السابق للجماعة الأستاذ إبراهيم المصري. ويضُم الكتاب أربعة فصول بالإضافة إلى مقدمة وتمهيد؛ عالجت التطور التنظيمي والانتشار الدعوي، والأداء السياسي والجهادي، والعمل التخصصي للجماعة الإسلامية. بالإضافة إلى قائمة تعريفية بالشخصيات التي تمّ إجراء مقابلات معها، وملحقي صور ووثائق تغطي المرحلة التي أرّخها الكتاب.

    واعتمد هذا الكتاب بشكل كبير على التاريخ الشفوي، بالإضافة إلى الوثائق المتوفرة، والمعلومات المنشورة، حيث أجريت مقابلات مع أكثر من ستين شخصية من رموز الجماعة وقادتها وكوادرها الفاعلة، والذين عايشوا معظم الأحداث والمواقف التي تحتاج إلى توثيق.

    BookCover_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_1
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_2
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_3
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_4

    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_5
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_6
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_7
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_8
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_9

    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_10
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_11
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_12
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_13
    Seminar_New-Release_Book_AlJamaah_alIslamiyyah_Lebanon_1975-2000_14

    مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 11/2/2017

     

  • مقال: الأقصى والقدس.. طفح الكيل … د. محسن صالح

    بقلم: د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات. 

    عندما مرَّ الأمير (الملك لاحقاً) سعود بن عبد العزيز في 14 أغسطس/آب 1935 بقرية عنبتا في طريقه إلى القدس، ألقى الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود قصيدة على مسامعه جاء فيها:

    يا ذا الأمير أمام عينك شاعر ** ضُمَّت على الشكوى المريرة أضلعُهْ
    المـسجد الأقصى أجئـت تزوره ** أم جئت من قبل الضــــياع تودِّعُهْ؟
    وغداً -وما أدناه- لا يبــــقى ســــوى ** دمعٍ لنا يَهمِي، وســنٍّ نقـــرعُهْ

    صدقت توقعات الشاعر، فضاع الأقصى بعد ذلك بـ32 عاماً، بينما كان قد استشهد عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة خلال حرب فلسطين سنة 1948.

    ***

    منذ أن بدأ المشروع الصهيوني في فلسطين، ومنذ الاحتلال البريطاني لها قبل نحو مئة عام؛ والمسجد الأقصى مُهددّ بالضياع والتهويد، وأبناء القدس وفلسطين -ومن يدعمهم- يُفشلون الخطر تلو الخطر والمؤامرة تلو المؤامرة، بما يستطيعونه من إمكانات، مهما كانت بسيطة ولو بأظافرهم وأسنانهم.

    استمروا في المرابطة والمصابرة والصمود…، واستمر العرب والمسلمون في الإهمال والتقصير والخذلان… ومنذ خمسين عاماً لم تتوقف برامج التهويد في القدس لتغيير وجهها العربي الإسلامي وتشويه هويتها الحضارية…، وكان الأقصى في قلب المؤامرة وفي قلب المعركة.

    طفح الكيل… وبلغ السيل الزبى… ووصلت الصرخات إلى عنان السماء ولكن:
    ربّ وامعتصماه انطلقت ** ملء أفواه الصــبايا اليتَّمِ
    لامست أسماعهم لكنــها ** لم تلامس نَخوة المعتصمِ

    وأخيراً، يخرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليستخدم المصطلح نفسه، ويقول “طفح الكيل”!!فتستبشر، وتقول لعله يعني طفح الكيل بالاحتلال الإسرائيلي للقدس وفلسطين… باعتداءاته على الأقصى… وقتله النساء والأطفال والشيوخ… أو طفح الكيل بالحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، أو طفح الكيل بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ومصادرة الأراضي، وببرامج التهويد والجدار العنصري العازل… أو طفح الكيل بالغطرسة الصهيونية وإنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني… لكنك تُفاجأ به يكمل جملته بأن الكيل قد طفح بحماس وبالإخوان المسلمين!!

    وأياً يكن موقف الجبير من تيارات “الإسلام السياسي”، فإن حماس كانت لسنوات عديدة وما زالت قوة المقاومة الأولى في وجه المشروع الصهيوني في فلسطين، وخط دفاع أول -إلى جانب قوى المقاومة الأخرى- عن هوية القدس وفلسطين العربية والإسلامية والحضارية.

    ***

    الخط التاريخي المعتاد للسعودية هو الدفاع عن القدس والأقصى والوقوف إلى جانب معاناة الشعب الفلسطيني، وتصريح الجبير لا يعكس السياسة التقليدية السعودية.

    ولعل من المفيد التذكير بنص تاريخي للملك فيصل بن عبد العزيز (1964-1975) قال فيه وهو يتحدث بمرارة عن القدس والدعوة للجهاد لتحريرها: “ماذا ننتظر؟ الضمير العالمي!! أين هو الضمير العالمي؟! القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم… فماذا يخيفنا؟! هل نخشى الموت؟! وهل هناك ميتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟!”

    ويتابع الملك فيصل قائلاً: “أيها المسلمون: نريدها نهضة إسلامية، لا تدخلها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، وإنما دعوة إسلامية، دعوة للجهاد في سبيل الله. وأرجو الله إذا كتب لي الموت أن يكتب الموت لي شهيداً في سبيل الله”.

    ويضيف الملك فيصل: “حرَمُنا الشريف ومقدساتنا تُنتهك وتستباح… بالمخازي والمعاصي والانحلال… أَدعو الله مخلصاً -إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات- ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة!!”.

    هكذا كان الموقف السعودي؛ فما الذي تفعله حماس وقوى المقاومة المسلحة غير الذي تحدث عنه الملك فيصل؟! وهذا الكلام -الذي يعبِّر عن عزة الأمة وشرفها وكرامتها- لو قاله أحد هذه الأيام لاتّهمته أنظمة عربية (بل وخليجية) بالتطرف والإرهاب، أو على الأقل باللا واقعية واللا مسؤولية…

    ***

    احتل الصهاينة غربي القدس سنة 1948 وقاموا بتهويدها بالكامل. ثم احتلوا شرقي القدس (وباقي الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء) سنة 1967. ومنذ نحو خمسين عاماً يقومون بعمل حثيث مبرمج لتهويد القدس…؛ فاستجلبوا أكثر من مئتيْ ألف مستوطن إلى شرقي القدس، وأنشؤوا نحو ثلاثين حياً ومستعمرة يهودية في شرقي القدس ومحيطها.

    وعزلوا القدس بجدار عنصري صار أقرب إلى الحدود الدولية، وسحبوا الهويات المقدسية من أكثر من 15 ألف مقدسي لمنعهم من الإقامة في القدس، ويهددون نحو عشرين ألف منزل مقدسي بالهدم والتدمير بحجة البناء دون إذن الاحتلال، ويواصلون جهودهم للسيطرة على النظام التعليمي في المدارس المقدسية، مع إيجاد البيئات لنشر الفساد والمخدرات والتسرُّب المدرسي الواسع وسط الطلبة المقدسيين.

    وتهدد عشرات الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى مبانيه بالتضعضع والانهيار، بينما يحاول الصهاينة تغيير الهوية البصرية للقدس بإنشاء مجموعة من الكُنُس والمباني اليهودية، بالإضافة إلى مصادرتهم لمعظم أراضي شرقي القدس (87.5 %)، ومحاولة وضع اليد أو “شراء” ما يستطيعون من ممتلكات ومساكن المقدسيين، تحت مختلف الضغوط.

    بلغت ميزانية الاحتلال الإسرائيلي لبلدية القدس سبعة مليارات و370 مليون شيكل (حوالي ملياراً و930 مليون دولار أميركي). وهناك جمعيات إسرائيلية صهيونية متخصصة في تهويد القدس -كجمعية تاج الكهنة، وجمعية إلعاد، وجمعية أمناء جبل المعبد- تنفق سنوياً نحو 150 مليون دولار أميركي، وبرامج التقاسم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ماضية، ويشجعها برود العرب والمسلمين ولا يعطلها إلا صمود المقدسيين.

    ***

    في المقابل، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي (التي أصبحت منظمة التعاون الإسلامي) والتي نشأت أساساً إثر حريق المسجد الأقصى سنة 1969، ويشارك في عضويتها 56 بلداً مسلماً؛ تضع ميزانية هزيلة (نحو عشرة ملايين دولار) للجنة القدس المنبثقة عنها. وهي أقل من ميزانية شراء لاعب كرة قدم لأحد الأندية، وأقل بكثير مما يصرف على الاحتفالات والبهرجات ومظاهر البذخ التي يعرفها الجميع.

    ولو افترضنا أن هذه البلدان أرادت أن تنفق من إيراداتها البترولية ما يساوي قيمة الزكاة فقط (باحتساب أن الزكاة فقط هي ربع العشر أي 2.5 %) لدعم القدس وتحريرها؛ لبلغ الإنفاق السنوي أكثر من 15 مليار دولار (15 ألف مليون دولار!!)، في الوقت الذي تنفق فيه هذه الأنظمة عشرات مليارات الدولارات سنوياً لشراء أسلحة تتكدس كـ”ستوكات” في مخازنها، أو تستخدم في السيطرة على شعوبها، أو في الصراعات الداخلية فيما بينها.

    أما السلطة الفلسطينية في رام الله، فإن ميزانية وزارة شؤون القدس لديها (بكل ما تعنيه القدس من مسؤوليات وتحديات…) في سنة 2016 كانت حوالي 12 مليون دولار، من أصل نحو ثلاثة مليارات و765 مليوناً هي ميزانيتها الكلية، أي نحو ثلاثة بالألف من ميزانيتها (0.3%).

    وقد كان ذلك سبباً لاستقالة حاتم عبد القادر من وزارة شؤون القدس في صيف 2009 بعد نحو أربعين يوماً من تعيينه. في الوقت الذي تستهلك فيه رواتب العاملين في الأجهزة الأمنية للسلطة -حسب ميزانية 2016- نحو 867 مليون دولار، أي ما معدله 42% من الرواتب السنوية لموظفي السلطة.

    ***

    لم ينتظر أبناء القدس قيادات المنظمة والسلطة ولا القيادات العربية والإسلامية لمواجهة الاحتلال…، وإنما أصروا على تقديم أروع الأمثلة في الثبات والصمود…، وقبضوا على الجمر حفاظاً على القدس والمقدسات، وعلى هويتها العربية والإسلامية.

    كان يكفي لابن القدس القديمة أن يبيع مثلاً شقة صغيرة متداعية (أقل من مائة متر مربع) ليصبح مليونيراً، حيث سيجد عشرات المشترين اليهود…، ولكنه قرر الصمود والعض على جراحه وتحمّل كافة أشكال المعاناة والإفقار، وبرامج “التنغيص والتطفيش” الإسرائيلية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية…، حتى رغم عدم القدرة على صيانة منزله… وضعف أو انعدام المساعدات التي تعينه على الصمود.

    ما زال العرب في القدس القديمة المسوَّرة والمحيطة بالمسجد الأقصى يمثلون أكثر من 85% من سكانها، وما زالوا يمثلون أغلبية سكان شرقي القدس. ورغم أن الاحتلال حاول تخفيض نسبتهم طوال السنوات الماضية في القدس (شرقيها وغربيها) إلى أقل من 22%؛ فإنهم تمكنوا من رفع نسبتهم إلى أكثر من 36% بعد أن كانوا نحو 26% بُعيد احتلال شرقي القدس سنة 1967.

    وأبناء القدس كانوا في قلب الانتفاضة المباركة 1987-1993، وفي قلب انتفاضة الأقصى 2000-2005، وكانوا ولا يزالون في قمة العطاء في انتفاضة القدس الحالية التي تصعد وتخبو منذ نحو سنتين.

    ولا شك أن لإخوانهم من أبناء فلسطين المحتلة 1948 وأبناء الضفة الغربية وقطاع غزة -بالإضافة إلى الناشطين من فلسطينيين وعرب ومسلمين وداعمين دوليين- أدوارهم في دعم صمود القدس وأهلها، غير أن أهل القدس يبقون في القلب والمركز.

    ***

    نجح أبناء القدس وإخوانهم داخل فلسطين في تعطيل التهويد الزماني والمكاني للقدس، الذي كان قد دخل أطواراً عملية متقدمة في صيف 2015. وقدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل ذلك.

    غير أن البيئة العربية والإسلامية المهترئة والمنشغلة بأزماتها لم تقف إلى جانبهم، ولم تشكّل رافعة حقيقية في مواجهة مشاريع التهويد. فبدت انتفاضة القدس “يتيمة” في غياب الراعي والنصير؛ فعاد الصهاينة من جديد لمواصلة اعتداءاتهم وتصعيدها. ولذلك لم يكن غريباً أن تحدث عملية قتل الجنديين الإسرائيليين في المسجد الأقصى.

    بعض المتفذلكين أخذوا يتحدثون عن عدم مناسبة توقيت العملية ومكانها، ولم يتورعوا عن التشكيك في نوايا منفذيها. وللتوضيح، فإن عمليات المقاومة لن تجد وقتاً مثالياً يُرضي الجميع، وستجد دائماً من يعترض على توقيتها، خصوصاً أولئك الذين تتضرر مصالحهم أو ينفضح تقصيرهم.

    وعلى سبيل المثال، فعندما أطلقت حركة فتح عملياتها سنة 1965، اتهمتها الأنظمة العربية بالعمالة وبمحاولة جرّ الأنظمة إلى معركة غير مستعدين لها. وعندما تابعت حماس عملياتها -بعد إنشاء السلطة الفلسطينية 1994- اتهمتها قيادات في فتح ومنظمة التحرير والسلطة بمحاولة تعطيل المشروع الوطني وإنشاء الدولة الفلسطينية.

    ورجال المقاومة لا يملكون دائماً “تَرَف” اختيار المكان والتوقيت، فما دام الاحتلال قائماً فإن المقاومة ستظل واجبة ومشروعة. وقد تحسب الدول أو التنظيمات الكبيرة حساباتها بشكل أو بآخر؛ غير أن أحداً لا يستطيع أن يُلزم شباباً قاموا بمبادرات ذاتية، بحسابات معينة.

    وعلى أولئك الذين يَسْلقون الشباب المضحي بألسنةٍ حدادٍ، أن يسكتوا… ويكفي الشباب المجاهد أنهم بذلوا أرواحهم ودماءهم. فلا أقل من التَّرحم عليهم ومواساة أهاليهم. فهؤلاء الأبطال يمثلون ما تبقى من عزة الأمة وكرامتها، ويمثلون خط دفاعها الأول عن حرماتها ومقدساتها.

    ***

    سينجح بإذن الله صمود المقدسيين في إفشال الإجراءات الإسرائيلية وخصوصاً البوابات الإلكترونية، وسيقومون ما استطاعوا بتعطيل المحاولات الصهيونية لتهويد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

    ولكن، أما آن لأنظمتنا العربية والإسلامية أن تعلم أن الكيل قد طفح منها ومن تقصيرها وسوء إدارتها؟ أما آن للنخب والمثقفين والأحزاب والمتفلسفين أن يعلموا أن الكيل قد طفح منهم ومن فذلكاتهم وتنظيراتهم؟ وأن أهلنا في القدس قد استنفدوا كل ما يملكون من قدرات ووسائل…، وأن الخطر ضد الأقصى والقدس يتعاظم كل يوم…، وأنه آن الأوان للجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم.

    المصدر: الجزيرة نت، الدوحة، 27/7/2017

  • مقال: الولايات المتحدة: من حدود سايكس بيكو إلى جدران الدم (العراق نموذجاً)… د.محسن صالح

    بقلم: د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.

    استنتاجات خاطئة:

    الذين يرون أن الولايات المتحدة تنسحب تدريجياً من المنطقة (خصوصاً المشرق العربي) مخطئون. والذين يسوقون باراك أوباما وسياسته في المنطقة كـ”بطة عرجاء“ يجانبهم الصواب. والذين يصفون السياسة الأمريكية في المنطقة بالضعف والترهل، يبدو أنهم استعجلوا في استنتاجاتهم غير الصحيحة.

    ما تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة لا يعبِّر بالضرورة عن فشل أو عجز أو ارتباك؛ وإن قراءة متأنية للسياسة الأمريكية وعملية صناعة القرار فيها… تشير إلى أن المصالح العليا لم تختلف… وتوجيه مسار الأحداث الكلية بما يخدم السياسة الأمريكية لم يختلف… وأن محصلة تدخّل القوى الأخرى (بمن فيها الروس)… لا تبعد في النهاية عن الصبِّ في ”الطاحونة الأمريكية“!!

    كل ما فعله أوباما هو أنه غيَّر أسلوب التعامل الأمريكي مع المنطقة من أسلوب التدخل الغليظ الدموي المباشر والمكلِّف إلى تحقيق المصالح نفسها من خلال أدوات القوة الناعمة… وبتكاليف أقل… وربما بنتائج أفضل… وهو ما حاول تنفيذه من خلال ”الإدارة الذكية للنزاع أو للصراع“ أو بالإنجليزية Smart Management of Crisis.

    والملاحظة الثانية أن بعض الذين يتهمون أمريكا بالضعف والتردد يحاكمونها على أساس أنها القوة العظمى التي من واجبها أن تفرض الأمن والاستقرار ”في مناطق نفوذها” التقليدية. ولكن، مَنْ قال إن أمريكا في هذه المرحلة معنية بتحقيق الاستقرار، وفي المشرق العربي، وخصوصاً في البيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين المحتلة أو الكيان الصهيوني؟!… (العراق، وسورية، ومصر…). وإذا كانت أمريكا تريد تحقيق شكل من أشكال الاستقرار، فليس بالضرورة ما تريده هو استقرار يخدم تطلعات أهل المنطقة وشعوبها في الحرية والنهضة والتنمية؛ وإنما تريد استقراراً مبنياً على خدمة مصالحها، حتى لو كان قائماً على معادلات هشَّة طائفية وعرقية، أو أنظمة قمعية، أو أنظمة تابعة تدور في الفلك الأمريكي الغربي.

    هذا المقال يركز فقط على العراق نموذجاً (ويتبعه مقال ثانٍ حول السياسة الأمريكية في سورية)، ويحاول أن يحدد حقيقة المنظور الأمريكي وممارساته تجاهها… وهو يرى أن أمريكا جاءت بعد نحو مائة عام على سايكس بيكو لتختط حدوداً ليست على الخرائط، وإنما حدوداً ترتفع فيها جدران الكراهية والدم، في مأساة وملهاة يشارك أبناء المنطقة أنفسهم في صناعتها!!

    المصالح القومية الأمريكية:

    تركز الاستراتيجية الأمريكية الدولية على المحافظة على الهيمنة الأمريكية على العالم، والبقاء كقوة عظمى وحيدة لأطول فترة ممكنة (عسكرياً، واقتصادياً، وعلمياً وتكنولوجياً…)؛ وإعادة تشكيل النظام الدولي وفقاً للمصالح الأمريكية. وهي بشكل عام استراتيجية تتميز ببراجماتية ومرونة عالية، وقدرة كبيرة على التكيف.

    وضمن هذه الاستراتيجية، وبعيداً عن الاستغراق في تصنيفات ومدارس السياسة الخارجية الأمريكية (انعزالية، وليبرالية، ومحافظة… بدرجاتها وتداخلاتها المختلفة)، فإن ثمة خطان رئيسيان يتنازعان هذه السياسة. الأول يعطي وزناً أكبر للأمن والقوة، ويعّد نفسه ممثلاً لقيم الحرية، ويميل لفاعلية أكبر في التدخل المباشر في النزاعات الخارجية ولو باستخدام القوة العسكرية، لفرض النُظم والمنظومات التي يراها متناسبة مع قيمه ومصالحه، وبما يليق مع الولايات المتحدة كقوة أولى عالمياً. أما الاتجاه الثاني فيعطي وزناً أكبر ”للقوة الناعمة“ في التغيير، ويسعى لإصلاح النظام العالمي، ويركز على آليات التفاوض والاتفاقات، ويُسوِّق اهتمامه بالتنمية وحقوق الإنسان، ويعطي اعتباراً للقوى المحلية وثقافاتها، ولاحترام الخصوصية والتعددية. ولا يميل للتدخل العسكري إلا إذا تعرضت المصالح الأمريكية العليا للخطر.

    وعادة ما يتركز أتباع الاتجاه الأول في الحزب الجمهوري، وأتباع الاتجاه الثاني في الحزب الديموقراطي.

    وعلى هذا، فإن هناك تقلُّباً بين هذين الاتجاهين، خاصة عندما يحصل الفشل لدى أي منهما… ومثال ذلك حلول رونالد ريجان ”القوي“ مكان كارتر الذي يركز على القوة الناعمة… وحلول أوباما الذي يركز على القوة الناعمة مكان بوش الابن الذي لجأ للقوة في أفغانستان والعراق… غير أن هاتان الثنائيتان لا تخرجان عن الغاية النهائية في خدمة المصالح الأمريكية العليا.

    أما الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط فتتلخص في:

    1. الحفاظ على ”إسرائيل“ وأمنها كقوة إقليمية عظمى، وباعتبارها حجر الزاوية في السياسة الأمريكية في المنطقة.

    2. الهيمنة على مناطق البترول لتأمين احتياجات أمريكا وحلفائها، وكأداة ضغط في الاستراتيجية الدولية.

    3. تأمين خطوط الملاحة والتجارة الدولية في المنطقة، بما في ذلك مضائق وممرات هرمز والسويس وباب المندب.

    4. دعم النظم السياسية الموالية أو ذات العلاقة الجيدة معها.

    5. ضبط وتحديد أدوار ونفوذ نظم المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية، أو بما لا يتعارض معها على الأقل.

    6. الاستفراد بالهيمنة على المنطقة ومنع أي قوة كبرى من المنافسة، إلا ضمن هامش لا يضر بالمصالح الأمريكية الاستراتيجية (بما في ذلك روسيا).

    مبررات احتلال العراق:

    لم تخرج السياسة الخارجية الأمريكية في العراق طوال الخمس وعشرين سنة الماضية عن المراوحة بين خطي الإضعاف والتفتيت. فبعد التدخل العسكري المباشر بقيادة جورج بوش الأب لضرب القوات العراقية وتحرير الكويت 1991، تابع الرئيس كلينتون (كانون الأول/ يناير 1993 – كانون الأول/ يناير 2001) سياسة إضعاف وإنهاك العراق بقصد إسقاط نظام صدام حسين بالطرق ”الناعمة“ مستخدماً أساليب الحصار والعقوبات الدولية، كما تابع توفير الحماية الجوية، ومنع استخدام الطيران العراقي في مناطق التَّركُز الكردي في شمال العراق. ثم جاء جورج بوش الابن ليعود للخط الأول في استخدام التدخل العسكري المباشر لإسقاط النظام، وفرض بيئة تفتيت داخلي عليه، ثم لحقه أوباما ليتابع خط كلينتون في الإضعاف بالوسائل الناعمة مع تخفيف الأعباء العسكرية والمالية.

    خط الإضعاف الذي اتبعه كلينتون في العراق لم يكن إنسانياً ولا رحيماً ولا منطقياً في معاقبة الشعب العراقي وتدمير اقتصاده. وعلى سبيل المثال، ففي مقابلة لوكيل وزارة الخارجية العراقية رياض القيسي مع قناة الجزيرة في 1/6/2001، قال إن معدل نصيب الفرد العراقي من الأموال التي سمحت الأمم المتحدة بصرفها (طوال السنوات الخمس السابقة) كان 125 دولاراً للفرد سنوياً. مع العلم أن الأمم المتحدة، مثلاً، استوردت لمعالجة موضوع الألغام في شمال العراق 28 كلباً صرفت على إطعامهم 33 ألف دولار خلال 11 شهراً، أي أن معدل إطعام الكلب الواحد كان حوالي 1,286 دولار سنوياً أي أكثر من عشرة أضعاف المصروف الذي سمحت به للفرد العراقي. لقد عوقب الشعب العراقي وجرت محاولات لإهانة كرامته وإذلاله، تحت شعار معاقبة النظام الذي تمكن من تكييف نفسه ومن الاستمرار حتى وقوع الاحتلال.

    بعد تولي بوش الابن الرئاسة الأمريكية، حدثت نقلة نوعية في استراتيجية التعاطي الأمريكي مع المنطقة، فقام مدفوعاً بمدرسة ”الأمن والقوة“، ومحاطاً بتيار المحافظين الجدد المهيمن على السياسة الخارجية، ومستغلاً بطريقة فجة الأوضاع الناتجة عن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 ليطبق أجندات خاصة، ليس لها أي علاقة بالأحداث ذاتها. وكان احتلال العراق أكبر مثال على ذلك.

    الحجتان الرئيسيتان اللتان سعت الإدارة الأمريكية لتسويقهما لتبرير احتلال العراق كانتا:

    1. حيازة العراق لأسلحة دمار شامل، أو على الأقل قيامه ببرنامج لحيازة هذه الأسلحة بما يخالف التزاماته الدولية، وبما يشكل تهديداً على دول المنطقة.

    2. دعم النظام العراقي للإرهاب؛ وإيواء الإرهابيين.

    في 6/7/2016، أعلنت نتائج تقرير جون تشيلكوت الخاص بالمسؤولية عن مشاركة بريطانيا في غزو العراق، والذي يؤكد على كذب الأسباب المعلنة لاحتلال العراق، وأنها واهية أو منعدمة، ويتضح من التقرير أن المطلوب لم يكن مجرد استهداف صدام حسين ونظامه، وإنما العراق نفسه، دون أسباب حقيقية معلنة. ولكن لم تظهر مطالبة جادة بمحاسبة ومعاقبة من كذبوا وقاموا بالحرب ودمروا العراق. ولم يحدث التقرير الأثر والضغط الإعلامي الكافي لمحاسبة المسؤولين، حيث سيدفن كغيره من التقارير.

    لقد ثبت قطعاً كذب الادعاءات الأمريكية بشأن وجود أسلحة دمار شامل في العراق. أما حكاية دعم الإرهاب… فقد كان واضحاً أنها مجرد فقاعة إعلامية… فالنظام العراقي لم يكن فيه أحد من تنظيمات القاعدة أو ما شابهها… وكان أحد أنجح الأنظمة في قمع تيارات ”الإسلام السياسي“…. ولم يخرج منه شخص واحد ليشارك في هجمات 11 سبتمبر… أو في الاعتداء على المصالح الغربية…. إذاً، فالسؤال ببساطة إذا كان هذان السببان غير صحيحان وادعاءان كاذبان… فلماذا قامت أمريكا باحتلالها للعراق؟!

    تهاوي المبرر الاقتصادي:

    اتجهت معظم التحليلات التي رفضت المبررات الأمريكية للاحتلال إلى أن الجانب الاقتصادي المتمثل في السيطرة على ثروات العراق وخصوصاً النفط ونهب خيراته، هو السبب الحقيقي للاحتلال… وما تزال هذه المدرسة هي الأكثر رواجاً حتى أيامنا هذه. غير أن قراءة متأنية لتكاليف الحرب الأمريكية على العراق تكشف أن النفقات والخسائر المالية الأمريكية كانت أكبر بكثير من حصول الأمريكان على النفط العراقي ولو بأسعار تفضيلية أو شبه مجانية!! ومع ذلك فالإدارة الأمريكية لم تنهب نفط العراق، كما لم تهبط أسعار النفط في أثناء احتلال الأمريكان للعراق.

    من جهة أخرى، فقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية أن نفقاتها المباشرة على الحرب في الفترة 2003-2010 بلغت نحو 758 مليار دولار. أما الدراسة التي أعدها معهد واتسون للدراسات الدولية في جامعة براون (وهي جامعة أمريكية) فقد أظهرت أن تكاليف الحرب للفترة نفسها تزيد عن 1,100 مليار دولار، أي بما معدله ملياران و640 مليون دولار أسبوعياً. الخبير الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، أعد بالتعاون مع ليندا بيلميز من جامعة هارفارد، دراسة قالت إن تكاليف الحرب على العراق ستكلف الاقتصاد الأمريكي نحو ثلاثة تريليونات دولار (ثلاثة آلاف مليار) في المعدل المتوسط، وبأرقام متحفظة.

    وأشارت وحدة البحوث في الكونجرس الأمريكي إلى أن تكاليف الحرب على العراق ستصل إلى نحو تريليون و700 مليار دولار في سنة 2017، بما في ذلك جوانب الرعاية الصحية للجرحى والمصابين من الجنود الأمريكان وفوائد القروض… وغيرها.

    وقبل أقل من أسبوع من العدوان على العراق (آذار/ مارس 2003)، أعلن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أن الحرب في سنتها الأولى ستكلف ثمانين مليار دولار، وأن هناك حاجة لإنفاق نحو عشرين مليار دولار على مدى سنتين ليتعافى الوضع في العراق، غير أنه لم يتحدث عن تكاليف بقاء الجيش الأمريكي في العراق. فهل تعمد عدم التحدث عن تكاليف البقاء المحتملة للجيش حتى لا يؤثر سلباً على الرأي العام الأمريكي، أم أن سوء التقدير بلغ به أنه لم يكن يتوقع البقاء لأكثر من سنتين في العراق؟!

    ربما ساعد الحصول على النفط العراقي بأسعار تفضيلية، وعقود إعادة الإعمار في العراق، وحتى دفع دول المنطقة لشراء الأسلحة الأمريكية… في خدمة الاقتصاد الأمريكي… ولكنها كلها عوامل غير كافية لتبرير احتلال العراق، ودفع تلك الأثمان الهائلة… فيما يبدو استثماراً خاسراً.

    إذاً، لا مكاسب اقتصادية من الحرب على العراق… بل تكاليف هائلة أسهمت بشكل أو بآخر في الإضرار بالاقتصاد الأمريكي… وصرفت الناخب الأمريكي لاختيار المرشح الديموقراطي أوباما.

    الأبعاد الجيوستراتيجية والخلفيات الدينية والثقافية:

    ما هو أقرب للصحة أن الخلفية الدينية والثقافية للمحافظين الجدد الذين أحاطوا بالرئيس بوش الابن، والرغبة في الاستفادة من البيئة العالمية المعادية لـ”الإرهاب“ والتي نشأت وجرى تعزيزها بعد أحداث 11 سبتمبر، قد دفعت صانع القرار الأمريكي لتبني رؤى إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية، بما يسهل مزيداً من الهيمنة الأمريكية عليها، وبما يخدم الكيان الإسرائيلي. ومن المفكرين الكبار الذين دعوا إلى تفتيت العالم العربي المؤرخ اليهودي الصهيوني المشهور برنارد لويس؛ والذي كان له تأثير مهم على مدرسة المحافظين الجدد، وعلى الرئيس جورج بوش الابن نفسه، من أبرز من دعا إلى تفتيت العالم العربي، معترضاً على أخطاء سايكس بيكو التي لم تراع الأسس الطائفية والعرقية. وقد بنى الكاتب الأمريكي رالف بيترز Ralph Peters على دراسات لويس ودعا إلى تقسيم الشرق الأوسط في مقاله ”حدود الدم“، التي نشرها في مجلة الجيش الأمريكي Armed Forces Journal في حزيران/ يونيو 2006. الذي تحدث بشكل فجِّ عن تقسيم العراق والسعودية، فاقترح دولة للشيعة العرب في جنوب العراق تمتد لتضم منطقة الإحساء وجنوب غربي إيران المطلة على الخليج وخصوصاً مناطق الأهواز وعربستان. كما اقترح دولة للعرب السنة وسط العراق وأخرى للأكراد تمتد شمالي العراق وشمال غربي سورية وشرقي تركيا وشمال غربي إيران. ولذلك، كان ثمة رغبة في ضرب العراق وتفتيته داخلياً، بغض النظر عن أي مبررات حقيقية قانونية أو مسوغات تمس الأمن القومي الأمريكي.

    معالم السلوك الأمريكي المعاصر في المنطقة:

    دَشَّن الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 في عهد بوش الابن مرحلة جديدة في الانغماس الأمريكي المباشر في إعادة تشكيل أو تطويع النُّظم السياسية في المنطقة، ثم جاء أوباما ليتابع خط الإضعاف والتطويع بالوسائل الناعمة. غير أن السلوك الأمريكي ظلّ يسير ضمن عدد من المحددات والمعالم أبرزها:

    1. إضعاف أنظمة المنطقة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بحيث يسهل إخضاعها، ولا تشكل أي خطر على الكيان الإسرائيلي وعلى المصالح الأمريكية.

    2. لم يكن المطلوب بالضرورة رسم حدود سياسية جديدة، ولكن تأجيج الصراع الطائفي والعرقي بشكل يمزِّق النسيج الاجتماعي؛ داخل الدولة الواحدة، وبما يرفع جدران الحقد والكراهية بين الناس.

    3. إيجاد بيئات لتزايد الحساسيات والعداوات الإقليمية بين دول وشعوب المنطقة، على أسس طائفية ومذهبية وعرقية (سنة وشيعة، عرب وفرس وأتراك وأكراد…) بحيث تُستهلك في هكذا عداوات، بعيداً عن العدو المشترك ”إسرائيل“.

    4. قطع الطريق على أي مشروع نهضوي وحدوي في المنطقة، يمكن أن يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية أو للكيان الإسرائيلي.

    ولم يكن هذا السلوك الأمريكي ليجد لنفسه سوقاً، لولا أن الأنظمة الفاسدة والمستبدة والقمعية في المنطقة فشلت في مشاريعها النهضوية والوحدوية، كما فشلت في بناء الدولة القطرية الحديثة، وفي تقوية البنى الاجتماعية وتنمية الشعور بالمواطنة والولاء لدى شعوبها، بعيداً عن العصبيات الدينية والعرقية.

    السلوك الأمريكي كان معنياً بإيجاد البيئات المناسبة لتصاعد التوتر الطائفي والعرقي، دون أن يقوم بدور فظٍّ مباشر في هذا الإطار، لأن ذلك قد يفسد عليه خطته، وسيوجِّه أسهم الاتهام إليه. كان عليه فقط أن ”يكشف الغطاء عن الطنجرة”، ليجد ما يكفي من تيارات واتجاهات وقوى في الساحة العراقية مستعدة لصبِّ الزيت على النار الطائفية والعرقية.

    ومن أمثلة الإجراءات والسياسات التي اتبعها الأمريكان:

    1. القيام بحلِّ الجيش العراقي بطريقة كيفية؛ والسماح بإنشاء جيش جديد هيمنت على الكثير من مفاصله قوى طائفية.

    2. توفير الغطاء للأكراد في شمال العراق لتعزيز حكمهم الذاتي، وتكريس البنى التحتية للابتعاد عن الدولة المركزية والانفصال.

    3. السكوت عن تشكيل مليشيات عسكرية طائفية، مارست التحريض، وكانت جزءاً أساسياً من صراعات دموية طائفية تحت سمع الأمريكان وبصرهم.

    4. ترك مظاهر الفساد الإداري والمالي والسياسي تتفشى في كل مفاصل الدولة، وتكريس المحاصصات الطائفية والعرقية في البنى التحتية… وإغماض العين عن سرقة جهات وشخصيات عراقية متنفذة للمليارات من ثروات العراق وشعبها. فحسب عادل عبد المهدي، وزير النفط العراقي السابق، فإن الفساد أفقد البلاد 450 مليار دولار منذ 2003 وحتى 2015. كما أن الناطق باسم هيئة النزاهة في العراق عادل نوري أبلغ البرلمان العراقي عن اختفاء نحو 500 مليار دولار من الخزينة العراقية خلال فترة حكم المالكي 2006–2014. أما رئيس هيئة النزاهة الأسبق رحيم العكيلي فقد قال إنه قد تمّ عمل 6 آلاف عقد وهمي بـ 227 مليار دولار… وكان تقرير سابق للجنة المالية في البرلمان العراقي قد قال إن الهدر المالي خلال فترة حكومة المالكي قد بلغ 109 مليارات دولار. كل ذلك وضع العراق خلال ”العهد الأمريكي“ ضمن قائمة أكثر الدول فساداً في العالم، وضمن آخر خمسة دول في العالم في مؤشر الشفافية.

    5. السياسة الأمريكية والغربية التي بنت وكرست خطاباً إعلامياً يتحدث بشكل متواصل وبكافة الوسائل المؤثرة عن الجنوب الشيعي والوسط السني والشمال الكردي… بحيث أصبح ذلك أمراً عادياً منطبعاً في الوعي واللا وعي العراقي والعربي والدولي.

    6. هناك علامات استفهام حقيقية عن ترعرع ظواهر التطرف وانتشارها تحت الاحتلال الأمريكي… وتزايد أعداد المنتمين إلى الجماعات المتطرفة بالآلاف، بعد أن لم يكن لهم وجود تحت حكم صدام حسين. أي أن نمو قوى ”التطرف” حدث فعلاً تحت الاحتلال الأمريكي… ليس بالضرورة لأن أمريكا هي التي تصنعهم، وإنما لأن الاحتلال نفسه يؤجج المشاعر ضدها بكافة الأشكال المنضبطة وغير المنضبطة. وقس على ذلك ظاهرة صعود داعش، والتراخي النسبي في التعامل معها.

    7. التقصير المتعمد أو غير المبرر في حماية التراث والآثار والتاريخ العراقي والهوية الوطنية العراقية… بما في ذلك السكوت عن نهب المتحف الوطني.

    لقد تسبب الاحتلال الأمريكي وسياساته بأحد أعظم الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث والمعاصر، فخلال عشر سنوات من الاحتلال تم إحصاء مقتل نحو 134 ألف مدني، ولعله تسبب الاحتلال بوفاة أربعة أضعاف هذا العدد (بحسب تقديرات ”معتدلة“ لجامعة براون)؛ ومئات الآلاف من الجرحى، بالإضافة إلى ملايين المهجَّرين، والأهم من ذلك ارتفاع جدران الدم بين مكونات المجتمع العراقي.

    نواصل الحديث في مقال قادم حول السياسة الأمريكية في سورية

    هذا المقال هو نسخة معدلة عن النص الذي نشر في الجزيرة.نت، الدوحة 30/7/2016

مجموعة التفكير الإستراتيجي

مؤسسة نفع عام مستقلة وغير ربحية مسجلة بتركيا، رائدة وشريك دولي في التفكير الاستراتيجي، تعمل على تطوير مستوى الوعي والتفكير الاستراتيجي في المنطقة العربية والإسلامية

المزيد

القائمة البريدية

تقوم المجموعة باصدار مجموعة من النشرات البريدية بشكل دوري. لتصلك أحدث اصدارتنا ونشراتنا البريدية قم بالتسجيل معنا
جميع الحقوق محفوظة مجموعة التفكير الاستراتيجي © 2025.تم التصميم والتطوير بواسطة List.Istanbul.